الحكومة الصامته.. ونعمة الملك عبدالله الثاني،،
جهينة نيوز -بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة ٍ
الحمد لله على نعمة الهاشميين الذي وهبهم الله لنا لحكم الأردن، كما نحمد الله على نعمة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، لما يتميز به من همة ونشاط، ورؤى استشرافية، وفكر نير يطغى عليه الذكاء السياسي، وما دفعني لكتابة هذا المقال تحت هذا العنوان هو غياب الحكومة الحالية عن المشهد السياسي، والصمت المطبق الذي يخيم عليها وتلوذ به، بالرغم من زخم الأزمات التي شهدها الأردن في الفترة الأخيرة، فلم نسمع أي صوت أو نشاط أو تحرك للحكومة ورئيسها. فمنذ أن تشكلت الحكومة ونحن ينتابنا الحنين باشتياق لسماع صوت رئيس الوزراء بتصريح علني يطربنا ويوضح موقفها من هذه القضايا والأزمات، وفي الوقت الذي كانت فيها الحكومة صامته وغائبة عن مشاكل الوطن، كان جلالة الملك يزخر برنامجه اليومي بالعديد من النشاطات الميدانية المدنية والعسكرية والحوارات المكثفة مع العديد من القطاعات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والشبابية والنسائية والإعلامية والحزبية، فسد الفراغ الحكومي الميداني تجاه المجتمع الأردني، مما ساهم باحتواء السخط الشعبي على هذا الغياب الحكومي، حتى أن هناك بعض الوزراء لا نعرف أسماؤهم، وإن عرفنا أسماؤهم لا نعرف ما هي الوزارات التي يديرونها، لكن يسجل لرئيس الوزراء إبداعه البهي حين وقف أمام مجلس النواب محييا الحكومة والمجلس، بقوله، هذا مجلس نواب المملكة الأردنية الهاشمية، فسلام لمجلس نواب المملكة الأردنية الهاشمية ، وهذه حكومة المملكة الأردنية الهاشمية، فسلام لحكومة المملكة الأردنية الهاشمية، شكرا دولة الرئيس على هذه المعلومة القيمة، لم نكن نعلم سابقا أن الحكومة هي حكومة المملكة الأردنية الهاشمية، وأن مجلس النواب، هو مجلس المملكة الأردنية الهاشمية.
لقد تفاجأ الشعب الأردني من الأداء الضعيف لهذه الحكومة وهذا ما أكده الإستطلاع الأخير الذي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجيه في الجامعة الأردنية وبين أن أكثر من نصف الذين تم استطلاع رأيهم أفادوا بأنهم لا يثقوا بهذه الحكومة، في الوقت الذي استبشر فيه غالبية الشعب الأردني بهذه الحكومة وخصوصا رئيسها القادم من مضارب بني هاشم، بيت الأردنيين وهو الذي رافق جلالة الملك، وكان قريبا منه لعدة سنوات، فامتلك خبرة مميزة، ونهل من لدن فكر وسياسة وانسانية وحكمة جلالة الملك السياسية والإجتماعية والثقافية، وتعلم من جلالته فن الحوار السياسي، مع الطرف الآخر، كما توقعنا ان يكون من اسمه " بشر" نصيب، علاوة على خبراته التي بالأصل أن يكون قد اكتسبها من عمله الدبلوماسي في العديد من سفارات المملكة الأردنية الهاشمية، في عدد من دول العالم الكبرى، لكن تبين لنا العكس، أن أداؤه الإداري والقيادي ليس على مستوى الطموح، بالإضافة إلى البطء في اتخاذ القرار لدرجة أن هناك العديد من الوزارات والمؤسسات العامة ما زالت بدون قيادات منذ أشهر طويلة، حتى الحوارات السياسية لغايات إصلاح التشريعات الناظمة للحقوق السياسية والتي نادى جلالة الملك كانت غائبة عنها ، ولم تحرك ساكنا تجاهه، وبعد كل ما ذكر أعلاه فيحق لنا أن نحمد الله ونشكره على نعمة الملك عبدالله الثاني الذي تصدى لإدارة الدولة نيابة عن الحكومة الغائبة والصامته وأن يوصلها إلى بر الأمان بسلام، رغم الفتن والتحريض الذي انتابها، حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.