banner
مقالات مختارة
banner

مارينا سوداح تكتب:المرأة الأَذربيجانية قُدْوَة يُحتَذى بها

{clean_title}
جهينة نيوز -
المرأة الأَذربيجانية قُدْوَة يُحتَذى بها 
مارينا سوداح*

 لم تجتذبني السياسة أبداً، فلها ناسها وأقلامها ودهاليزها، بينما أوضاع المرأة والطفولة والأُسرة لمختلف المجتمعات هي الموضوعات الأهم باعتقادي، ففي إطارها يتم تربية الأجيال وصياغتها لتغدو مفيدة لمجتمعاتها وبناء مستقبلها الآمن. فالأُسرة الصالحة والمثقفة والمتعلمة هي عِماد كل جماعة بشرية ناجحة وركيزة لتشْغَل المستقبل بفتوحات متصلة، ولتطوِعَهُ بصيرورتها الإبداعية الحضارية.
 أعتقد، أن الاهتمام بالنواحي العائلية يجب أن يكون أولوية، فالعائلة ترتدي أهمية بالغة للمجتمع ككل، حاضره ومستقبله، ذلك أن توفير الدولة العمل والرعاية على اختلافها وتنوعها لقاعدة المجتمع؛ إي للعائلة التي هي النواة الاجتماعية الأولى؛ إنما يؤشر على طبيعة الدولة ومكانتها بين الأمم وتاريخها ضمن الأسرة البشرية ومستقبلها. لهذا، إرتأيت تكريس هذا المقال للمرأة في أذربيجان الناهضة التي تبني مجتمعاً متميزاً وصروحاً حضارية جديدة بشهادة كِبار شخصيات العَالم، تأخذ بعين الإعتبار مصالح هذا الجزء الهام والفاعل من عائلة الشعوب الأسيوية.
 أذربيجان جسر تاريخي وحيوي يربط الشرق بالغرب والشمال الأرضي بجنوبه، وهي قريبة جغرافياً من الأردن والعالم العربي، وحدودها على مرمى حجر منَّا إن جاز الوصف، والسفر صوبها قصير، وخالٍ من المشقة، وهو أحد العوامل الرئيسية الدافعة لجميع المهتمين، ضمنهم الباحث والإعلامي وهواة المعرفة؛ أكان إمرأة أم رجل؛ للسفر إليها سعياً وراء استكشاف مكانة هذه الدولة وإنسانها وبخاصة المرأة فيها، لعلنا نجد في باكو ما يُفيد أوضاعنا العربية المحلية، إبتداءً بمكانة نسائها في مجتمعهن وفي مؤسسات الدولة الأذربيجانية، ولنقُل (النموذج الأذربيجاني) في هذا الميدان، بخاصة لتميزه في منطقة القوقاز، فهو يُتيح فرصاً واسعة ومتكافئة لكلٍ من المرأة والرجل لتمثيل البلد في عواصم الدنيا، وليس إنتهاءً بالسُّلم الوظيفي العالي الذي يشغلنهُ في مؤسساته الرئاسية، والحكومية، والخاصة، والاجتماعية عموماً.
 سبق للرئيس إلهام علييف خلال تهنئته للجماهير النسائية لبلاده وصفهن بالسُمُوق والسند التاريخي والمعنوي الراسخ للمجتمع، وبأنهن أظهرن التضحيات الجسام من أجل تحديد المظهر الحالي للدولة، وأصبحن مشاركات فاعلات في حياة المجتمع بفضل تميزهن عن غيرهن من العديد من نساء الدول المتقدمة، إذ أنهن يُحرزن إنجازات متلاحقة، ونجحن في عملانية التجانس بين القومية والتقاليد الموروثة والحداثة والمعَاصَرة، وهو مايُعتبر جزءاً لا يتجزأ من معنوياتهن وقدراتهن الثرية، فالمرأة الأذربيجانية هي التي اخطت أولى الخطوات في الشرق بمجالات الثقافة والفن والعِلم والتكنولوجيا، وشاركت بفعالية في قيام الدولة وفي الأحداث الاجتماعية والسياسية والتعليم والصحة.
 ولهذا كله ولغيره من الوقائع والعَوامل، نلاحظ كيف يتابع العالم باهتمام لافت أنشطة نائب الرئيس الأذربيجاني، السيدة الأولى مهريبان علييفا، إذ تشخص الأنظار صوب أذربيجان من كل حدب وصوب للتعرف على سُمُوّ مكانة السيدة الأولى في مجالات العلوم والثقافة، والتعرف على طبيعة وكثافة انشغالاتها وأنشطتها الغزيرة في السُّلم الأعلى لإدارة الدولة والمجتمع، وهي التي نالت أعلى الشهادات العلمية كعائلتها الشهيرة المُحبِّة للعلوم والثقافة وتلاقي الحضارات وتلاقحها. ولهذا، تُعتبر مكانة وفعاليات السيدة علييفا في حقول كثيرة مُثيرة للاعجاب على مستوى المَعمورة، ومِثالاً يُحتذى دولياً ويُشار إليه بالبنان في مسيرة تطوير وتعميق أوتاد المرأة في أرض أذربيجان، فأفضى ذلك بها إلى شَغل درجة متقدمة للغاية، لا سيّما لنجاحات تحققنها نساء أذربيجان في تحملهن المسؤولية المجتمعية والوطنية والدولتية على أكتافهن، وإنشغالهن المُبدع في ملفاتها العديدة والتي بقيت غالباً في يد الرجال على صعيد بلدان أخرى كثيرة، فعلى مدار تاريخ الدولة الأذربيجانية اشتهرت المرأة بكونها شريكة أساسية في التكوين الإجتماعي والسياسي للنظام الحكومي. 
 استنتاجاً لمَن يخوض في هذا العنوان النسوي لصورة المرأة الأذربيجانية، يَرى أن سيدات أذربيجان أثبتن علو وعظمة وشأو طموحهن ومكانتهن ونجاحاتهن في القيادة والإرْشاد والتَوْجِيه والعِمَادَة، بالإضافة إلى مساواتهن القانونية والاجتماعية الفعلية فغدت واقعاً يومياً مع الرجال، ما يؤكد عصرية الدولة الأذربيجانية وقوانينها التي توظّف المصفوفات الدولية الخاصة بالمرأة والطفل والطفولة والعائلة في حياتها خطوة في إثر خطوة.
*كاتبة وناشطة دولية.
............................
تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير