بريطانيا.. 250 ألف شركة صغيرة قد تنهار العام الحالي
لندن - العربية
يتوقع أن تسجل بريطانيا رقماً قياسياً في عدد الشركات الصغيرة التي ستنهار وتضطر للإفلاس والإغلاق خلال العام الحالي، بسبب المشاكل الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي نتجت عن وباء "كورونا" الذي يواصل الانتشار والذي اضطر عمدة العاصمة لندن إلى إعلان الطوارئ في المدينة.
وبحسب مسح أجراه اتحاد الشركات الصغيرة (FSB) في بريطانيا، فإن ما لا يقل عن 250 ألف شركة صغيرة من التي يقل عدد موظفيها عن 50 موظفاً ستتوقف عن العمل خلال العام الحالي بعد نزيف المبيعات وتعثر تحصيل الديون خلال جائحة فيروس كورونا.
ووجد المسح الذي نشرته جريدة "التايمز" البريطانية واطلعت عليه "العربية نت"، أنه "مع إغلاق الاقتصاد للمرة الثالثة منذ بدء الجائحة تراجعت الثقة داخل قطاع الشركات الصغيرة إلى ثاني أدنى مستوى منذ 10 سنوات، حيث سجل إغلاق شهر مارس من العام الماضي فقط مستوى أقل".
وتبين أن شركة واحدة من بين كل 5 شركات صغيرة اضطرت إلى تسريح موظفين في الأشهر الثلاثة الماضية حتى نهاية ديسمبر 2020، فيما تتوقع شركة واحدة من بين كل 7 شركات أن تقوم بتسريح مزيد من الموظفين في هذا الربع، أي في الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالي 2021.
وقال رئيس مجلس إدارة (FSB) مايك شيري، إننا نجازف بخسارة مئات الآلاف من الشركات الصغيرة الكبيرة والقابلة للاستمرار هذا العام بتكلفة ضخمة للمجتمعات المحلية وسبل عيش الأفراد".
وبحسب "التايمز"، فإن المخاطر الاقتصادية لا تتوقف عن "كورونا" والإغلاقات الناتجة عنها، وإنما قال المصنعون البريطانيون إن التأخيرات الجمركية الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تمثل خطراً مباشراً أكثر من الإغلاق.
ووفقاً لمسح أجرته مجموعة الصناعة التحويلية في بريطانيا (Make UK) فقد اعتبر 47% من المستجيبين أن التأخير الجمركي يمثل أكبر مخاطر الأعمال، فيما قال 46% إن أكبر تهديد هو الإغلاق الوطني.
وبعد أكثر من أسبوع بقليل من تحول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى حقيقة واقعة، ظهرت أمثلة على اضطراب الحدود، فقد أعادت الشركات البضائع إلى الحدود بعد إخفاقها في متطلبات "قواعد المنشأ". وقال آخرون إن الأسعار قد تضطر إلى الارتفاع لاستيعاب تكلفة الأعمال الورقية.
ووجد الاستطلاع الذي أجرته (Make UK) أن ثلث الشركات تعتقد أن آفاق الاستثمار ستنخفض بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي. وقال أقل من الخمس (18%) إنهم سيزيدون.
وتتوقع 26% من الشركات أن تنخفض الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي فيما تعتقد 16% أنها ستزيد. وقال آخرون إن قدرة بريطانيا على جذب المواهب الدولية ستنخفض بينما يتوقع 11% فقط أن تكون المملكة المتحدة وجهة أكثر جاذبية.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة ( Make UK) ستيفن بيبسون :"الانتقال إلى ترتيبات تجارية جديدة يشكل دائماً التحدي الأكبر الذي يواجه الشركات المصنعة.. حقيقة أن لدينا اتفاقا ساري المفعول لا يغير ذلك".
وأفاد شيري: "سيكون التحرك في مارس متأخرا جدا لوقف الإغلاق. علينا أن ننظر مرة أخرى في كيفية تعاملنا مع تسهيلات الديون الطارئة".