مختصون: غياب التقييم الصحي قبل ممارسة الرياضة يتسبب بأزمات قلبية
أكد معنيون في الطب الرياضي ومدربون، أهمية التخلي عن التدريبات العشوائية في مراكز اللياقة، وضرورة الخضوع لإجراءات طبية وعلمية، بإشراف مختصين، لتجنب الأثار السلبية للاستخدام الخاطئ لمراكز (الجم)، والتي تصل في بعض الاحيان إلى الوفاة.
وكشف مختصون في هذا المجال، عن ممارسات سلبية داخل بعض مراكز اللياقة، تلحق الضرر بالجسم، مثل غياب التقييم الصحي قبل البدء في ممارسة الرياضة التي تحتاج لجهد كبير، ما يتسبب بحدوث أزمات قلبية، أو تمزق في عضلات الجسم، أو الحاق الضرر بعضلة القلب أو الكلى نتيجة سلوكيات خاطئة.
وطالب شقيق أحد المتوفين بأزمة قلبية في أحد مراكز اللياقة، بسبب جهد إضافي خلال التدريب، بضرورة توفير المسعفين والمختصين في مثل هذه المنشآت، وضرورة الاهتمام بالتقييم الطبي قبل المباشرة في اي تدريب.
وكشف أطباء ومعالجون ومدربون في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن عدد من التجاوزات أو الافكار الخاطئة التي يلجأ إليها مرتادو مراكز اللياقة البدنية "الجم" ، وتتسبب بالحاق الضرر بالجسم بدلا من الحصول على الفائدة المرجوة من ممارسة الرياضة.
ووجهوا عددا من النصائح للمشتركين في مراكز اللياقة، الواجب الالتزام بها لضمان ممارسات رياضية صحية بعيدا عن اي انعكاسات سلبية، مؤكدين ضرورة التزام تلك المراكز بخطوات تعتبر مهمة وضرورية، وتسهم في انقاذ حياة العديد من غير المؤهلين لممارسة الرياضة ضمن ظروف معينة.
وقال طبيب الإسعاف والطوارئ أحمد برهان الذي يعمل مع اللجنة الأولمبية الدولية، أن غياب الاجراءات الطبية الوقائية عن بعض مراكز الجم، يتسبب في الحاق ضرر واسع بالعديد من المشتركين الذين يصطدمون بمشاكل طبية خلال ممارسة الرياضة بدلا من الحصول على الفائدة.
واضاف انه يجب على كل من يرغب بممارسة الرياضة عبر الاشتراك بمراكز اللياقة، أن يخضع نفسه لفحوصات طبية مثل تخطيط القلب و"تشوهات في القلب"، وأمراض الضغط والسكري والدهنيات والجهاز التنفسي، وغيرها من الأمراض التي تتأثر بالجهد البدني، معتبرا أن هذه مسؤولية مشتركة بين مراكز اللياقة والمشترك.
ووجه برهان نصيحة إلى مستخدمي الـ"جم" ، بضرورة التوقف عن التدريبات ومراجعة الطبيب، في حال شعروا خلال التمرين بأعراض مثل تسارع نبضات القلب بشكل ملحوظ بعد جهد بسيط، أو بآلام في الصدر أو الدوار.
وتطرق الدكتور برهان للحديث عن خطأ يرتكبه مدربون في مراكز اللياقة، يتمثل في اعطاء بروتينات للمتدربين لأهداف بناء الجسم، ما يتسبب بأثار عكسية، مشيرا الى ان بعض المشتركين يلجأون لهرمونات قد تتسبب في تضخم عضلات القلب.
أما المعالج جبرين المناصرة صاحب الخبرة الطويلة في العمل مع المنتخبات الوطنية والأندية الرياضية وفي مراكز اللياقة البدنية، فقد أكد على ضرورة تركيز مراكز اللياقة على توفير شرح مفصل للمشتركين حول الاستخدام الأمثل لادوات التدريب، مع ضرورة الحصول على معلومات كاملة عن السيرة المرضية للمشترك.
واضاف: المشترك العادي (غير المحترف)، يدخل إلى الـ"جم " ويبدأ بممارسة الرياضة، وحمل الأوزان وبذل الجهد العالي، بعيدا عن أعين المدربين، ما يلحق به الضرر بدل من الحصول على الفائدة.
وأشار الى انه من الاخطاء الشائعة في ممارسة اللعب في الـ"جم"، خطأ استخدام الساونا والجاكوزي، أو تناول المكملات الغذائية غير المناسبة، أو الحصول على حقن لنفخ العضلات وغيرها من الممارسات التي لا يجب أن تحدث دون استشارة مختصين.
المعالج محمد المومني الذي يملك خبرة طويلة في العمل مع الأندية واللجان الطبية العاملة في الحقل الرياضي، اشار إلى ممارسات خاطئة تهدد حياة المشترك في مركز اللياقة مثل تعاطي مواد بروتينيه، تزيد من حاجة الجسم للأوكسجين، وبالتالي تهدد صحته خاصة في حال بذل جهد كبير خلال التمارين.
وكشف المومني عن لجوء البعض إلى الحصول على حقن بهدف تنشيف العضلات لتظهر قوية ومنتفخة، وهو أمر خاطئ خاصة إذا ما كان بعيدا عن الإشراف الطبي.
واضاف: هناك بعض الممارسين للرياضة في مراكز اللياقة، يشتكون من التهابات في الجهاز التنفسي، وبالرغم من ذلك يخضعون في بعض الأحيان لحقن فولترين، سعيا للتخلص من آلام الالتهاب، ما يتسبب في تحويل هذا الالتهاب لعضلة القلب، وبالتالي تعريض القلب لخطر التوقف المفاجئ ومن ثم الوفاة.
ونصح المومني مرتادي الـ"جم " بضرورة اجراء تخطيط قلب قبل البدء في التدريبات، وضرورة الالتزام بتعليمات المدرب المختص في الجم، إلى جانب التركيز على السوائل والغذاء الصحي المتوازن.
بدوره أكد المدير التنفيذي لأحد مراكز اللياقة في الصويفية عاصم رشاد ، تشدد مركزه بتطبيق كافة الاجراءات الوقائية واجراءات السلامة، للحفاظ على المشتركين.
وقال: الخطوة الأولى والأهم، أن العاملين في المركز هم من خريجي الجامعات المؤهلين والمختصين في التأهيل الرياضي، حيث يُطلب من المشترك تعبئة استبيان يكشف فيه عن سيرته المرضية ووضعه الصحي، لافتا في نفس الوقت إلى رفض تسجيل الكبار في السن، إلا في حال اصطحب معه مدربا مؤهلا أو معالجا، ناهيك عن رفض استقبال كل من يعاني من مشاكل صحية.
واشار رشاد إلى عقد دورات سنوية لجميع العاملين في الجم، بالتعاون مع الدفاع المدني حول الاسعافات الأولية، وهو أمر مهم لمواجهة اي طارئ.
وكان عدد من رواد مراكز اللياقة، أكدوا تفاوت الالتزام بين المراكز في تطبيق الاجراءات المطلوبة، مطالبين بضرورة تشدد الجهات المعنية في مراقبة مثل هذه المنشآت، مع التركيز على توعية اصحاب المراكز والمشتركين، واسداء النصائح التي من شأنها توفير ممارسة رياضية آمنة بعيدا عن الاخطار.
--(بترا)