banner
كتّاب جهينة
banner

مياه"الباشا".. فساد أم تخريب.. أم صدفة؟!

جهينة نيوز -

 

وليد حسني

انا مواطن اسكن لواء عين الباشا، منذ 15 يوما لم اسمع خرير المياه واندلاقها في خزانات بيتي، شجري مات عطشا قبل أن يقرضني العطش انا وعائلتي وعشرات العائلات الأخرى التي بدت محتارة إلى حد التعب في كيفية تقنين ما تبقى لديها في خزانات مياهها، فهل تصرف القطرات الأخيرة على الشرب ؟ أم على الإستحمام، أم على تنظيف منازلها.

تقصينا الكثير من الحقائق، ذهبنا لى المسؤولين الكبار جدا في مياه عين الباشا، بدت الوعود وردية إلى أبعد الحدود، لكن المياه لم تصل، ولم يعتذر احد عن الإستخفاف بنا، ولم يجرؤ أحد من المسؤولين والموظفين في سلطة مياه عين الباشا على الإعتراف بالحقائق، فقد قطعت المياه عن احياء بكاملها وتحولت حقوقنا في المياه الى مزارع متنفذين، لكن احدا من المسؤولين لم يعترف بالحقائق، ولم يقل أحد منهم لماذا يعطش المئات ويشرب القلة.

تصوروا معي ان مسافة تبلغ نحو 50 مترا تم تركيب أكثر من 20 وصلة مياه عليها، والمشكلة أن المنطقة ليست سكنية وإنما هي منطقة زراعية تضم بحيرات من  المياه العذبة، بعض تلك البرك الزراعية تتسع لأكثر من الفي متر مكعب، وعددها اكثر من خمس برك.

بالأمس راجعت سلطة مياه عين الباشا اربع مرات، تلقيت وعودا غاية في الروعة، قيل لي أن موظفين خرجوا للبحث عن العطل، وقيل وجدوه وأصلحوه، كان ذلك قبل ظهر الأمس، وظللت اجلس أمام صنبور المياه لعله يتحرك، يشكو، يمطر.. لكن بدون نتيجة،.. وعدت للسلطة أسأل عن سبب تاخر المطر، فقيل لي بكل اطمئنان وثقة لم اعهدها في أي مسؤول من قبل.. المنطقة عطشى ولن تصلك المياه حتى فجر اليوم..

لم نجد من يقدم لنا أية مبررات منطقية يمكن ان تفسر لنا حالة التعطيش القسري التي فرضها مسؤولون عابثون لا يأبهون بالقوانين ولا بسلطة وهيبة الدولة، ولا يحترمون الناس ويتصرفون في وظيفتهم باعتبارها إقطاعية خاصة ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، وهنا تبرز عشرات الشائعات والأسئلة والإتهامات التي لا أملك لها درءأ ولا أستطيع لها نفيا أو إثباتا، تبرئة أو اتهاما.

ما تظهره الحقائق على الأرض لكل من يرغب بالتحقق والتحقيق زيارة المنطقة، والتأكد بنفسه من حجم العبث بشبكة نقل المياه، وعلى سبيل المثال كيف يمكن لنبعة ماء صغيرة لا تنتج مترين مكعبين في الساعة تغذية الاف الدونمات ونحو عشر برك مياه تصل السعة التخزينية لأصغرها لأكثر من الف متر مكعب.

واين هي العدالة وضمان حقوق الناس في ترك عشرات العائلات بدون مياه في الوقت الذي يتم فيه جر المياه لأحياء أخرى تشرب وتتمتع بالماء لسبعة أيام في الأسبوع بينما الآخرون يموتون عطشا.

ومن الذي يمنح الحق الإلهي المطلق لموظف باغلاق محبس الماء الرئيسي وطمره بواسطة جرافة ليضمن انسياب المياه على مدار الساعة لمناطق ومنازل ومزارع يسكن بعضها موظفون في السلطة، او متنفذون يجمعون المياه لري الاف الدونمات على حساب الناس وحقوقهم.

ثمة عبث واضح ومقصود في مياه عين الباشا، وثمة عشرات المنازل بدون ماء، ومئات المواطنين ضاقت بهم الحال، واتسع الخرق عليهم، وقد ضاعت شكاواهم في الهواء، وعبثت بها أيادي الذين لا يقيمون وزنا للناس ولحقوقهم..

هل نأخذ أولادنا وعائلاتنا ونعتصم في الشوارع أو أمام السلطة أو البلدية للمطالبة بحقنا فقط في شربة ماء؟ هل نتظاهر ونطالب بحقنا الطبيعي في رؤية وسماع الماء وهو ينساب بدون عبث الى منازلنا..

هذا بعض الصورة وليس كلها، وقد ضاقت بي وبعشرات الناس الحال، وهذا بلاغي فهل من مدكر..//

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير