banner
مقالات مختارة
banner

وانك لعلى خلق عظيم

جهينة نيوز -
وانك لعلى خلق عظيم
يتباهى الغرب بعلمائهم وفلاسفتهم بشكل عام ويقوموا بعمل الابحاث التي تدعم نظرياتهم عن الاسرة والطفل والاقتصاد والنمو الانساني وغيرها. لكن هناك احد العلماء الذين ظهروا في القرن العشرين الذي عمل على نظرية النمو الاخلاقي عند الانسان وهو لورانس كولنبيرج الذي اسس هذه النظرية التي تتكون من ثلاث مراحل وكل مرحلة مقسمة الى مستويان ، المرحلة الثالثة في مستواها السادس والاخير الذي وصف فيها كولنبرج الانسان بأنه يصل الى وعي تام بالمبادىء الانسانية وتطبيق الاخلاق من اجل الاخلاق والمبادئ نفسها وهذه المباديء تكون متناسقة عنده ويستطيع ان يفكر فيها من عدة مستويات بشكل مجرد لدرجة ان الضمير لديه يصبح قوي ولديه دافع واستعداد للوقوف بوحه القانون المتفق عليه ديمقراطيا اذا ارتأى ان هذا القانون لا يرتقي لقيم العدالة، والهدف النهائي للانسان هو العدالة والمساواة في حقوق الانسان. واكد كولنبرج ان هذا المستوى لا يستطيع ان يصل له من البشر الا قله قليلة جدا جدا وكان اول من ذُكر اسمه انه وصل الى هذا المستوى هو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام !!
للتنويه كولنبرج الذي اسس هذه النظرية وجدوه منتحرا عام ١٩٨٦ عن عمر يناهز ٥٩ عاماً . اي بعد ١٤١٥ عاما من مولد الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يستطيع صانع هذه النظرية ان يحتمل او ان يعيش ما كتبه وصنعه في عالم متناقض.

اما نحن المسلمين فلا نحتاج لمثل هذه النظريات لتخبرنا من هو نبينا وما هي صفاته وشخصيته!!! فشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم استطاعت ان تجذب أنظار العالم بأسره إليها؛ لعظمتها، ولسماتها الفريدة، وصفاتها الحسنة، ولعلَّ أبرز سمات هذه الشخصية العظيمة هو التوازن، ومن مظاهر التوازن في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم هو
التوازن السلوكي الذي جعل منه قدوة للمسلمين، و لغير المسلمين، الذين يبحثون عن الشخص المثالي، ليستنيرو بنوره، في حياتهم من خلال الأدوار المتعدد التي قام بها فهو العابد والزوج والاب والجد والصاحب قبل ان يكون الرسول او رئيس الدولة، والقائد العسكري، وهذا جعله قدوة للمسلمين ليصبح الناس قادرين على إيجاد الطرق الصحيحة التي تُمكِّنهم من التعامل مع المواقف المختلفة التي قد يتعرَّضون لها في حياتهم من خلال الاقتداء بسمات شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام

و التوازن السلوكي في شخصية النبي عليه الصلاة والسلام نجده في التوازن الكبير بين افكاره أقواله، وأفعاله؛ ، فكان أوّل من يطبّق كلّ ما يصدر عنه من أقوال، بعكس القادة الذين يحثّون أتباعهم على فعل سلوكات مُحدّدة، ويستثنون أنفسهم، اضافة الى ان رسول الله صلى عليه وسلم جمع بين الحزم، واللين، فكان يغضب غضباً شديداً للحق، ولأجل الحق، في حين أنّه كان دائماً يغضُّ الطرف عن إساءة أدب بعضهم معه، أو عن بعض الجهلة الذين يحاولون استفزاز المسلمين، فكان الحلم مرافقاً لرسول الله صلى عليه وسلم أينما حلَّ، وارتحل، هذا وقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم محاسن الأخلاق كلِّها.ومن جانب آخر، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزن كما يحزن سائر الناس، ويبكي دائماً من خشية الله تعالى، وخوفاً على أمته، وحزناً على فقدان احد من أحبته.
هذه صفة واحدة من صفات نبينا محمد عليه الصلاة والسلام التي لم يستطيع اي شخص او انسان ان يصل الى مستواها الاخلاقي في الحياة والتي بعد ١٤١٥ سنة الشخص الذي وضع نظرية تطالب الانسان بأن يتمتع بالاخلاقيات لم يستطع ان يستمر في الحياة لانه لم يستطيع ان يطابق ما عُرض في نظريته مع ما يعيشه في عالمه، والغرب تعتبره عالم وفيلسوف و شخص صاحب فلسفة يحترموا نظريته ويدرسوها في الجامعات!!!
بأبي انت وامي يا رسول الله
يكفينا ان مدح الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم باخلاقه حيث قال: (وإنَكَ لَعلىْ خُلُقٍ عَظيم) سورة القلم، اية (٤)


تابعو جهينة نيوز على google news