القيادات الأمنية الواعدة...خطوة انتظرها الأمن العام طويلا..
جهينة نيوز -بقلم الكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه..
مازال الجنرال حسين باشا الحواتمة يبهرنا يوما بعد يوم باستراتيجياته الأمنية المتقدمة.. ذات البعد الاستشرافي للمستقبل... وقراءة صحيحة لمستقبل جهاز الأمن العام بكافة تشكيلاته...ونظرة ثاقبة للظروف الأمنية القادمة...
اللواء الحواتمة الذي يعمل بصمت بعيداً عن الاضواء.. وكاميرات واقلام ومايكات الصحافة والإعلام... استحداث برنامجاً امنياً هو الأول من نوعه في الإقليم.. وقد يكون الأول عالميا... فقد اطلق برنامج القيادات الأمنية الواعدة المستقبلية لابناء جهاز الأمن العام ومن مختلف الرتب العسكرية... برنامج لمدة عام يخضع فيها المشاركون لمحاظرات نظرية وتطبيقية في التخطيط الاستراتيجي والمهارات الإشرافية والقيادية.. وتنمية الفكر الإبداعي والابتكاري لديهم... وصنع واتخاذ القرار وحل المشكلات بطرق إبداعية... اضافة الى مهارات الاتصال والتواصل المتقدمة... عدا العلوم الأمنية والقانونية والإدارية المتنوعة....
الجنرال الحواتمة يؤمن إيماناً مطلقاً بضرورة إعداد قيادات امنية شبابية من الصفوف الثانية والثالثة وحتى الرابعة في جهاز الأمن العام....بعد ان استشرف المستقبل المنظور والبعيد... وذلك بضرورة الاستعداد التام له من خلال إعادة إنتاج رجل أمن عام(قائد عصري) ... قادر على التعامل مع المتطلبات الأمنية والإنسانية والاجتماعية للعصر القادم...
المتتبع لخطوات الجنرال الحواتمة... يعي تماما بأن الرجل يسعى إلى استراتيجية امنية عصرية يجهد بزرعها فكرياً وعمليا لدى منتسبي جهاز الأمن العام لتصبح منهجهم المستقبلي في التعامل مع الأحداث الأمنية وكذلك مع المواطن الذي يعتبر محور الاستراتيجية الأمنية الجديدة..
هذه الاستراتيجية الامنية هي... استراتيجية الأمن الديمقراطي المرتكزة على قادة أمن عصريين ... وهي الاستراتيجية الاستشرافية المستقبلية التي تبناها الجنرال الحواتمة... وبدأ بتنفيذ خططها.. وأولها تمكين القيادات الأمنية الواعدة وتأهيلها علمياً ومهاريا وفنيا لاستلام مفاصل جهاز الأمن العام مستقبلاً وفق استراتيجية الأمن الديمقراطي....
اللواء الحواتمة قائد ذكي ومحنك ومخطط استراتيجي من الطراز الرفيع... كيف لا وهو نهل من خبرات جيشنا العربي.. وتربى وترعرع في المؤسسة العسكرية الهاشمية... وتسلح بخبرات ومهارات متقدمة... واثرى خبراته التراكمية عندما قاد قوات الدرك وطورها وتجاوز أزمات امنية عديدة عصفت في أمن الوطن الداخلي.... ونجح بعبقرية فذه... وخلال عدة أشهر بدمج أجهزة الأمن الداخلي الثلاث تحت مظلة مديرية الأمن العام... وما الأحداث الأمنية والصحية والطبيعة التي شهدها الاردن خلال عام مضى من الزمن... الا شاهد ودليل ابلج على نجاح الرجل في عملية الدمج..
قلت ان الجنرال الحواتمة قائد ذكي وفذ وداهيه صامتة... انتظره جهاز الأمن العام طويلا...
فهو ذكي... باختياره القيادات الأمنية المستقبلية الواعدة التي لم تنصب على رتبة كبار الضباط او رتب الضباط المختلفة... بل (طعمها) بالرتب الأخرى من ضباط صف وأفراد الأمن العام الذين تم اختيارهم وفق معايير عالية المستوى...
اختيار الجنرال القيادات الأمنية الواعدة المستقبلية من كافة الرتب العسكرية وتنوعها... لم يأتِ ارتجالا... بل جاء وفق تخطيط استراتيجي مهني عال التفكير... وبذلك شمل به المستويات الادارية الثلاث ( المستوى الاستراتيجي... قادة من كبار الضباط... والمستوى التكتيكي من ضباط وقادة الصفوف الثانية والثالثة... اضافة الى المستوى التشغيلي او الفني... وهم من ضباط صف وأفراد جهاز الأمن العام)... وبهذه الخطوة يكون قد نجح بعد الانتهاء من برامج القيادات الأمنية الواعدة... من خلق منظومة امنية عصرية متناغمة... وخلق ثقافة تنظيمية متناسقة قادرة على تحقيق هدفه الاستراتيجي... وهو قيادات عصرية متكاملة علميا ومهنيا واداريا وتخطيطيا واتصاليا وابداعيا... تستلم زمام الجهاز... والمضي به قدما إلى العصرية الأمنية... ومفهوم الأمن الديمقراطي الذي اصبح مطلبا ملحا في الألفية الثانية.. وتحث الخطى أجهزة الأمن العام في العالم اجمع للوصول اليه... وهظمه من قبل منتسبيها للتعامل مع المرحلة الأمنية رالانسانية القادمة..
الجنرال الحواتمة يعلم علم اليقين... انه اذا استمر جهاز الأمن العام على النهج الحالي دون تطوير... سيخرج بعد سنوات عديدة من سابق الأمن العصري... وسيصبح منتسبيه خارج الفورمة الأمنية العصرية... بتقادم مهاراتهم المختلفة... لذلك استشرف الجنرال الحواتمة المستقبل وسارع بوضع خططه الاستراتيجية للنهوض بمنتسبي الجهاز ... والاستعداد للمستقبل القادم... وكان اول خططه الاستراتيجية القيادات الأمنية المستقبلية الواعدة حيث يحتفل جهاز الأمن العام بأول تخريج طلائعها في تموز القادم...
الجنرال الحواتمة بصمته المطبق.. وعمله الدؤوب... وانجازاته المتنوعة... يذهلنا يوما بعد يوم... واعتقد ان الرجل في جعبته الكثير الكثير من المفاجآت من امنية ولوجستيه.. و إبداعية وتطويرية... و إنسانية...
والله اسأل التوفيق والنجاح الدائم لباكورة القيادات الأمنية المستقبلية الواعدة... ولجهاز الأمن العام وقائده وكافة منتسبيه... بتحقيق استراتيجيتهم الأمنية العصرية.... والله ولي التوفيق... وللحديث بقية..
#د. بشير الٌدّعَجَهْ