خالد فخيده يكتب:-الديبلوماسية الملكية
جهينة نيوز -يسجل لجلالة الملك عبدالله الثاني، في المحافل الدولية، نجاحه الباهر في الحفاظ على العلاقات الاردنية مع الاشقاء والاصدقاء رغم خلافاتهم وصراعاتهم.
ونجاح جلالته في الحفاظ على علاقات الاردن مع شقيقين او صديقين بنفس المسافة، رغم ويلات الخلاف بينهما، يعود الى حنكته ومهارته في ادارة دفة الأمور وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا.
وسر نجاح الملك في بناء علاقات اخوية فوق المستوى مع الاشقاء وكذلك الاصدقاء، ان جلالته ينطلق في هذا البناء من المصلحة الاردنية وليس من مصالح الأخرين.
وجلالته الواثق من مكانة الاردن الجغرافية والسياسية، يؤكد عمليا ان بناء العلاقات مع الآخرين لا يقوم على التبعية، وانما من السيادة الاردنية التي ترفض تدخل اي كان، من كان، في الشؤون الداخلية.
و احترام للاردن ينبع من احترامه للآخرين، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية، عدا عن ان الاردن صاحب رسالة عالمية سلمية تقوم على مساعدة الاخرين في مصائبهم وويلاتهم، واحترام التعايش الديني بين ابناء المجتمع الواحد ومجتمعات العالم بأسره.
وفي قضية الفتنة الاخيرة، ظهر حجم احترام العالم للاردن والحرص على سلامة عرشه ونظامه وذلك في حجم التأييد لحكم جلالة الملك عبدالله الثاني، واستعداد اقوى دول العالم لدعمه في سبيل بقاء الاردن سالما، لاهميته في حفظ سلام المنطقة وتوازنها رغم أتون الحروب الطائفية وصراع الكراسي في محيطه.
ولذلك، اذا كان مفاجئا للبعض طلب الملك عبدالله الثاني في تصريحات اطلقها مؤخرا من واشنطن بالتعامل مع النظام السوري، فذلك كان نصيحة لصناع السياسة الدولية في الولايات المتحدة الامريكية، لحماية مصالحهم، والاهم انه مصلحة اردنية عليا في ظل الحرب التي يواجهها يوميا على حدوده الشمالية مع محاولات تهريب الاسلحة من منظمات ارهابية وعصابات المخدرات التي تحاول استهداف امن الاردن ودول شقيقة.
ومهما بلغت شدة الخلافات في كواليس العلاقات الاردنية مع الأخرين، الا ان الجميع يعلم ان خلق الاردن لا يسمح له ان يضحي بأمن اي دولة شقيقة ولا حتى صديقة حتى وان اختلف معه في قضية او موقف يمس امن الاردن وسيادته.
وتفسير وضع الاردن حل القضية الفلسطينية ودعم امن استقرار العراق وسوريا اولوية على اجندته السياسية الداخلية والخارجية، فهذا نابع من مصلحته العليا، وواجبه العروبي والاسلامي تجاه قضيته.
ومن يعتقد ان السياسة الاردنية الخارجية، تفقده مكاسب اقتصادية ومالية جمة، فهذا افقه محدود، والسبب أن الاردن لا ينتظر منّة من احد، بقدر حرصة ان يسجل التاريخ عنه، بانه لم يكن الا سندا للاشقاء والاصدقاء رغم ضعف اقتصاده وشح موارده .
ثقة الاشقاء والعالم بالقيادة الهاشمية سبب رئيسي في استمرار تدفق استثمارات دول شقيقة وصديقة الى الاردن وفي مقدمتها القطرية والكويتية والسعودية.
وايمان الجميع بأمن واستقرار الاردن، لم يأت من فارغ، وانما من قيادة فرضت احترامها وتقديرها بفكرها وفزعتها للصديق قبل الشقيق.