ايناس ابو شهاب : رشة تفاؤل لو سمحت
جهينة نيوز -لا شيء يمكن أن يُعكر مزاجك في ذلك المكان. فقد تم تصميمه لتنعم بالراحة والأمان. ركنٌ بعيد، سيجعلك سعيد. التذمر فيه ممنوع، والحزن فيه غير مشروع. كل ما عليك فعله هو الاسترخاء، بعيداً كُل البُعد عن الفوضى والضوضاء. تتسائل كيف؟؟ فلنذهب بجولة إلى مقهى سيف.
ها هو سيف يتقدم إلى الطاولة الأولى. سأل الضيف الأول بابتسامة تعلو شفاه "ما الذي يعدل مزاجك هذا اليوم" فأجاب الضيف قائلاً " كوباً من الحظ". ثم سأل الضيف الآخر عما يرغب، فأجاب "جرعةً من السعادة"، وتوجه بالسؤال إلى الضيف الأخير الذي أجاب " زجاجةً كبيرةً من الحب".
ثم توجه سيف إلى الطاولة المجاورة، وسأل ضيفاً يجلس وحيداً عما يرغب، فأجاب بصوتٍ هامس يغلفه الأنين " أريد كأساً مُعتقاً من العدل، وكوباً من عبقِ المشاعر، ووجبةٍ دسمة من الأمل، مع رَشّةٍ من التفاؤل".
إن أمعنت النظر، لربما وجدت نفسك السيف الفاصل في حياة أحدهم، السيف الذي قد يجرح أحدهم أو يجعله يفرح. السيف الذي قد يقطع الود أو يصون العهد. فلنتفكر قبل أن ننطق الحروف ونتفاخر بالكلام. وإن خذلتنا سيوف البشر، فلنترفع عن الإساءة، و نرحل بهدوء، و لنكثر من الدعاء، وننتظر بصبرٍ عدل السماء. فلنتفائل مهما اشتدت بنا الظروف، وخرجت عن الطبيعة والمألوف. ففي الغيب دائماً ما يستحق الانتظار.