عائلات "الواتس آب" وخلافاتهم على الملأ..
كتب محمود الدباس..
كثرت في السنتين الماضيتين مجموعات الواتس آب والتي يتعامل افرادها فيما بينهم على اساس العائلة الواحدة.. والتي يجمعها في الغالب عادات او ثقافات او خبرات معينة.. وتتشكل وتنمو هذه المجموعات او العائلات عن طريق استقطاب شخصيات يتوقع القائمون عليها انها تتوافق مع اعضاء المجموعة من حيث طبيعتهم..
وبعد ان يتجرأ الفرد الجديد في التعاطي مع هذه العائلة.. بارسال بعض المشاركات التي يعتقد بأنها تثري وتساعد في تحريك هذا المجتمع الافتراضي.. ويبدأ في رصد ردات الفعل ممن هم حوله.. فبين ممتعض ومسرور.. وبين مناكف ومؤيد.. يجد الفرد نفسه قد بدأ بالتفاعل الجدي مع اعضاء عائلته الافتراضية الجديدة..
وكأي عائلة في المجتمع الواقعي.. لا بد من وجود اختلاف في وجهات النظر.. واختلاف في نمطية التعاطي مع اي موضوع.. واختلاف في ردات الفعل الايجابية او السلبية تجاه اي قضية.. فنجد ان العائلة الافتراضية شبيهة لحد كبير في ذلك..
وللاسف الشديد كثيرا ما نلاحظ ان الاختلاف في الرأي.. يتحول الى اختلافات ذات طابع شخصي.. وذلك لان الاشخاص المختلفين يريد كل واحد منهم اثبات نفسه امام اعضاء العائلة الجديدة.. والتي لا يعرف ماهية نظرتهم لمن يفرض رأيه اكان بالحطة والمنطق او بالتنمر..
ومن هنا نجد ان كثيرا من الصور التي لا ترقى لمستوى افراد المجموعة.. اكانت الفكرية او العلمية او الاجتماعية تظهر بشكل تنمر من قبل شخص او مجموعة من الاشخاص تجاه احد الافراد او مجموعة اخرى من نفس العائلة..
فنشاهد بعضا مِمَن يحملون درجات علمية عُليا لا يقبلون رأي من هم اقل منهم درجة.. وتجد بعضاً ممن هم متخصصون في مجال معين.. لا يستسيغون اي طرح في مجال تخصصهم مِمَن هم ليسوا من نفس التخصص..
وعلى سبيل المثال لا الحصر.. في هذه الاونة الكل يتحدث في موضوع العصر.. الا وهو العدو الماكر كورونا.. والكل يدلي بدلوه ويخرج ما في مكنونات نفسه.. فتجد كثيرا من الاطباء هم من يتنطحون لكل الاراء السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخاصة بهذه الجائحة.. مهما كانت تحليلاتهم مبنية على قرائن او مشاهدات او مؤلفات قديمة او نظريات بدأ العالم يسير عليها او استراتيجيات انظمة عالمية.. وحتى انهم لا يقبلون رأي مَن هم قريبون منهم في المجال الطبي.. كعلماء الأحياء الدقيقة او الصيدلة او المختبرات الطبية.. وتجد بعضا من الاطباء ينعتونهم بنعوتات تنميرية كثيرة..
وهنا اردت ان اوضح الاتي..
- إن العالم الافتراضي اصبح مليئاً بالمعلومات المتوفرة وبالمجان للجميع.. فتجد بعض المتحاورين ينقل معلومات دقيقة من مصادر مرموقة ولا يذكرها ويناقشك فيها.. ولان النرجسية تطغى على كثير منا في نقاشاته.. فتكون هذه المعلومات غير صحيحة من وجهة نظره لانها من فلان الذي هو غير متخصص..
- اضف الى ذلك ان الكثير من المتحاورين لا يعرفون بعضهم البعض في العالم الواقعي.. فقد يكون نظيرك في الحوار من غير مجال تخصصك.. ولكنه من بيئة تفوقك علما ودراية في مجال تخصصك.. وهو يسترشد بآرائهم ويناقشك بعلمهم وعلى لسانه هو..
ولا ننسى ونحن في غمرة نقاشاتنا.. احترام بعضنا البعض في هذه العائلات الافتراضية.. كما وكأننا نعيش في عائلة واقعية..
فالاحترام ما دخل في اي علاقة الا قوَّاها ومَتَّنها واضفى عليها بريقا واخرج منها عبيرا فواحا..
وما خرج من اي علاقة الا وافسدها..
# فهذه دعوة من محبٍ لكم.. متعشماً الخير الكثير في خطابكم.. الراجي لكم عظيم المحبة في النفوس.. والوقع الراقي في القلوبِ قبل العقول.. بأن تنتقوا مُفرداتِكم.. وتَزنوا ألفاظكم.. وتُنزِلوا من تُخاطبون منازلهم.. فالكلمة مرآة عقل قائلها.. والخاطرة تعكس نضج كاتبها.. وخطاب النقد قاموس فكر كاتبه..
حمى الله الأردن ملكا وشعبا وأرضا..
أبو الليث..