سيناريوهات حول محاكمة ترامب
جهينة نيوز -
بالرغم من لغة التحشيد والتصعيد التي تجري على الساحة الاميركية والحديث عن عمليات اغتيال وتفجيرات وعنف قد ترافق عملية انتقال السلطة من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الى الرئيس المنتخب جو بايدن ، ويقابلها عمليات حشد لعناصر من الجيش والحرس الوطني بالاضافة للشرطة المحلية للاشراف على عملية انتقال السلطة وبطريقة سلمية والتصدي لأي اعمال عنف متوقعة الا انني اعتقد ان الامور لن تنفجر بشكل عنيف وان يوم الاربعاء الموافق 20 / 1 / 2021 وهو يوم التنصيب سيمر بسلام الا من بعض الاحداث البسيطة التي من الممكن ان تقع هنا او هناك . الا ان اميركا سوف تدخل بعد هذا اليوم في مرحلة جديدة من تاريخها تختلف عما كانت عليه سيكثر الحديث عنها وعن المرحلة التي سبقتها في قادم الايام .
ومن اسباب توقعي بعدم حصول اعمال فوضى واسعة يوم التنصيب انني اعتقد ان هناك تسوية مفترضة وغير معلنة قد تمت حول موضوع محاكمة ترامب تتضمن تأجيل المحاكمة لما بعد عملية انتقال السلطة مما يحقق نصراً معنوياً لكل الاطراف وربما يساهم في نزع فتيل الازمة المشتعلة .
وبذلك يكون الديمقراطيين قد حققوا نصرهم المعنوي بحصولهم على قرار من مجلس النواب بعزل ومحاكمة ترامب وبمشاركة عشرة نواب جمهوريين معهم . وهو القرار الثاني الذي يصدر من قبل هذا المجلس بحقه خلال مدة ولايته الامر الذي يحصل لاول مرة في تاريخ الولايات المتحدة . وهذا يفسر عدم قيام رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي بارسال القرار الى مجلس الشيوخ فور صدوره كما كانت تتحرق شوقاً لأن تفعل ، ثم لتعلن مؤخراً انها سوف تفعل ذلك في اليوم السابق للتنصيب حيث لم يعد مجالاً لاجراء المحاكمة قبل نهاية ولاية ترامب .
اما الجمهوريين فيكون نصرهم المعنوي قد تحقق من خلال هذه التسوية بعدم قيام مجلس الشيوخ ببحث قرار مجلس النواب بمحاكمة ترامب وعزله وهو في الايام الاخيرة من ولايته مع ما تمثله هذه المحاكمة من احتمال حصول انقسامات داخل صفوف الحزب او قيام ترامب بتشكيل حزبه الخاص مصطحباً معه انصاره والذين يمثلون الآن معظم اعضاء الحزب .
اما انتصار ترامب المعنوي فقد كان بتجنب عزله اثناء ولايته ، ولذلك فقد قام بدوره بهذا الاتفاق غير المعلن بأن ظهر في شريط تلفزيوني مصور وهو يدين اعمال العنف التي حصلت امام الكونجرس ويستنكرها ويطالب بمحاكمة من قام بها واعتبار ما قاموا به ضد الديمقراطية الامريكية وقيامه بدعوة انصاره الى الهدوء .
وهكذا يكون كل طرف قد حقق انتصاراً معنوياً مرحلياً وتجنب هزيمة منكرة سيكون لها انعكاساتها الشديدة عليه مستقبلاً .
الا ان هذا الاتفاق المفترض والغير معلن لا يعني عدم السير في محاكمة ترامب من قبل مجلس الشيوخ بعد انتهاء ولايته الا انها سوف تقتصر على التهم الجنائية التي نسبها له مجلس النواب الناتجة عن عمله كرئيس للولايات المتحدة او اي اتهامات جنائية اخرى مثل التهرب الضريبي وذلك بعد ان اصبح العزل غير ذي موضوع . وقد صرح عدداً من اعضاء المجلس بامكانية ذلك ، الا انه ظهرت هناك عدة آراء بأن مجلس الشيوخ لم يعد صاحب اختصاص بالمحاكمة بعد ان انتهت ولاية ترامب . ومن المتوقع ان يدور جدل دستوري كبير حول هذا الموضوع والذي لا توجد نصوص دستورية واضحة تحكمه . كما ان التهم التي سوف توجه له تتطلب تحقيقات جنائية مكثفة قد تستغرق وقتاً طويلاً لجمع الادلة وسماع الافادات مع غياب الاسبقيات في هذا المجال حيث لم توجه تهم من هذه القبيل الا لثلاثة رؤساء اميركيين من خمسة واربعين رئيساً وهم اندرو جونسون والذي جرت محاكمته من قبل مجلس الشيوخ عام 1867 اثناء ولايته الا انه نجى من الادانة بفارق صوت واحد عن اغلبية الثلثين . والرئيس ريتشارد نيكسون والذي وبعد استقالته من منصبه وقبل استكمال محاكمته كرئيس سابق اصدر الرئيس جيرالد فورد والذي كان نائباً له واصبح رئيساً بعد استقالته عفواً رآسياً عنه وذلك عام 1974 . و الرئيس بيل كلينتون والذي واجه المحاكمة اثناء ولا يته الا ان مجلس الشيوخ اصدر قراراً ببرائته عام 1999 . اي انه لم يسبق وان تمت محاكمة رئيس امريكي سواء اكان اثناء ولا يته او بعدها وانتهت المحاكمة بادانته ، كما انه لم تجري اي محاكمة لرئيس سابق من الناحية العملية . لهذا فأنني اتوقع ان تغرق هذه المحاكمة بالتفاصيل الى ان يشملها عفو عام او اعلان براءته منها .
ويبقى هناك سيناريو آخر يمكن ان يتفق عليه الحزبان يخرجهما من هذا المأزق وهو طرح عدم اهلية ترامب لتولي الرآسة مجدداً على الكونجرس ، وفِي هذه الحالة يتم التصويت على هذا القرار من قبل المجلسين كل على حده ويكون القرار بالاغلبية النسبية . وبما ان الحزب الديمقراطي له الاغلبية في مجلس النواب واصبح الآن يملك الاغلبية في مجلس الشيوخ فأنه سيكون بإمكانه تمرير هذا القرار بسهولة وبذلك يكون الديمقراطيين قد حققوا نصرهم الكبير بمنعه من العودة للبيت الابيض ويكون الحزب الجمهوري بذلك قد تجنب احتمال حصول انقسامات وعمليات انشقاق في صفوفه ويكون قد تخلص من ترامب وخطره على الحزب دون ان يكون قد صوت ضده .
الا انه يبقى احتمال حدوث سيناريو اخير ينسف كل ما سبق وهو ان يقدم الرئيس ترامب وخلال الساعات القليلة القادمة بالقيام بخطوة غير مسبوقة واصدار عفواً رآسياً عن نفسه يلغي فيه كل إجراءات محاكمته .
بالرغم من لغة التحشيد والتصعيد التي تجري على الساحة الاميركية والحديث عن عمليات اغتيال وتفجيرات وعنف قد ترافق عملية انتقال السلطة من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الى الرئيس المنتخب جو بايدن ، ويقابلها عمليات حشد لعناصر من الجيش والحرس الوطني بالاضافة للشرطة المحلية للاشراف على عملية انتقال السلطة وبطريقة سلمية والتصدي لأي اعمال عنف متوقعة الا انني اعتقد ان الامور لن تنفجر بشكل عنيف وان يوم الاربعاء الموافق 20 / 1 / 2021 وهو يوم التنصيب سيمر بسلام الا من بعض الاحداث البسيطة التي من الممكن ان تقع هنا او هناك . الا ان اميركا سوف تدخل بعد هذا اليوم في مرحلة جديدة من تاريخها تختلف عما كانت عليه سيكثر الحديث عنها وعن المرحلة التي سبقتها في قادم الايام .
ومن اسباب توقعي بعدم حصول اعمال فوضى واسعة يوم التنصيب انني اعتقد ان هناك تسوية مفترضة وغير معلنة قد تمت حول موضوع محاكمة ترامب تتضمن تأجيل المحاكمة لما بعد عملية انتقال السلطة مما يحقق نصراً معنوياً لكل الاطراف وربما يساهم في نزع فتيل الازمة المشتعلة .
وبذلك يكون الديمقراطيين قد حققوا نصرهم المعنوي بحصولهم على قرار من مجلس النواب بعزل ومحاكمة ترامب وبمشاركة عشرة نواب جمهوريين معهم . وهو القرار الثاني الذي يصدر من قبل هذا المجلس بحقه خلال مدة ولايته الامر الذي يحصل لاول مرة في تاريخ الولايات المتحدة . وهذا يفسر عدم قيام رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي بارسال القرار الى مجلس الشيوخ فور صدوره كما كانت تتحرق شوقاً لأن تفعل ، ثم لتعلن مؤخراً انها سوف تفعل ذلك في اليوم السابق للتنصيب حيث لم يعد مجالاً لاجراء المحاكمة قبل نهاية ولاية ترامب .
اما الجمهوريين فيكون نصرهم المعنوي قد تحقق من خلال هذه التسوية بعدم قيام مجلس الشيوخ ببحث قرار مجلس النواب بمحاكمة ترامب وعزله وهو في الايام الاخيرة من ولايته مع ما تمثله هذه المحاكمة من احتمال حصول انقسامات داخل صفوف الحزب او قيام ترامب بتشكيل حزبه الخاص مصطحباً معه انصاره والذين يمثلون الآن معظم اعضاء الحزب .
اما انتصار ترامب المعنوي فقد كان بتجنب عزله اثناء ولايته ، ولذلك فقد قام بدوره بهذا الاتفاق غير المعلن بأن ظهر في شريط تلفزيوني مصور وهو يدين اعمال العنف التي حصلت امام الكونجرس ويستنكرها ويطالب بمحاكمة من قام بها واعتبار ما قاموا به ضد الديمقراطية الامريكية وقيامه بدعوة انصاره الى الهدوء .
وهكذا يكون كل طرف قد حقق انتصاراً معنوياً مرحلياً وتجنب هزيمة منكرة سيكون لها انعكاساتها الشديدة عليه مستقبلاً .
الا ان هذا الاتفاق المفترض والغير معلن لا يعني عدم السير في محاكمة ترامب من قبل مجلس الشيوخ بعد انتهاء ولايته الا انها سوف تقتصر على التهم الجنائية التي نسبها له مجلس النواب الناتجة عن عمله كرئيس للولايات المتحدة او اي اتهامات جنائية اخرى مثل التهرب الضريبي وذلك بعد ان اصبح العزل غير ذي موضوع . وقد صرح عدداً من اعضاء المجلس بامكانية ذلك ، الا انه ظهرت هناك عدة آراء بأن مجلس الشيوخ لم يعد صاحب اختصاص بالمحاكمة بعد ان انتهت ولاية ترامب . ومن المتوقع ان يدور جدل دستوري كبير حول هذا الموضوع والذي لا توجد نصوص دستورية واضحة تحكمه . كما ان التهم التي سوف توجه له تتطلب تحقيقات جنائية مكثفة قد تستغرق وقتاً طويلاً لجمع الادلة وسماع الافادات مع غياب الاسبقيات في هذا المجال حيث لم توجه تهم من هذه القبيل الا لثلاثة رؤساء اميركيين من خمسة واربعين رئيساً وهم اندرو جونسون والذي جرت محاكمته من قبل مجلس الشيوخ عام 1867 اثناء ولايته الا انه نجى من الادانة بفارق صوت واحد عن اغلبية الثلثين . والرئيس ريتشارد نيكسون والذي وبعد استقالته من منصبه وقبل استكمال محاكمته كرئيس سابق اصدر الرئيس جيرالد فورد والذي كان نائباً له واصبح رئيساً بعد استقالته عفواً رآسياً عنه وذلك عام 1974 . و الرئيس بيل كلينتون والذي واجه المحاكمة اثناء ولا يته الا ان مجلس الشيوخ اصدر قراراً ببرائته عام 1999 . اي انه لم يسبق وان تمت محاكمة رئيس امريكي سواء اكان اثناء ولا يته او بعدها وانتهت المحاكمة بادانته ، كما انه لم تجري اي محاكمة لرئيس سابق من الناحية العملية . لهذا فأنني اتوقع ان تغرق هذه المحاكمة بالتفاصيل الى ان يشملها عفو عام او اعلان براءته منها .
ويبقى هناك سيناريو آخر يمكن ان يتفق عليه الحزبان يخرجهما من هذا المأزق وهو طرح عدم اهلية ترامب لتولي الرآسة مجدداً على الكونجرس ، وفِي هذه الحالة يتم التصويت على هذا القرار من قبل المجلسين كل على حده ويكون القرار بالاغلبية النسبية . وبما ان الحزب الديمقراطي له الاغلبية في مجلس النواب واصبح الآن يملك الاغلبية في مجلس الشيوخ فأنه سيكون بإمكانه تمرير هذا القرار بسهولة وبذلك يكون الديمقراطيين قد حققوا نصرهم الكبير بمنعه من العودة للبيت الابيض ويكون الحزب الجمهوري بذلك قد تجنب احتمال حصول انقسامات وعمليات انشقاق في صفوفه ويكون قد تخلص من ترامب وخطره على الحزب دون ان يكون قد صوت ضده .
الا انه يبقى احتمال حدوث سيناريو اخير ينسف كل ما سبق وهو ان يقدم الرئيس ترامب وخلال الساعات القليلة القادمة بالقيام بخطوة غير مسبوقة واصدار عفواً رآسياً عن نفسه يلغي فيه كل إجراءات محاكمته .