هل يبقى بوتشيمون موقوفا في المانيا في انتظار بت مسألة تسليمه الى مدريد؟
برلين – ا ف ب
كان رئيس كاتالونيا المقال كارليس بوتشيمون ينتظرامس الاثنين لمعرفة ما اذا كان القضاء الالماني سيبقيه موقوفا خلال الفترة التي يحتاج اليها ليقرر احتمال تسليمه الى اسبانيا التي تتهمه ب"التمرد".
وادى توقيف بوتشيمون المفاجىء في المانيا الى صدامات بين ناشطين كاتالونيين يطالبون بالاستقلال والشرطة الأحد في برشلونة.
وهو موقوف منذ الاحد في سجن مدينة نيومونستر في شمال المانيا، كما ذكرت وكالة أنباء "دي بي ايه" الالمانية. وسيمثل امام قاض سيقرر ما اذا كان سيبقيه في السجن خلال الفترة التي يبحث فيها القضاء في مذكرة التوقيف الاوروبية التي أصدرتها إسبانيا في حقه.
وأشار خومي ألونسو-كوفيلاس، محامي بوتشيمون، في تصريح لاذاعة كاتالونية، "الى عناصر كثيرة تحمل على التفاؤل".
- 60 يوما حدا اقصى -
ويتعين الانتظار حتى 60 يوما حتى يحسم القضاء الالماني مسألة تسليم بوتشيمون الى مدريد.
وأشارت الحكومة الالمانية الى ان هذا الاجراء عادي في الاتحاد الاوروبي. وقال متحدث باسم المستشارة انغيلا ميركل "ان المسألة في أيدي المحاكم المختصة".
وسيبت القضاء الألماني في ما اذا كانت مخالفات مماثلة لتلك التي يلاحق بسببها بوتشيمون في إسبانيا، موجودة في القانون الالماني.
وهو متهم، مع اثني عشر مسؤولا آخر من المطالبين باستقلال إقليم كاتالونيا، ب"التمرد"، وهي تهمة يحكم عليها في حال ثبوتها، بالسجن لمدة 30 عاما، وباختلاس أموال عامة، وبمحاولة فصل الاقليم الفاشلة عبر الاستفتاء في خريف 2017.
واعلنت إلسا ارتادي، النائبة من حزب بوتشيمون، على موقع "تويتر"، إن بوتشيمون سيتصدى لتسليمه، لأن "اسبانيا لا تضمن محاكمة عادلة، بل الانتقام والقمع فقط".
- لا ملاحقات سياسية -
ووصف المتحدث باسم ميركل، إسبانيا، بأنها "دولة القانون وديموقراطية"، مشيرا الى وجود "ثقة خاصة بين السلطات القضائية للبلدان الاعضاء في الاتحاد الاوروبي".
وذكر بأن بوتشيمون ورفاقه، كما تقول مدريد، ليسوا ملاحقين بسبب "افكار سياسية، افكار استقلال، لكن بسبب انتهاكات بالغة الوضوح".
إلا ان الملاحقات بتهمة "التمرد" ما زالت مع ذلك مثيرة للجدل، لانها تفترض "انتفاضة عنيفة" يقول قانونيون إنها لم تحصل.
واعتقل رجال الشرطة بوتشيمون في لاند شيلسفيغ-هولشتاين لدى وصوله من الدانمارك المجاورة بالسيارة في طريقه الى بلجيكا التي لجأ اليها بعد فشل عملية الانفصال الخريف الماضي.
وأبلغ مندوب الشرطة الجنائية الالمانية في مدريد قوى الأمن الألمانية بوصوله.
ولم تؤكد وزارة الداخلية او تنفي ما اذا كانت الاستخبارات الاسبانية متورطة وتتابع السياسة الكاتالونية.
وبات التوقيف ممكنا في أي حال جراء القرار الذي اتخذه الجمعة قاضي المحكمة الاسبانية العليا بابلو لارينا بملاحقة 13 قياديا انفصاليا، ومنهم بوتشيمون.
وبذلك، وجه القضاء الاسباني ضربة جديدة الى الحركة الانفصالية الكاتالونية.
واعلنت قيادية أخرى بين الاستقلاليين تعيش في المنفى كلارا بونساتي انها تستعد لتسليم ذاتها الى السلطات في اسكتلندا.
- دعوة الى الهدوء -
وبالتالي، تجد كاتالونيا نفسها أمام طريق مسدود، لكن المطالبين بالاستقلال يحتفظون بالاكثرية المطلقة في البرلمان الكاتالوني منذ انتخابات 21 كانون الأول/ديسمبر.
واذا لم يتمكنوا من انتخاب رئيس قبل 22 أيار/مايو، ستتم الدعوة تلقائيا الى انتخابات جديدة. وطالما بقيت كاتالونيا من دون رئيس وحكومة، ستبقى تحت وصاية مدريد المفروضة منذ إعلان الاستقلال كنتيجة للاستفتاء.
من جهة اخرى، حمل التوقيف المفاجىء لبوتشيمون الاحد آلاف المطالبين بالاستقلال على النزول الى الشارع، خصوصا في برشلونة حيث حاول المتظاهرون، بدعوة من مجموعة متشددة هي لجان الدفاع عن الجمهورية، الاقتراب من مديرية للشرطة. فصدهم رجال الشرطة بالهراوات وإطلاق النار في الهواء.
وذكرت اجهزة الاغاثة أن 90 شخصا أصيبوا بجروح طفيفة في برشلونة، منهم 22 شرطيا. وكانت تحدثت في وقت سابق عن إصابة سبعة اشخاص بجروح في مدينة ليدا، على بعد 150 كلم غربا، وعن جريح واحد في تاراغون (جنوب).
ووجه رئيس البرلمان الكاتالوني روجيه تورينت دعوة الى الهدوء عبر التلفزيون الاقليمي. وقال "ليست لدي شكوك في ان المجتمع الكاتالوني سيتصرف كما تصرف دائما من خلال اللاعنف".
شرح الصورة
رئيس كاتالونيا الانفصالي المقال كارليس بوتشيمون في برلمان فنلندا في 22 آذار/مارس 2018