هاشم المجالي يكتب :-المشهد الحزبي !!!
جهينة نيوز -عندما يتم الاقتراب من المشهد الحزبي على مدار سنوات طويلة وفي زمن الحرية والديمقراطية وغيرها ، سنجد انفسنا امام حقيقة مفزعة متصلة بعدد كبير من الاسماء والعناوين ، لاحزاب ولدت ثم ما لبثنا الا وان وجدناها قد ماتت في تحليل حزين للمشهد .
فغالبية تلك الاحزاب لم يكن هناك اي التزام حزبي من اعضائه ذوي التركيبة المبهمة مضموناً والمتوالفة ظاهرياً وشكلاً ، على ان الحزب قائم من اجل الاهتمام بالشأن العام والانخراط في صناعة القرار ، مع ضعف الثقافة السياسية وتنطح شخصيات رمزية لترأس تلك الاحزاب ، وعبثية النخب المشاركة والاساليب الانتهازية لبعضهم لخلق ازمة المنتظم الحزبي .
وفي ظل ضعف مجمع السياسة وآلية التحكم في توازناته ومساراته ، فزعامات الاحزاب اصبحت مملوكة من شخصيات متنفذة او ما يسمى حيات الاحزاب ، والقادرة على تأمين تمويل ودعم للحزب ليحافظ على وجوده ومكانته وفاعليته في مشهد احتكاري للنخب فيه .
فالسوق الشعبي هو المؤسس للديمقراطية والذي يعيش في فضاء سياسي تنافسي وفق اخلاقيات قيميه ، فبعض الاحزاب لعبت لعبة التحكم في ماكينات الدعاية وصناعة العرائس المتحركة في الفضاء العمومي ، على كل فان الاحزاب ظواهر سياسية لانشأه وتطوره .
وأما الاستمرارية او الاضمحلال او الانقراض فهناك احزاب لا ترتقي الى مستوى الظاهرة ، انما لمسنا انها عبارة عن اطار وظيفي ظرفي يعتمد في قوته على خطاب الاثارة والمعارك الوهمية حول العدالة ومحاربة الفساد او محاربة الفقر والبطالة وهكذا ، ولكن بعد فترة زمنية سرعان ما يتفكك ويضمحل تدريجياً بمجرد انتهاء الاسباب التي دعت لوجوده .
وكلنا يعلم ان الاحزاب يجب ان تستمد قوتها من القوة الذاتية لاعضائها بامتلاكهم الفكر النير والتحليل والتقييم للاوضاع والمعضلات والازمات الوطنية .
ومعالجة التهميش سواء للشباب او غيرهم ، أي ان هناك معطيات وطنية تستوجب قيام الحزب لمعالجة تلك الازمات والمعطيات وفق مناهج واسس وطنية سليمة .
اي يكون الكادر السياسي في الحزب قادر على استيعاب المتغيرات والتأثير بالواقع واستشراق المستقبل وتشييك العلاقات مع الاحزاب الاخرى ، كون القضايا جميعها وطنية وهادفة وتقليص دائرة الخصومات والصدامات ، فيجب ان يكون لديه القدرة على النقد الذاتي وتطوير الافكار والشفافية والمصارحة دون ضبابية ، حتى يحظى باحترام الجميع .
فيجب في أي دولة ان يتم ترسيخ ثقافة الديمقراطية وقيم المواطنة في الوعي والممارسة ، فالاحزاب مثلها مثل اي كائن حي تحيا وتموت ، وقد يطول عمرها وتمتد عبر الاجيال ما دامت محافظة على الشروط الموضوعية للبقاء .
في جميع الحالات نحن بحاجة الى احزاب متعددة ومتنوعة تعالج الازمات السياسية والاجتماعية والبيئية والثقافية ، كذلك احزاب شبابية ونسائية لمعالجة كثير من القضايا التي بدأ الجميع يلمسها كظواهر سياسية واجتماعية .
المهندس هاشم نايل المجالي
hashemmajali_56@yahoo.com