banner
مقالات مختارة
banner

طيران العقبة شكرا سيدي ولي العهد

{clean_title}
جهينة نيوز -
بقلم المحلل الاقتصادي : عمر الصمادي
لكم تفرحني الإنجازات الحقيقية، ذات الأثر الملموس على جوهر مشروع منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، كما اسعدني الإعلان الذي اطلقه المهندس نايف بخيت بإنشاء شركة طيران ( العقبة فلاي) لنقل المسافرين جوا، والذي توهجت معه بقايا أمنيات التفاؤل بحلم جديد سيتحقق بعون الله تعالى قريبا، إن وجدت قلوب صادقة منتمية للوطن، لا لشيء غيره، فالوطن هو ( الإنسان الأردني) باعتباره محور التنمية وركيزتها الأساسية، وهو الهدف الأبرز من خطو جلالة الملك بتحويل العقبة إلى منطقة اقتصادية ذات أحكام خاصة.
إن هذه الدفعة الكبيرة من الطاقة الإيجابية جراء هذه الخطوة، حركت الماء الراكد، وسرعت النبض في قلب المشروع وشرايينه، وبكل ما فيه من مشاريع اقتصادية واستثمارات في مختلف القطاعات وبشكل خاص السياحية، ونفضت الغبار المتراكم هنا وهناك، وما من شك أنها الخطوة الأولى على طريق تصويب الانحراف في بوصلة المشروع التي أشار اليها سمو ولي العهد المحبوب مؤخرا.
وكصحفي متابع وكاتب في الشأن الاقتصادي لا بد لي من توجيه الشكر الجزيل، إلى مقام سمو ولي العهد على متابعته الحثيثة للعقبة كمدينة سياحية شاطئية وحيدة في المملكة، وكمشروع وطني اقتصادي استراتيجي، لو أحسنت إدارته على مدى بعض من حقب سابقة متلاحقة مضت، وانا اعلم شخصيا وجيدا أدق إرهاصاتها وبعضا من محطات كبواتها، عندما شرعنت بعض مجالس المفوضين لأنفسها حصريا حق الانفراد مترفعة في برجها العاجي، حيث تعاملوا مع العقبة وكأنها مزرعة خاصة، وان الكلمة العليا لها والأخرين عبارة عن (تبع) وليسوا شركاء( كما هي رؤية سيدنا أطال الله عمره) لا سيما المجتمع المحلي العقباوي حيث كانت الرؤية انتقائية لأشخاص بعينهم، ارتكازا على قاعدة ( فلان قربوه وادعموه وفلان العنوا أبوه وأبو أبوه).
شكرا سيدي ولي العهد فثمار زياراتكم الكريمة للعقبة بدأت تنضج وتينع ويحلو قطافها، ونحن نقرأ الإعلان الجريء للمهندس بخيت بتأسيس شركة للطيران في العقبة، جعلتني اقفز من مكاني وأقول بنفس عميق ( أخيرا ! )، ومبعث ذلك سيدي أن للعقبة جناحان فقط كان يفترض أن أرادت التحليق في فضاء الاستثمار العالمي وتصبح وجهة للمال والأعمال أن تحلق بهما أولا.
الجناح الأول هو (شركة طيران) والجناح الثاني هو (الإعلام) حيث كان الأمل ان يلقيا الاهتمام مع ميلاد العقبة الخاصة عام 2001، ولكن مضت عشرون عاما ونحن نقارن ما تم إنفاقه من السلطة على البنية التحتية على غير هدى وما تابعناه من زحام استثماري على العقبة في سنواتها الأولى، والذي تبخر جزء كبير منه لأسباب واهنة أهما صعوبة الوصول إلى العقبة جوا وبرا، والثاني انحراف البوصلة الإعلامية التي اعتمدت نهج الشخصنة والتسحيج والطبطبة والتنفيع.

تعتبر هذه الخطوة وان جاءت متأخرة كثيرا، نقطة تحول اقتصادية استراتيجية في مسيرة المشروع برمته، مما يتطلب العمل على الشركة الجديدة بحس وطني رفيع، يضع مصلحة النهوض بالعقبة في المقدمة، لتتحرك عجلة الاقتصاد والسياحة والاستثمار، ولا شك أن الشركة ستشكل موردا ماليا زخما للمستثمرين والشركاء فيها، لما يتوفر في العقبة من فرص واعدة تضمن نجاح الاستثمار في الصناعات الجوية غير التقليدية ارتكازا على وجود مرفق جوي يمتلك مساحات شاسعة ( مطار الملك الحسين الدولي) ستتيح له بالإضافة إلى مقومات العقبة اللوجستية الهامة والمميزة عن غيرها وبالذات في موقعها في قلب الكرة الأرضة تأسيس نواة تنطلق منها الاستثمارات في الصناعات الجوية.

ومن أبرز مضامين شركة طيران العقبة هو دورها الحيوي في توفير فرص العمل لأبناء العقبة، ومساهمتها في إدخال صناعة جديدة واعدة يتنوع فيها اقتصاد المدينة والاهم من ذلك أنها لن تكون عبئاً على ميزانية الدولة باعتبارها شركات طيران تجارية مستثمرة، لا بل فإنها ستحقق مردود مالي مجزي للدولة، وستسهم في تنمية الاقتصاد الوطني والمحلي، وتسهل تحقيق بنود الخطة الاستراتيجية الجديدة للعقبة وفقا لمساعي اللجنة التي يترأسها دولة الدكتور بشر الخصاونة، وبما يعزز من قدرة العقبة على استقطاب المستثمرين وجعلها بيئة جاذبة للاستثمار والحركة السياحية من مختلف المقاصد بأسعار منافسة، بما يرتقي لرؤية ومتطلبات رأس المال العالمي مستفيدة من موقع العقبة الجغرافي على خطوط الترانزيت للمسافرين والشحن الجوي، وجعل العقبة مقراً رئيساً للشركة.

الجناح الأول للعقبة بداء يستعد للإقلاع، فماذا عن الجناح الثاني؟ والذي لا يقل أهمية عنه، ألا وهو الإعلام الوطني الصادق الجاد القادر على مخاطبة العقلية الاستثمارية العالمية، بما يوازي الرؤية الملكية والوطنية والعالمية للعقبة الاقتصادية الخاصة على اعتبار أن هدفها المستثمر ورأس المال الدولي وبالتالي هذا يفرض وجود خطاب إعلامي عربي ودولي يتحدث باسم العقبة.
تابعو جهينة نيوز على google news