منها التهاب الشرايين.. أثر التوتر والإجهاد على الصحة
تتناول نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم السبت، الحديث عن أثر التوتر والإجهاد الحاد على صحة الإنسان، مشيرة إلى جوانب خطورة إذا استمر ذلك وأصبح مزمنا.
وتوضح نشرة المعهد أثر ضغوط الحياة على الجهاز العضلي الهيكلي، والجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، والجهاز القلبي الوعائي، والغدد الصماء.
أجسامنا مجهزة بشكل جيد للتعامل مع الإجهاد بجرعات صغيرة، ولكن عندما يصبح الضغط طويل الأمد أو مزمنًا، فقد يكون له آثار خطيرة على جسمك.
ومن تأثيرات الضغوط النفسية على الصحة ما يلي:
- الجهاز العضلي الهيكلي:
عندما يتوتر الجسم، تتوتر العضلات كرد فعل انعكاسي وطريقة الجسم في الحماية من الإصابة والألم. مع بداية الإجهاد المفاجئ تتوتر العضلات دفعة واحدة، وعندما يستمر الإجهاد لفترات طويلة يمكن أن يتسبب في أن تكون عضلات الجسم في حالة شد ثابت إلى حد ما.
وحين تكون العضلات مشدودة ومتوترة لفترات طويلة من الزمن، قد يؤدي ذلك إلى ردود فعل أخرى في الجسم. على سبيل المثال، يرتبط كل من صداع التوتر والصداع النصفي بتوتر العضلات المزمن في منطقة الكتفين والرقبة والرأس، وترتبط آلام العضلات والعظام في أسفل الظهر والأطراف العلوية بالإجهاد.
- الجهازالتنفسي:
يمكن أن يسبب التوتر أعراضاً في الجهاز التنفسي، مثل ضيق التنفس والتنفس السريع. بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من أمراض الجهاز التنفسي فهذه ليست مشكلة لأن الجسم يمكنه إدارة العمل الإضافي للتنفس بشكل مريح، ولكن الضغوط النفسية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مشاكل التنفس للأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والانسداد الرئوي المزمن.
تُظهر بعض الدراسات أن الإجهاد الحاد- مثل وفاة شخص عزيز- يمكن أن يؤدي إلى نوبات الربو. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التنفس السريع، أو فرط التنفس، الناجم عن الإجهاد إلى نوبة هلع لدى شخص معرض لنوبات الهلع.
- الجهاز القلبي الوعائي:
يعمل القلب والأوعية الدموية معًا في تزويد الغذاء والأكسجين لأعضاء الجسم. يتم تنسيق نشاط هذين العنصرين أيضًا في استجابة الجسم للتوتر. قد يؤدي الإجهاد الحاد إلى زيادة معدل ضربات القلب وانقباضات أقوى في عضلة القلب مما يؤدي إلى الشعور بألم في الصدر يشبه الألم القلبي، كما يزداد إفراز هرمونات التوتر الأدرينالين والنورأدرينالين والكورتيزول. بالإضافة إلى ذلك، تتمدد الأوعية الدموية التي توجه الدم إلى العضلات الكبيرة والقلب، مما يزيد من كمية الدم التي يتم ضخها إلى هذه الأجزاء من الجسم وترفع ضغط الدم. يُعرف هذا أيضًا باسم استجابة القتال أو الطيران (fight or flight response)، بمجرد انتهاء نوبة الإجهاد الحاد، يعود الجسم إلى حالته الطبيعية.
قد يساهم الإجهاد الحاد المتكرر والمزمن في حدوث التهاب في الشرايين وخاصة في الشرايين التاجية، وهذا أحد المسارات التي يُعتقد أنها تربط الإجهاد بالنوبات القلبية. يبدو أيضًا أن كيفية استجابة الشخص للتوتر يمكن أن تؤثر على مستويات الكوليسترول.
- الغدد الصماء:
عندما يدرك شخص ما أن الموقف يمثل تحديًا أو تهديدًا أو لا يمكن السيطرة عليه، يبدأ الجسم بتفعيل عمل سلسلة من الهرمونات ابتداء من غدة الوطاء إلى النخامية إلى الغدة الكظرية، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة في إنتاج هرمونات الستيرويد المسماة الجلوكوكورتيكويد، والتي تشمل الكورتيزول، والذي يشار إليه غالبًا باسم "هرمون التوتر".
- الجهاز الهضمي:
تحتوي القناة الهضمية على مئات الملايين من الخلايا العصبية التي يمكن أن تعمل بشكل مستقل إلى حد ما، لكنها تبقى على اتصال دائم بالدماغ، مما يفسر الشعور بالألم وعدم الارتياح في المعدة الذي يصاحب الحالة النفسية كالتوتر، حيث يمكن أن يؤثر التوتر على التواصل بين الدماغ والأمعاء، وقد يؤدي إلى الشعور بالألم والانتفاخ وغير ذلك من الانزعاج في القناة الهضمية بشكل أكبر.
يسكن في الأمعاء أيضًا ملايين البكتيريا التي يمكن أن تؤثر على صحتها. يرتبط الإجهاد بالتغيرات في بكتيريا الأمعاء والتي بدورها يمكن أن تؤثرعلى الحالة المزاجية. وبالتالي، فإن أعصاب وبكتيريا الأمعاء تؤثر بشدة على الدماغ والعكس صحيح.
يمكن أن تغير ضغوط الحياة المبكرة من تطور الجهاز العصبي وكذلك كيفية تفاعل الجسم مع الإجهاد. وقد تزيد هذه التغيرات من خطر الإصابة بأمراض الأمعاء لاحقاً أو الاختلال الوظيفي.
كما قد يحدث القيء إذا كان التوتر شديدًا بدرجة كافية. علاوة على ذلك، قد يؤدي الإجهاد إلى زيادة أو نقصان في الشهية، وخلافا للاعتقاد الشائع، فإن الإجهاد لا يزيد من إنتاج الحمض في المعدة، ولا يسبب قرح المعدة ولكن عند الإجهاد، قد تكون القرحة أكثر إزعاجًا.