محمد عبيدات يكتب : الباص السريع
جهينة نيوز -أعتبر مشروع الباص السريع -وإن أتى متأخراً- من أهم المشاريع الوطنية التي ستخدم كل القطاعات بما فيها الإقتصادية والتنموية والسياحية والإجتماعية والصحية والنقل والسياسية وغيرها من القطاعات؛ فشكراً من القلب لكل من ساهم ولو بقيد أُنملة في إتمام هذا المشروع لينطلق في مرحلته التجريبية لمساره الأول لتتوالى بعدئذ مساراته الأخرى؛ وقد أحسنت جمعية عون والقائمين عليها بترتيب تجربة ركوب الباص السريع من خلال هيئتها العامة وبمشاركة القائمين على إدارة ملف وتشغيل الباص السريع من طاقم أمانة عمان الكبرى لغايات الإطلاع على حيثيات المشروع وما له وما عليه وتعميق ثقافة إستخدام وسائل النقل العام بين المواطنين:
١. شكراً من القلب لكل من ساهم في تحقيق هذا الحلم وفق الرؤية الملكية السامية؛ فلقد كان جهداً وطنياً تكاملياً بإمتياز؛ حيث مشروع الألف خطوة يبدأ بخطوة؛ ونحن الآن على طريق الإنجاز لمشروع نهضوي للنقل العام لنساهم في تغيير ثقافة المجتمع من ثقافة المركبة الخاصة إلى النقل الجماعي الذي يخدم الجميع.
٢. النقل الجماعي والباص السريع له فوائد جم إذا ما أُحسن إستخدامه؛ فهو يقضي أولاً على الأزمات المرورية وثقافة مركبة لكل مواطن؛ ويساهم في إدارة أوقات الناس وذهابهم لمواقع عملهم بإنتظام؛ كما أنه يخلق حالة من التصالح مع الذات لدى كل الناس ويساوي بينهم؛ وهنالك الكثير من الفوائد؛ لكن المهم هو أن يتم إدارة ملف تشغيله من خلال مواعيد ثابتة ودرجة موثوقية عالية ليكسب ثقة الناس ويعوّلوا عليه في تنقلهم ووصولهم لأماكن عملهم ومنازلهم في الأوقات المحددة.
٣. من حُسن الطالع أن ملف التشغيل الباص السريع يدار من قبل أبناءنا في أمانة عمان الكبرى التي نفخر بإنجازاتها؛ فقد سررت كثيراً لا بل إفتخرت من قلبي بطلبتي خريجي جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وهم يديرون ملف البنى التحتية والتشغيل للباص السريع؛ فلاحظت همم المهندسين الأشاوس تتّقد إنتماءً وعملاً صوب الإنجاز؛ فتحية من القلب لطلبتي المدراء المهندس رياض الخرابشة والمهندس خالد أبو عليم والمهندس محمد السريحين وفريقهم العامل الذين جعلوا أحلام اليقضة حقيقة واقعة.
٤. هنالك أربعة وعشرين باصاً سريعاً تعمل في المرحلة الأولى والمسار الأول وبواقع تردد كل خمس دقائق من السادسة صباحاً حتى العاشرة ليلاً؛ وذلك يساهم تقريباً بنقل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص يومياً؛ بالرغم من أن المسار الأول يحتاج لما يزيد عن ست وسبعين حافلة نقل جماعي؛ وبالطبع سيتم تعزيز أرقام الحافلات وفق زيادة إقبال المواطنين على الباص السريع.
٥. نحتاج خلال مرحلة التشغيل التجريبي لتقييم المرحلة هذه للوقوف على التحديات والفرص والنجاحات ونقاط القوة والضعف؛ ونحتاج لحشد المواطنين لإستخدام الباص السريع من خلال برنامج تسويقي متكامل دونما ملل أو كلل؛ ونحتاج لخلق ثقافة النقل الجماعي والعام لدى صغارنا وكبارنا وشبابنا لغايات الخلاص من أكبر هموم شوارعنا ألا وهي الأزمات والنزقيّة والضوضاء وحتى العنف وغيرها.
٦. نحتاج ليكون الجميع إيجابيين لا سلبيين تجاه الباص السريع؛ سواء في إستخدامه الأمثل وإستدامة ذلك أو المحافظة عليه أو عدم الإساءة له وترويج الإشاعات المغرضة؛ أو المساهمة في الجهد الجمعي المترادف لخلق ثقافة مجتمعية وبيئة معززة لإستخدامه؛ أو طرح أفكار خارج الصندوق لتسويقه وتطويره.
٧. تطوير عمل وتشغيل الباص السريع يحتاج لتضافر جهود الجميع مؤسسات وأفراد؛ فأمانة عمان الكبرى ساهمت في تحقيق البنى التحتية والتشغيلية؛ لكن مطلوب منا كمواطنين الكثير على سبيل إستدامة هذه التجربة وتطويرها لمراحل قادمة كماً ونوعاً للأفضل لننطلق صوب ما تفعله الدول المتقدمة في ملف النقل لديها.
٨. نحتاج بعد نجاح تجربة الباص السريع وتقييمها أن نعممها على مدن المملكة كافة؛ لا بل علينا إستكمال منظومة النقل العام بين المدن من خلال سكك حديد متكاملة وكذلك مترو أنفاق مستقبلي في عمان؛ خدمة للناس في تنقلاتهم وتعزيز البعد التنموي في المحافظات ودعم قطاعات الإنتاج لغايات المساهمة في النمو الإقتصادي ومواقع العمل.
بصراحة: مشروع الباص السريع حضاري بإمتياز؛ وعلينا كأبناء وطن دعمه وأن نكون له لا عليه؛ فالجهود الوطنية المخلصة التي أخرجته لحيز الوجود تحتاج منا جميعاً تحية إجلال وإكبار؛ ونتطلع لليوم الذي تكون فيه ثقافة النقل العام حياة يومية دائبة.
صباح الوطن الجميل
أبو بهاء