banner
مقالات مختارة
banner

مَلِيكي الهَاشِمي المُفدَّى

{clean_title}
جهينة نيوز -
يلينا نيدوغينا
تُدرك الأغلبية البشرية بعُمق أهمية الاستناد والارتكاز على قائد وزعيم حكيم ومُلهم، يتمتع بتاريخ عائلي ضارب الجذور في أعمق أعماق التاريخ. لكن شعوب كثيرة تنتخب هذا أو ذاك من الأشخاص انطلاقًا من مصالحها الشخصية الضيقة، ضمنها تلبية احتياجاتها المادية، وتطلعاتها الوظيفية أو الاستثمارية والتجارية، إذ يَلعب توظيف رأس المال على وجه التحديد الدور الأول في "تعيين" هذا أو ذلك من الأفراد في القيادة، ليقود دفَّة الحياة السياسية والأدوار الإقليمية والقارية والعالمية لدولته.
قرأنا خلال السنين المَطوية عن فضائح عددٍ من رؤساء الدول، وأفعَالهم الشنيعة وخطاياهم المُمِيتة بحق شعوبهم، إذ تم انتخابهم لأعلى المناصب في بلدانهم دون الأخذ بالاعتبار التاريخ الشخصي لهؤلاء، الذين تبيّن مع مرور السنين، أنهم غير قادرين على قيادة جادة وصَحيحَة وصحيّة لأُمَمِهم، التي ألحقَ بها هؤلاء الويلات والدمار، وأسالوا دماء مواطنيهم مِمَّن لا شأن لهم بالسياسة والسياسيين، وبعضهم حوّل أوطانه إلى ساحات أزمات وحروب وصراعات دموية، وآخرون هربوا من بلادهم حاملين حقائب النقود والمجوهرات المسروقة من شعوبهم.
ما جَرى ويَجري في بلاد كثيرة، يجب أن يلعب دورًا حقيقيًا في تبصير الأمة العربية بضرورة تعظيم السلام الاجتماعي، وتجذير السِّلم الإقليمي والعَالمي، وحماية مُنجز الأمان على ترابها الواسع في آسيا وإفريقيا، والعمل على حماية مكاسِبها المُحَقَّقة، وليس العكس، فمَا مِن عاقلٍ وواعٍ يَعمل على تدمير بيته، وترك عائلته وأهله وناسه بين فَكَّي المَوت والتَشرّد!
في الأُردن المَلكي الهاشمي، الذي هو وطني وبيتي الحاني، ووطن أبنائي وأحفادي، كما هو وطني روسيا الذي وُلِدت وتَرعْرعت فيه، وجَدتُ الجديد في الجوهر والقَسمات التي ترسَخ في عُمق النظام الهاشمي الذي يتألق باستناده إلى تاريخ عريق، وجغرافيا ثابتة، وجماهيرية وولاء لا يَحيد عنه مُخلِص لأهله عبر القرون وفي مواجهة الأحداث الجِسام التي طالمَا تعرّضت إليها المنطقة التي يقع الأُردن في مركز القلب منها. إنها القيادة الهاشمية العريقة التي حَبَا االله المَملكة بها، فمليكِنا المُفدى سيدي عبدالله الثاني بن الحسين المعظم يواصل على مَدار كل عام، تفقّد شعبه في كل مَكان، فلم أقرأ عن قائد مثله أو شبيه له، يتفرّد باهتمامه بصِغار وكِبار ناسه، ويتحدث إليهم بكل بساطةٍ وودٍ ومحبةٍ و "بلهجة بلدية" قريبة من قلوبهم وعقولهم، ويُصدر الأوامر لمساعدتهم الفورية، ففي الأردن يَحفظ التاريخ عائلة هاشمية تتمتع بالعراقة مُذ ظهر الإنسان في أرض العرب، فهو النظام المتجذر، والمُتَقَدِّم، والتَلِيد، والخَلَّاق، والأصليْ أيضًا الذي يَندر وجوده في الأُمم الحاضرة.
قائد الوطن جلالة الملك عبد االله الثاني بن الحسين، لا يتوقف يخدم شعبه على كل الجبهات، وفي كل الأحوال والأجواء مهما كانت مديات خطورتها في منطقتنا المُتلاطِمة أمواجها بلا توقف، فهو يتمتع بالشعبية الطاغية، ويثق شعبه به، زد على ذلك تواصله مع الإنسانية ومتطلباتها، وينعكس كل ذلك على أحوال المواطن الأردني في المدينة والقرية، وفي الصحارى والوديان وعلى قمم الجبال، وهو يترك بصَمات هاشمية كبيرة في كل مكان يزوره يستطلع فيه "على الأرض" احتياجات ناسه، وبالتالي لا يخلو بيت أردني من كَرَمِ جلالته، ولن أنسى تِجوَال جلالته في مختلف أنحاء الوطن الأردني كمواطن عادي، يُدقق في كُلُّ شيء، ويَكشف عن كل سلبية، ليُعالِجها بحكمتِهِ المَشْهُودَةِ له، بعيدًا عن الأضواء والإعلام، ما يؤكد للمرة الألف حِرص بني هاشم، حُماة وسَدَنة المُقدسَات الإسلامية والمسيحية، على كل مواطن يطلب العَون، ويتطلع إلى مساعدة هاشمية فورية في مُنقلَباَتِ ومَهَابِطِ الحياة وتعقيداتها الكثيرة، إسعافًا له من الذبول والتّمزُق تحت أحمالها وبين أثقالها.
*كاتِبَة وإعلاميَّة أُردنيَّة / روسيَّة.

تابعو جهينة نيوز على google news