الجواب الاسرائيلي الذي كان طموحنا
خالد فخيده
قبل ان تصبح حياتنا ملكا للفيسبوك وتويتر وانستغرام وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، وقبل ان تجلب متطلبات حياتنا عبر متاجر الانترنت وتطبيقات التوصيل الى المنازل، ظلت الاجابة على السؤال الذي وجه لاحد الساسة الاسرائيليين، عن متى يمكن للعرب ان يخيفوا حكام اسرائيل، هاجسنا للوصول اليه؟.
وجواب السياسي الاسرائيلي، كان لدى الشباب العربي طموحا لتحقيقه، وفي مقدمتهم الاردني، خاصة مواليد سبعينيات القرن الماضي.
اما الجواب، فكان "عندما يتوقف العرب عن التدافع على طوابير الخبز ومواقف الباصات، ويلتزمون بالدور، لحظتها ستشعر اسرائيل بالخطر".
ما كان يرعب اسرائيل، قبل نحو 40 عاما، ان يصبح لدى العرب ثقافة الصبر وعدم التعدي على حقوق الاخرين في الحصول على متطلبات الحياة.
فالعدو، الذي التزمنا معه بمعاهدة سلام، قرأ في ذلك التاريخ وقبله، انانيتنا، ورفضنا الالتزام بالتعليمات والقوانين، فعمل على تعزيزها، ونجح في زمن التواصل الاجتماعي، من تعميق الجرح، بدليل ما شهده العراق ومصر وتونس وما تشهده سوريا واليمن، في زمن، زينوا نزيفه الدموي بالربيع العربي.
ورغم فشل العدو من تنفيذ اجندته في الاردن، الا انه مستمر في مؤامراته، على امل ان يحقق مشروعه العنصري، لحل قضية فلسطين على حساب امنه وهويته الوطنية.
الطموح او الحلم (السبعيني )، لا زال يتشظى، وجديده، ان الابناء تطاولوا على الأباء وكسروا قلوبهم بهرولتهم خلف المادة، والأشقاء اختلفوا واشتعلت بقضاياهم المحاكم، والقوارير مللن من انتظار شقيق او ابن شقيق، يطرق بابها، عطفا ورحمة وجبرا للخواطر.
والقتل المجاني لشباب في مقتبل العمر، نتيجة مشاجرات عشائرية وعائلية ضيقة، وتصدر ميسي ورونالدو وابطال لعبة البلاي ستيشن، قائمة القدوات لأبنائنا، وتهميش المرجعيات العشائرية والاجتماعية بتعزيز ثقافة التمرد على رمز العشيرة والأب والأم، كلها اسباب مزقت ذلك الطموح لجيل، فصَمَته مفردات السياسة، وغاب عن تفاصيل التنمية، وقبع اسيرا لتداعيات السلام، وظروف الأتمتة والمجتمعات الالكترونية الافتراضية.
جيل، كان يمتلك من الارادة، ما يعصف بالفقر والبطالة، ويرصف طريق التنمية بالانجاز والانتاج، لكنها ظروف القرن الجديد، التي اختصرتهم ووضعتهم على الرف.
لم يتبق من الطموح الا الابتهال الى المولى جلت قدرته، ان يحفظ الاردن وقيادته وأهله من الفتن وباطنها، وان يعزه سندا لامة العروبة والاسلام، وصوتها الذي لا يموت في محافل العالم، لاحقاق الحق ودحر الباطل.