مالية النواب تناقش موازنات وزارة الثقافة والمكتبة الوطنية والمركز الثقافي
وقال رئيس اللجنة الدكتور نمر السليحات إن الأردن شهد منذ تأسيسه نشاطا ثقافيا ملموسا في بلاط سمو الأمير عبد الله المؤسس، فقد كان شاعرا واديبا أولى اهتمامه بالأدب بشكل خاص والثقافة بشكل عام، وكان بلاطه منتدى ثقافيا نشطا، لذلك فإن وزارة الثقافة تنطلق من مبدأ أن الثقافة لا تصنعها المؤسسات الحكومية، بل جماهير وقطاعات المثقفين، والأصل ألا تسعى الوزارة لأن تصبح سلطة ثقافية بل تعزيز دور الثقافة في المجتمع.
وقال وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي إن الوزارة تقوم على إنفاذ قانون رعاية الثقافة لعام 2006، وحدد القانون في مواده أهداف الوزارة والعمل الثقافي العام المتبلور في ترسيخ الهوية الثقافية الوطنية والعمل على إبراز الهوية الوطنية من خلال المنتجات الثقافية، وتوفير البيئة الملائمة للمبدعين والمبتكرين في مجالات الثقافة والفنون كي يقدموا ابداعاتهم، إضافة إلى حماية الذاكرة الوطنية من خلال المكتبة الوطنية التي تقوم على حماية الارشيف الوطني وحفظه وجمعه وتصنيفه وتوفيره للباحثين.
وأضاف أن التحدي الأبرز للوزارة منذ نشأتها هو المال ونقص الموارد المخصصة لتهيئة البيئة للمبدعين وللمثقفين في مختلف صنوف المعرفة والثقافة، مبينا أن الوزارة تواجه بمطالب عالية من هذا القطاع الذي يسهم في تشكيل الرأي العام، والذي يعد وسيطا بين المجتمع والمؤسسات العامة.
وبين أن موازنة وزارة الثقافة لهذا العام تبلع 5ر9 مليون دينار، وموازنة المكتبة الوطنية مليونا و466 ألف دينار، مشيرا إلى ان عجز الموازنة في العام الماضي انعكس على برامجها ومشاريعها، بالرغم من اشرافها على 30 برنامجا ثقافيا.
وأشار إلى أن الوزارة مارست العمل الثقافي العام الماضي من خلال إيجاد بدائل عن العمل التقليدي للوصول إلى الأسرة الأردنية بطرق جديدة من خلال المنصات الرقمية، وجرى تنفيذ أحد أكبر البرامج الثقافية "برنامج المواهب الوطني" الذي وصل إلى 96 ألف أسرة، إضافة إلى 12 برنامجا ضمن حزمة التكيف الثقافي مع ظروف جائحة كورونا.
وفيما يتعلق بالمركز الثقافي الملكي، قال الدكتور الطويسي إن المركز من المؤسسات التابعة للوزارة منذ تأسيسه، ولديها خطة لإعادة الألق له وتطوير برامجه.
وقال مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة إن المكتبة لديها مشروع لأرشفة نحو 250 مؤسسة بمناسبة مئوية الدولة الأردنية، وهذه الأرشفة بحاجة إلى أجهزة ومعدات تقنية، وتحديث البنية التكنولوجية، إضافة إلى إجراء صيانة عاجلة لمبنى المكتبة للمحافظة على المقتنيات وحفظها من الرطوبة والتلف بكلفة تقدر بــــ 490 ألف دينار.
وخلال الجلسة التي حضرها عدد من أعضاء اللجنة المالية، دار نقاش حول الإطار الاستراتيجي الذي شهد مشاركة واسعة من المثقفين والمبدعين، وخطة استكمال البنية التحتية في المحافظات، والبرنامج الوطني للقراءة المزمع إطلاقه الأسبوع المقبل من محافظة المفرق، وإجراء دراسة مسحية تبين مؤشر القراءة الوطنية، وخطة إنشاء المكتبات العامة