banner
عربي دولي
banner

قمة تركية – روسية – ايرانية في سوتشي،مباحثات جنيف ، اجتماع المعارضة في الرياض، قمة الحوار السوري

{clean_title}
جهينة نيوز -

حملة دبلوماسية بشأن سوريا

وعواصم – وكالات - جهينة نيوز – مأمون العمري

 يبدو ان الدبلوماسية الخاصة بسوريا تكتسب زخمًا ضمن أسبوعين عبر مباحثات "سوتشي" و"الرياض" و"جنيف" ،  خصوصا بعد  قمة بوتين – ترامب ، و زيارة بشار الأسد المفاجئة إلى سوتشي حيث أمضى 4 ساعات والتقى بنظيره الروسي فلاديمير بوتين مهمة جداً بالنسبة إلى الحرب السورية الدائرة منذ 6 سنوات، وتتمثل  الاهمية  بانها ترمز إلى أنّ الانتقال الرسمي من العمليات العسكرية إلى السياسية بدأ، وتدل على أنّ حملة روسيا العسكرية في سوريا تشارف على الانتهاء وأنّه سيكون عليها الاتجاه إلى وسائل أخرى لضمان وجودها وبسط نفوذها فيها.

" الانباط " في عدد اليوم تضع "الطبخة" السورية على النار الروسية  وفق متابعات  وقراءات  وما يتسرب  من هنا  وهناك حول الاجتماعات في الرياض  وسوتشي ، ويبدو ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتجه  إلى تشديد قبضته على «خيوط اللعبة» في سورية، أملاً بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة، بدأت تظهر ملامحه من بوابة سوتشي ،وأوحت الأجواء التحضيرية لقمة سوتشي ، سيكون تاريخاً مفصلياً في عمر الحرب السورية، لناحية إنهائها، بغض النظر عن كيف ولمصلحة من وعلى حساب أي طرف، أو يضاف هذا التاريخ إلى المواعيد الضائعة في روزنامة الإبادة الأوسع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

 الى ذلك يؤكد ماكسيم سوخوف الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية في موقع "المونيتور"في مقال حمل عنوان "الأسد يزور روسيا في اللحظة الأخيرة قبل القمة الثلاثية"، إلى أنّ بوتين أراد للأسد أنّ يأتي إلى سوتشي، المدينة التي يفضّل الإقامة فيها خلال الأشهر الباردة والتي ستستضيف القمة الروسية-الإيرانية-التركية، لينسق معه وجهات النظر بشأن الخطوات المقبلة المتعلقة بعدد من المسائل الأساسية التي تروّج لها موسكو، لا سيّما المؤتمر المتوقع عقده مع الرئيسيْن الإيراني والتركي والذي يدعمه الرئيس السوري.

موسكو تدرك المخاطر التي يمكن أن تنشأ إذا لم يتعاون الأسد عندما يتم التوصل إلى توافق على مستوى العملية الانتقالية السياسية من جهة، وقدرة بشار الاسد  على عرقلة المبادرات الروسية المقبلة من جهة ثانياً،وعليه كانت مسألة إجراء محادثة معه وجهاً لوجه ضرورية من وجهة النظر الروسية .

من جهته، كشف ديبلوماسي روسي كبير يعمل على الملف السوري، أنّ موسكو "بدأت العمل على خطة سوريا منذ مدة"، وتأكيده أنّ اتفاق بوتين-ترامب كان عنصراً مهماً لهذه الخطة.

كما أوضح الديبلوماسي أنّه "تم تحقيق تقدّم ملحوظ بفضل هذا الاتفاق ومذكرة تفاهم 8 تشرين الثاني (المذكرة الروسية-الأميركية-الأردنية لخفض التصعيد في المنطقة الجنوبية في سوريا)"، قائلاً: "حتى لو رفض الأميركيون العمل معنا في ظل الإطار الذي تم الاتفاق عليه، لكنا عملنا بمفردنا مع شريكيْنا في أستانة (تركيا وإيران)"، و شدّد الديبلوماسي على أنّ الاتفاق كان مهماً نظراً إلى أنّه يسمح سياسياً بأن تتم مناقشة التسوية في جنيف عاجلاً وليس آجلاً، رافضاً إعطاء تفاصيل عن مكونات "الخطة السورية".

انطلاق اجتماع المعارضة السورية في الرياض

 

انطلق في العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء، الاجتماع الموسع الثاني للمعارضة السورية، بحضور وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، و150 شخصية سورية.

 

ويأتي اجتماع المعارضة السورية الذي يستمر يومين، في مسعى إلى توحيد مواقفها، والخروج برؤية واحدة، وتشكيل وفد موحد للتفاوض مع النظام، في مؤتمر "جنيف 8"، المقرر يوم 28 تشرين ثانٍ الجاري.

 

وانطلقت الاجتماعات بجلسة رسمية أولى، ألقى فيها الجبير ودي ميستورا كلمتين افتتاحيتين.

 

وعقب الجلسة الافتتاحية الرسمية، انتقلت الجلسات لتكون مغلقة، وفيها تتحدث الأطراف المشاركة من المعارضة، وتلقي كلمات، بهدف الوصول إلى توافق ورؤية مشتركة تصدر في بيان ختامي.

 

ومن المنتظر أن يستمر المؤتمر 3 أيام، ينتهي ببيان يعرب عن رؤية مشتركة للمعارضة، ويخرج بوفد موحد للتفاوض مع النظام في مؤتمر "جنيف 8" المقبل.

 

واعتبر الجبير في كلمة خلال افتتاح الاجتماع إنه "سيفتح آفاقا جديدة للحل في سوريا".

 

وبيّن أن "الاجتماع يأتي في ظل توافق دولي على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية التي تمر بمرحلة دقيقة وهي تعيش عامها السابع".

 

وشدد أنه "لا حل لهذه الأزمة دون توافق سوري وإجماع يحقق تطلعات الشعب وينهي ما عاناه، على أساس بيان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254".

 

وخاطب الجبير الحضور قائلاً: "أنتم أمام مسؤولية تاريخية للخلاص من الأزمة التي أرهقت الشعب وتحقيق الحل والانتقال لمستقبل جديد".

 

وذكر أن "المملكة تؤكد أنها ستقف بجانب الشعب السوري كما كانت دوماً لتحقيق تطلعاته للوصول إلى حل عادل".

 

بدوره، أعرب دي ميستورا عن تمنياته بأن "يكون الاجتماع طريقة رئيسية للمساعدة والإسهام في المفاوضات التي تقوم بها الأمم المتحدة في جنيف بناء على قرار مجلس الأمن 2254".

 

وبيّن أنه "خلال أيام سنبدأ في جنيف وضع إطار للعملية السياسية"، مؤكداً أنه "للقيام بذلك أنا أحتاج منكم وفدا سوريا قويا يقف على قلب رجل واحد".

 

وكشف عن أنه سيتم مناقشة "الدستور الجديد وحكومة شاملة غير عنصرية بناء على قرار مجلس الأمن وكافة الأمور المتعلقة بالمختطفين وتقديم كافة المساعدات الإنسانية لأي منطقة محاصرة".

 

فيما دعا المجتمعين إلى اختيار "فريق شامل يشمل كافة الأطراف وأن يشمل تمثيل له مغزى من النساء الذين يشكلون 50 في المائة من الشعب السوري".

 

وقال إن الحل للأزمة السورية سوف يأتي في جنيف من خلال هذا الفريق، مجددا التأكيد على السعي إلى الحل السلمي.

 

ويأتي مؤتمر الرياض، في وقت تشهد فيه الأزمة السورية حراكاً دبلوماسياً مكثفاً؛ حيث يتزامن مع انعقاد قمة ثلاثية، اليوم، على مستوى زعماء الدول الضامنة لمسار أستانة، وهي تركيا روسيا وإيران، في روسيا.

 

وبعد أيام من مؤتمر الرياض من المقرر عقد مؤتمر "جنيف 8" بشأن الحل السياسي في سوريا، الثلاثاء المقبل، وهو المؤتمر الذي أعلن عنه دي ميستورا، أكتوبر/تشرين أول الماضي، بعد خمسة أشهر من "جنيف 7".

 

ونهاية الشهر الماضي، عُقدت جولة سابعة من اجتماعات العاصمة الكازخية أستانة بين الدول الضامنة، وبمشاركة من النظام والمعارضة السوريين.

 

ومن المقرر، في ديسمبر/كانون أول المقبل، عقد جولة جديدة في مسار أستانة، الذي أسفر عن تخفيض العنف، ووقف إطلاق النار، رغم خروقات النظام السوري.

 

واستضافت السعودية مؤتمراً أول للمعارضة السورية، في ديسمبر/كانون أول 2015، على مدار أيام، ضمن توصيات مؤتمر فيينا حول سوريا، الذي انعقد في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2015، بمشاركة 17 دولة، بينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية.

 

ويأتي مؤتمر "الرياض 2" استجابة لنداءات الأمم المتحدة، ولسحب ذرائع النظام بعدم توحد المعارضة؛ وذلك على أمل تحقيق تقدم في جولة مفاوضات جنيف المقبلة، بعد أن حقق وقف إطلاق النار نجاحاً نسبياً، وانحسرت مناطق سيطرة تنظيم داعش.

 

وقبيل انطلاق المؤتمر، تفاجأت الأوساط المعنية، أول أمس الإثنين، باستقالة المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، من منصبه.

 

أما الجهات المشاركة في هذا الاجتماع، فعلى رأس القائمة، الائتلاف الوطني السوري الذي يشارك بحوالي ثلاثة وعشرين عضواً.

وأبرز الأسماء: رياض سيف رئيس الائتلاف الحالي، أنس العبدة رئيس الائتلاف الأسبق، إلى جانب هادي البحرة رئيس الائتلاف السابق، فيما تشارك مجموعة القاهرة هي الأخرى بواحد وعشرين عضواً، أبرزهم فراس الخالدي رئيس منصة القاهرة، إلى جانب الفنان والناشط السياسي جمال سليمان.

أما مجموعة موسكو فالمصادر تقول إنها ستشارك بحوالي ثمانية أسماء، أبرزهم علاء عرفات، إلى جانب نمرود سليمان.

كذلك الفصائل العسكرية تشارك بحوالي واحد وعشرين اسماً، أبرزها محمد علوش وبشار الزعبي.

وسيشهد مؤتمر الرياض أيضاً حضور أكثر من سبعين اسماً من الشخصيات الوطنية والمستقلة وأعضاء مجالس محلية سورية، أبرزها عارف دليلة ويحيى قضماني.

أردوغان يستهل زيارته لسوتشي الروسية باجتماع مع نظيره الإيراني

 

بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء، جولته إلى مدينة سوتشي الروسية، باجتماع مع نظيره الإيراني حسن روحاني.

ووصل أردوغان إلى مدينة سوتشي بعد ظهر الاربعاء، للمشاركة في قمة سوتشي لبحث حل الأزمة السورية، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني روحاني.

وقبيل توجهه إلى مدينة سوتشي الروسية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الاول الثلاثاء، "إنّ قمة الغد ستكون مسرحاً لمناقشة قضايا مهمة تخص مستقبل المنطقة برمتها".

وتتوقع الأوساط الإعلامية والسياسية، أن تصدر من القمة قرارات هامة قد تساهم في تعزيز فرص إنهاء الأزمة السورية، والانتقال إلى مرحلة الحل السياسي.

وسبقت القمة تحضيرات مكثفة على الصعيدين السياسي والعسكري، حيث احتضنت ولاية أنطاليا التركية نهاية الأسبوع الفائت قمة وزارية جمت وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا، وتناولوا خلالها الملف السوري بكامل تفاصيله، واتفقوا على أجندة قمة الزعماء (بحسب تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف).

وأمس الاول الثلاثاء، شهدت مدينة سوتشي الروسية اجتماعاً هاماً بين رؤساء أركان الدول الثلاثة المذكورة، وتباحثوا حول الوضع العسكري القائم في سوريا، والخطوات المستقبلية ومناطق خفض التوتر.

وفي العاصمة الإيرانية طهران، جرى اجتماع ضمّ كبار المسؤولين من الدول الثلاثة، وتناولوا أيضاً الأزمة السورية والتحضيرات للقمة الثلاثية التي ستجري اليوم الأربعاء.

وبعيد  استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رئيس النظام السوري بشار الأسد في سوتشي، اجرى  بوتين 6 اتصالات هاتفية مع زعماء المنطقة والعالم، ومن بين الذين اتصل بهم، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويعزز الحراك الدبلوماسي والعسكري المكثف الذي جرى خلال اليومين الأخيرين، احتمال صدور قرارات هامة جداً من القمة الثلاثية، لا سيما أنّ الرئيس التركي أردوغان أكّد في خطاباته الأخيرة على أهمية القمة التي سبقتها استقالة أسماء بارزة في المعارضة السورية، وعلى رأسهم رئيس اللجنة العليا للتفاوض رياض حجاب.

 

بوتين وروحاني وأردوغان في سوتشي الروسية

التقي رؤساء روسيا وإيران وتركيا امس الاربعاء  في سوتشي الروسية في اجتماع يتناول النزاع في سوريا. وترعى البلدان الثلاثة مفاوضات أستانة بين المعارضة السورية والنظام.

بعد لقائه المفاجئ الثلاثاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء في سوتشي نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني "للعمل من أجل تسوية بعيدة الأمد للنزاع" في سوريا، قبل أيام من استئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة بهذا الصدد في جنيف.

وترعى روسيا وإيران حليفتا دمشق وتركيا التي تدعم فصائل معارضة سورية، مفاوضات تجري في أستانة بين المعارضة السورية والنظام، نجحت في إقامة "مناطق لخفض التوتر" في إدلب (شمال غرب) وحمص (وسط) والغوطة الشرقية المتاخمة لدمشق، وكذلك في الجنوب.

وجرت سبع جولات محادثات في أستانة هذه السنة جمعت حول الطاولة ذاتها ممثلين عن النظام والمعارضة السورية وركزت على المسائل العسكرية والفنية، فيما كانت محادثات جنيف تراوح مكانها.

ويبحث الرؤساء الثلاثة إمكانية عقد "مؤتمر حوار وطني سوري" وهو مشروع أعلنته موسكو في أواخر تشرين الأول على أن يجمع النظام والمعارضة السورية في سوتشي، غير أن مكونات رئيسية في المعارضة السورية رفضت المشاركة فيه مبدية تمسكها بمفاوضات جنيف.

ويجد النظام السوري نفسه اليوم بدعم مباشر من روسيا في موقع قوة ميدانيا وعلى طاولة المفاوضات، لكن قياديين في المعارضة يؤكدون أن القبول بالأسد ليس واردا.

تساؤلات حول القمة

ويبقى السؤال مطروحا عما إذا كانت قمة سوتشي بجنوب غرب روسيا ستتمكن من تحقيق تقدم على ضوء الخلافات القائمة في وجهات النظر بين مختلف الأطراف وفي غياب أطراف أساسية مثل الولايات المتحدة والسعودية والأردن.

ويعمل الرئيس الروسي على إنجاح القمة، ويأتي استقباله للأسد الاثنين في سوتشي في هذا السياق، مؤكدا بذلك على موقع الرئيس السوري في اللعبة الدبلوماسية. وكانت هذه أول زيارة له إلى روسيا وإلى الخارج منذ تشرين الأول2015 قبل بدء روسيا تدخلها العسكري الذي شكل منعطفا في النزاع.

ووفق الكرملين فإن بوتين أكد "استعداده للعمل بشكل فاعل للتوصل إلى تسوية طويلة الأمد للنزاع" استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة "الحفاظ على سيادة ووحدة واستقلال سوريا".

من جهته أعلن الرئيس الايراني حسن روحاني "النصر" على تنظيم "الدولة الاسلامية" ، ناسبا هذا "النصر الكبير" إلى "العمل الأساسي للشعوب والجيوش السورية والعراقية واللبنانية". وأوضح للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي معه الثلاثاء أن إيران تريد "تجنب تفتيت دول المنطقة وليس السيطرة عليها".

وبالرغم من تراجع حدة العنف، حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة الثلاثاء في تقرير بأن أكثر من 13 مليون شخص حوالى نصفهم من الأطفال بحاجة إلى مساعدة إنسانية في سوريا

 

القمة الروسية الإيرانية التركية حول سورية: نقاط الاختلاف والاتفاق بعيون طهران

 

 الراصد والمتابع  لما  يدور حول قمة سوتشي ُ يسمتع في طهران  الى حديث عن وجود تباينات في المواقف قد تظهر على الطاولة الرئاسية بين إيران وتركيا وروسيا حول سورية في قمة سوتشي الأربعاء وتستدعي المزيد من التقارب.

اجتماع أستانة 7، انتهى بالاتفاق على نشر 12 نقطة مراقبة في إدلب، بحسب اتفاق خفض التصعيد، وسيكون هناك ثلاث مناطق مقسمة، ستوجد في إحداها ما تبقى من فصائل مسلحة ومعارضة، وستشرف تركيا على الثانية، في حين ستخضع الثالثة للرقابة الروسية.

وعن هذا الأمر، توقّع الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي أن "تحدث تباينات على طاولة سوتشي، لكنها لن تكون واضحة بشكل يعرقل هذه المحادثات السياسية أو يقف بوجه المساعي الثلاثية الراهنة"، معتبراً أن الغاية من هذا الاجتماع "تتعلّق بالدرجة الأولى بملف الحوار حول بعض النقاط الخلافية".

رأى أفقهي أن "مرحلة الحسم الأمني والعسكري التي باتت من الماضي كانت أصعب"، معتقدا أن تركيا التي تختلف في وجهات نظرها عن روسيا وإيران في إدلب بالذات "قد تتماهى في النهاية مع المطالب الروسية". وتوقّع أفقهي تجاوز العقبات، لكنه رأى أن "طبيعة الوضع في إدلب شائكة للغاية، وطالما أن العنصر التركي هو ضامن المعارضة هناك، فعليه أن يقدّم المزيد من الالتزامات".

وأشار أفقهي إلى أن مسألة تحرّك قادة للمعارضة المسلحة على الحدود التركية السورية حتى الوقت الحالي، سيبحثها المعنيون في سوتشي، واصفاً القمة بـ"المفصلية". وذكر أنه بحال لم تضبط تركيا نشاط بعض المسلحين في إدلب بشكل توافق عليه كل من إيران وروسيا، فهذا قد يعني "تدخلاً عسكريا للجيش السوري والقوى الداعمة له، وهو ما من شأنه أن يترك تأثيراً على مسار أستانة".

من ناحية ثانية، يبدو واضحاً وجود قلق تركي كبير من دور الفصائل الكردية. وقد أكّد نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداغ رفض بلاده لمشاركة حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي" في أي حلول مرتقبة للأزمة السورية. فأنقرة ترى في الأمر تهديداً لأمنها القومي. وسيدور الحديث في سوتشي حول هذا الأمر، فضلاً عن إمكانية دعوة الأكراد لمؤتمر الحوار الوطني الذي ستستضيفه سوتشي أيضاً في وقت لاحق، وهو ما لا ترفضه روسيا قطعياً، ولكنه قد يلقى دعماً إيرانياً للرغبة التركية.

وفي هذا السياق، قال المحلل الإيراني حسن هاني زاده إن هذه القمة الثلاثية "ستنتهي بقرارات مصيرية منها ما يتعلّق بملامح الوجود على الأرض في سورية"، معتبراً أن "مصير القوات الكردية التي لعبت دوراً في الحرب على الإرهاب، لكنها أبدت تقارباً مع أميركا، مؤشر خطر للأطراف الثلاثة". ورأى زاده أنّ معركة البوكمال "ستترك أثراً كبيراً" على قمة سوتشي وحتى على المفاوضات المقبلة في أستانة، متوقعاً "تغيير ملامح المرحلة المقبلة في ما يخصّ أزمة سورية".

وبوجود التباينات العديدة التي لن تترك أثراً بالغاً قد يعطل محاولات التنسيق السياسي والعسكري في سورية بين طهران وأنقرة وموسكو، لكن ملفاً آخر قد ينقل أزمة الخلاف لدائرة أكبر، فمسألة الوجود الأميركي ودوره في سورية تقلق هذه الأطراف.

ومن ناحية ثانية، وبعد صدور أنباء عن اتفاق أميركي روسي يتعلّق بتلبية الرغبة الإسرائيلية التي تدعو لإبعاد القوات الإيرانية عن الوجود بالقرب من حدودها مع سورية، نفت روسيا هذا الأمر على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، والذي اعتبر الوجود الإيراني شرعياً في سورية. فموسكو ترى أن وجود قوات إيرانية يعني استقرار الأسد بالنتيجة، وهذه النقاط قد تجعل التقارب بين الأطراف الضامنة لمقررات أستانة أسهل في المرحلة المقبلة، وهو ما قد يثير قلق أطراف أخرى.

وول ستريت: هل يرسم مؤتمر سوتشي الثلاثي خارطة سوريا الجديدة؟

 

 

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالا لمدير مكتبها في موسكو ناثان هوج، يقول فيه إن روسيا تستعد لاستضافة قيادات كل من تركيا وإيران هذا الأسبوع، لعقد قمة حول مستقبل سوريا؛ لدعم وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بصفته صانع قرار سياسي في الشرق الأوسط.

ويشير الكاتب إلى أنه “من المقرر أن يلتقي كل من الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأربعاء، في مدينة المنتجعات الروسية (سوتشي)، على البحر الأسود، وهذا المؤتمر هو بمثابة الانتصار بالنسبة للرئيس الروسي، الذي تدخل في سوريا في خريف عام 2015، مقدما القوة الجوية لدعم نظام بشار الأسد، وصد أمواج الحرب الأهلية المتعددة الأطراف”.

 

 

 ويبين هوج في مقاله أنه مع الاقتراب من هزيمة تنظيم الدولة، فإن المراقبين السياسيين يرون أن أمام الزعماء الثلاثة فرصة لمناقشة الشكل الذي يمكن لسوريا أن تكون عليه بعد انتهاء الصراع.

 

 

 ويلفت الكاتب إلى أن الاجتماع لا يضم أمريكا، التي اتخذت موقفا أكثر تشددا من إيران في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوقيع على التزام طهران ببنود الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015، مشيرا إلى أن المسؤولين الأمريكيين حثوا روسيا على مناقشة طرق لترسيخ الاستقرار في سوريا بعد هزيمة تنظيم الدولة.

وتنقل الصحيفة عن مدير مركز “كارنيغي” في موسكو، ديميتري ترينين، قوله إن اجتماع سوتشي يحمل أصداء مؤتمر يالطا في شباط عام 1945، الذي ساعد على رسم النظام بعد الحرب العالمية الثانية، وأضاف: “إن وجه الشبه يكمن في أن روسيا وحلفاءها الحاليين حققوا انتصارا، وهم الآن يريدون تنظيم السلام في المكان الذي كان ساحة حرب.. والفارق هو أن روسيا وحلفاءها لم يحققوا الانتصار الكامل الذي كان واقعا في شباط 1945”.

ويعلق هوج قائلا إن “موسكو وطهران حليفتان في سوريا، وتوفر إيران الجنود والمستشارين ليدعموا قوات الأسد، وفي الوقت الذي أيدت فيه أنقرة مجموعات الثوار، التي كانت تسعى للإطاحة بالأسد -وكانت روسيا وتركيا قاربتا أن تقعا في صراع مفتوح بعد أن قامت طائرات (أف 16) تركية بإسقاط طائرة (أس يو 24) روسية في تشرين الثاني 2015- لكن أردوغان وبوتين تصالحا منذ تموز/ يوليو 2016، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الزعيم التركي”.

ويلفت الكاتب إلى أن كلا من طهران وأنقرة وموسكو قامت بدعم محادثات السلام في العاصمة الكازاخية الأستانة، التي أدت إلى إنشاء مناطق “خفض التوتر” في أجزاء من سوريا، مشيرا إلى أن أردوغان قال في خطاب متلفز له يوم الجمعة: “لقد وصلت تركيا وروسيا وإيران إلى نقطة حيث أصبحت لدينا رؤية مشتركة”.

وتذكر الصحيفة أن قمة سوتشي تأتي بعد سلسلة من المناورات قام بها الزعيم الروسي؛ للإشارة إلى نية الكرملين تشكيل النتيجة في سوريا، حيث ركز بوتين في الأسابيع الأخيرة على الشرق الأوسط بشكل كبير، فقام بزيارة لإيران، واستضاف خصم إيران، ملك السعودية، الملك سلمان في موسكو، مشيرة إلى أن السعودية دعمت الإطاحة بالأسد، لكن موسكو شكلت تحالفا ناشئا مع الرياض في مجال الطاقة.

 

 

 ويفيد هوج بأن تحركات بوتين تأتي في وقت تبحث فيه أمريكا وروسيا عن أرضية مشتركة لحل أزمة سوريا، وناقش بوتين الوضع مع ترامب، واتفق الاثنان على إيجاد منطقة عدم اشتباك في جنوب غرب سوريا، مستدركا بأن الروس في خلاف مع واشنطن حول مهمتها العسكرية في سوريا، التي تتضمن حملة جوية ضد تنظيم الدولة، ونشر مئات من القوات البرية، وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الأسبوع الماضي إن الوجود العسكري الأمريكي ضروري “لتهيئة الظروف لحل دبلوماسي” في سوريا.

وينوه الكاتب إلى أن هناك جولة جديدة من المحادثات بوساطة الأمم المتحدة في جنيف، من المزمع أن تبدا في 28 تشرين الثاني لافتا إلى أن موقف روسيا واضح قبل بدء تلك الجولة، فهي تريد أن تخرج أمريكا من سوريا لدى هزيمة تنظيم الدولة.

وينقل هوج عن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قولها يوم الخميس: “بحسب فهمنا فإن هذا يعني أنه مباشرة بعد القضاء على قاعدة الإرهابيين.. على الأمريكيين مغادرة الأراضي السورية والأجواء فوقها”.

ويرى الكاتب أنه “ينبغي على تركيا وروسيا وأمريكا التوصل إلى توافق على قضية مهمة أخرى: وهي دور المجموعات الكردية، حيث قامت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد بهزيمة تنظيم الدولة في الرقة، في الوقت الذي أعربت فيه روسيا عن استعدادها لتضمين الأكراد من قوات سوريا الديمقراطية في المحادثات حول مستقبل سوريا السياسي، لكن تركيا ترى أنهم يشكلون تهديدا أمنيا غير مقبول، ويجب استثناؤهم من المفاوضات”.

ويوضح هوج أن أردوغان يعد وحدات حماية الشعب، الجناح العسكري للأكراد السوريين، منظمة إرهابية، وهدد بالتدخل العسكري في سوريا؛ لاقتلاع مقاتلي وحدات حماية الشعب من البلدات القريبة من الحدود التركية.

ويستدرك الكاتب بأنه “يبقى من الصعب تصور ملامح التسوية السياسية، خاصة ما يتعلق بمستقبل الأسد، حليف موسكو العريق”.

وتشير الصحيفة إلى أن أمريكا دعمت مفاوضات السلام بإشراف الأمم المتحدة، وسط مخاوف من اعتزام روسيا سحب الزخم من عملية السلام في جنيف، إلا أن المسؤولين الرسميين يقولون أيضا إن روسيا لا تستطيع دفع فاتورة جهد إعادة الإصلاح، لافتة إلى أن أمريكا والغرب يرفضون إيصال المساعدات لنظام الأسد، بالإضافة إلى أن تحرك روسيا لاستخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد محاولة إنقاذ لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في استخدام سوريا للأسلحة الكيميائية، أثر في الحوار معها حول سوريا.

ويبين هوج أن موقف أمريكا عبر عنه وزير الخارجية ريكس تيلرسون في أواخر تشرين الأول، عندما قال: “ما نزال لا نرى دورا على المدى البعيد لعائلة الأسد أو لنظام الأسد.. وبالتأكيد جعلنا ذلك واضحا في حوارنا مع الروس”.

ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن كريستوفر كوزاك من معهد دراسات الحرب في واشنطن أشار في تعليق له إلى أن أمريكا تخسر النفوذ لصالح بوتين، حيث قال: “إن أمريكا تتنازل عن دورها بصفتها صانعة قرار دبلوماسي في سوريا لصالح روسيا.. فأمريكا تمكن لعملية سياسية تقودها روسيا، وهذا ما لا يضمن أهداف أمريكا الاستراتيجية في سوريا

 

  • {clean_title}
  • {clean_title}
تابعو جهينة نيوز على google news