banner
مقالات مختارة
banner

مروان سوداح يكتب:العرب والصين في مَعبر الطاقة المتجدِّدة

{clean_title}
جهينة نيوز -
العرب والصين في مَعبر الطاقة المتجدِّدة
 الأكاديمي مروان سوداح*

 بالصدفة، لاحظت دخولاً كبيراً على خبر التعاون الصيني العربي بمجال الطاقة غير النووية في موقع (شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية) الناشطة في الجزائر الشقيقة، وهي متخصصة بالقضايا والشؤون والشجون العربية الصينية. "دلفت" إلى أسطر المادة أستعرضها وأتفحصها بدقة، فتأكدت بالفعل أنها تتحدث عن تعاون غير مسبوق بين العالمين العربي والصيني، هدفه التسريع بتمكين الطاقة المتجددة النظيفة في الصناعات العربية، وبالذات في بلدان ما اصطلح على تسميته دولياً بالشرق الأوسط، والسبب الأخر لهذا التعاون مع الصين أنها تُعتبر شريكًا مهمًا، وسيحقق التعاون معها منفعة متبادلة ونتائج متكافئة، بعيداً عن دعوات الطاقات الخطرة، ومنها الذرية.
 نقلت (الشبكة) الخبر عن "صحيفة الشعب اليومية الصينية أونلاين"، وهي الورقية الأهم في الصين وقالت، أنه ومع تسارع نسق الحضرنة في دول "الشرق الأوسط" شرعت عواصمها للعمل على الاستفادة من ثرواتها لتطوير مشاريع الطاقة الخضراء. ولهذا، رفعت مستوى توليد الطاقة المتجددة، وقلّلت الاعتماد على المصادر التقليدية منها، وسَرّعت تنفيذ التحوّل الطاقي لتنويع اقتصادها وتعزيز التنمية المُستدامة بالاعتماد على الصين التي أضحت مُولّداً قوياً لمشاريع الطاقة المتجددة، إذ اعتمدت عدة دول عربية منها السعودية ومصر والإمارات وقطر، إستراتيجية تنويع الطاقة لدعم نموها الاقتصادي وتعظيمه.
 إلى ذلك، قرأت تصريحاً لافتاً لنائب وزير الكهرباء المصري والطاقة المتجددة محمد موسى، كشف فيه عن أن الصين تمتلك تكنولوجيا رائدة عالميًا وشبكة نقل متقدمة في مجال طاقة الرياح وتوليد الطاقة الكهروضوئية، وأكد الآفاق الواسعة للتعاون الطاقي المتجدد بين الدول العربية والصين. وفي ذات السياق، قال جيمس كيد، خبير الطاقة المتجددة في "الشرق الأوسط"، أن منطقتنا "ستشهد فترة من التطور السريع للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وستنتقل بالتالي لاستخدام التقنية المتقدمة عالميًا بما في ذلك الطاقة الشمسية."
 يُشير خبر (الشبكة)، إلى أن إجمالي قدرة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة (لا تشمل الطاقة الكهرومائية) في دول "الشرق الأوسط"، ستتجاوز 192 جيجغاوات بحلول عام2030، وفقًا للخطة الحالية، ما يُمثل 17ضعف المستوى الحالي.. ومن بين مصادر الطاقة، ستُمثِّل الطاقة الشمسية النسبة الأكبر، بما يزيد عن 42٪، وستشكل طاقة الرياح نحو35٪. يعرض التحليل إلى أن التطور النشط لصناعة الطاقة المتجددة في "الشرق الأوسط" سيُساعد عواصمها لتعزيز التنمية الخضراء النظيفة، وتقليل انبعاثات الكربون، وبالتالي إرساء أساس جيد للتنمية المُستدامة للاقتصاد الإقليمي.
 اللافت في الخبر؛ الذي لا أعتقد أن الصحافات العربية تناولته؛ تأكيده أن مشروع "بنبان أسوان" للطاقة الشمسية في جنوب مصر يُغطي مساحة 37 كيلومترًا مربعًا، وقد غدا أحد أكبر المجمعات الصناعية الكهروضوئية عالميًا، مما أسهم بشكل فعّال في تخفيف نقص التزود بالكهرباء. وإلى الشرق من مصر، أطلقت وزارة الطاقة السعودية في يناير الماضي، الجولة الثالثة من العطاءات للخطة الوطنية للطاقة المتجددة (4 مشاريع للطاقة الشمسية بطاقة إجمالية تبلغ 1.2 جيغاوات).
 جاء في شبكة طريق الحرير الإخبارية، أن يناير من العام الحالي شهد إعلان شركة صناعة الألمنيوم العالمية في دولة الإمارات العربية المتحدة وهيئة كهرباء ومياه دبي عن خطوة طموحة، ستجعل الإمارات تتحول إلى أول دولة في الكون تستخدم الطاقة الشمسية لإنتاج الألمنيوم. أما في الجزائر، فمنذ تأسيس أول محطة طاقة شمسية في عام 2011، بلغ العدد الإجمالي للآن 22 محطة قيد التشغيل.
 سُرِرت عندما عَلِمت أن دولاً شقيقة إلى جانب وطني الأردن، تتوجه نحو طاقة الرياح، مُستفيدة من خصائصها المناخية. فالأردن يمتلك حاليًا 5 محطات لتوليد طاقة الرياح؛ ودشّنت مصر العديد من هذه المحطات في منطقة الزعفرانة على الضفة الغربية لخليج السويس، بينما بلغت قدرة المغرب الإجمالية المركبة لطاقة الرياح في عام2019 المرتبة الثالثة في أفريقيا.
 في إطار "مبادرة الحزام والطريق" الصينية الشهيرة التي تغطي العالم العربي، يُحقّق التعاون الصيني العربي بمجال الطاقة المتجددة نتائج كبيرة مُثمرة، ويفتح آفاقاً واسعة إلى مستقبل يفيض بالايجابيات في صالح الدول العربية وشعوبها ولتدعيم إقتصاداتها.
*متخصص بالشؤون الصينية العربية.
تابعو جهينة نيوز على google news