د.ايمان ايمي بيتاوي تكتب :-النكبة ١٩٤٨
جهينة نيوز -بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى في ١٩١٧ واحتلال بريطانيا لفلسطين اصدر ارثر بلفور وزير الخارجية البريطاني وعده المشهور "وعد بلفور" الذي نص على ان " حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر"(بي بي سي، ٢٠١٧).
في عام ١٩٢٠ اعطي حق الانتداب لبريطانيا على فلسطين لتقرير مصير فلسطين ولتطبيق وعد بلفور بعد مؤتمر سان ريمو للدول المناصرة في الحرب العالمية الاولى مما ادى الى اندلاع الاحتجاجات في القدس على وعد بلفور وللتأكيد على الهوية الفلسطينية.
بعد تعين بريطانيا للشيخ محمد امين الحسيني مفتي القدس وزعيما لعرب فلسطين قامت عام ١٩٢٢ بتشكيل مجلس تشريعي من المفروض ان يعمل على ما نص عليه وعد بلفور في مسودة الدستور المقترح للبلاد مما ادى الى رفض الوفد الفلسطيني للمقترح البريطاني.
وفي عام ١٩٣٠ قدمت اللجنة الملكية البريطانية ووثيقة حكومية توصيتان بتحديد هجرة اليهود الى فلسطين وهذا ادى الى ظهور منظمة "الكف الاسود" بقيادة عز الدين القسام بين عام ١٩٣٠-١٩٣٥ التي شنت حملة مسلحة ضد الوجود الصهيوني والانتداب البريطاني والتي انتهت باستشهاد عز الدين القسام على يد الانتداب البريطاني.
قام الفلسطينيون بالاضراب العام في يافا عام ١٩٣٦ ونتجت عنه الثورة الفلسطينية التي استمرت الى عام ١٩٣٩ مما ادى لسلطة الانتداب البريطاني بفرض الاحكام العرفية على الفلسطينين وحل الهيئة الفلسطينية العليا التي يترأسها المفتي امين الحسيني. ادت الثورة الفلسطينية الى استشهاد أكثر من خمس آلاف فلسطيني واصابة ١٥ الفا بجروح. طارد الانتداب البريطاني المفتي الحسيني الى ان قام باللجوء الى سوريا.
بين ١٩٣٩- ١٩٤٧ تم توطين اليهود في الاراضي الفلسطينية وتسهيل عملية تمليكهم الاراضي الى ان قامت الامم المتحدة عام ١٩٤٧ قبل انهاء بريطانيا انتدابها على فلسطين بتقسيم فلسطين الى دولتين عربية ويهودية ووضع مدينة القدس وما يحيط بها تحت الوصايا الدولية غير ابهين برفض اللجنة العربية العليا لقرار التقسيم.
في ١٩٤٨/٥/١٥ اعلنت اسرائيل استقلالها بعد انتهاء الانتداب البريطاني وشنت حرب على أهل فلسطين وقامت بأشنع المجازر في قرى فلسطين حيث قتلت أهل قرى كاملة عن بكرة ابيها ببقر بطون الحوامل وتقطيع رؤوس الاطفال والتمثيل بالرجال وحرق البيوت والاهالي داخلها. أخفقت الجيوش العربية من دحر اسرائيل بعد الانسحاب البريطاني فاحتلت مدن فلسطين الساحلية والقدس الغربية، بينما احتلت مصر قطاع غزة واحتلت الاردن للضفة الغربية والقدس الشرقية. بعد احتلال اليهود الى نصف الاراضي الفلسطينية قاموا بطرد وتهجير الفلسطينين مما ادى الى نزوح أكثر من ثلاثة ارباع مليون فلسطينين الى الضفة الغربية ولبنان وسوريا والاردن وغزة، سكنوا المخيمات التي تم تأسيس وكالة الغوث للاجئين الفلسطينين (الانروا) لتأمين حاجات اللاجئين الصحية والتعليمية. وبعد ذلك سمي الفلسطينيون اللاجئون في الدول الحدودية بفلسطيني الشتات اللذين لا يزالون يعيشون تحت ظروف سيئة على مختلف الاصعدة واللذين يأملون في العودة الى بيوتهم واراضيهم المسلوبة والمغتصبة من الاحتلال الصهيوني. وفي كل عام في ال ١٥ من ايار / مايو يُحي الفلسطينيون ذكرى يوم النكبة لكي لا ينسى الاجيال وطنهم واراضيهم التي تسمى الان اراضي ال ٤٨ المحتلة. وكل العائلات التي هُجِرَت وطردت من بيوتها، لا زالت تحتفظ بمفاتيح بيوتها واصبح المفتاح شعار العودة للارض الفلسطينية المسلوبة.
د.ايمان ايمي بيتاوي
الجامعة الاردنية