banner
كتّاب جهينة
banner

انتشار السلاح.. من أين جاء؟

جهينة نيوز -

انتشار السلاح.. من أين جاء؟

بلال العبويني

مفجع الخبر الذي نشر يوم أمس عن إقدام احدهم على اطلاق الرصاص على طالب فأصابه برأسه ما أرداه قتيلا، ومؤسف أكثر الخبر الذي نشر قبل أيام عن رصاصة من مسدس كان يحمله طالب أصابت زميلا له في ساقه.

انتشار السلاح، كان وسيظل أمرا مقلقا للجميع، ولعل ما يزيد من مستوى القلق في الحادثتين السابقتين أن السلاح أصبح بيد الأحداث يحملونه معهم وهم ذاهبون إلى مدارسهم، وهو ما يطرح سؤالا عن السبب الذي يدعو طالبا إلى حمل سلاح ناري معه في المدرسة؟.

قد لا يكون هناك سبب مباشر، وقد لا يكون بوسعنا تحديد سبب ذلك في هذه المساحة، بيد أن اللوم إن كان يقع على عاتق أحد في وصول الأحداث إلى حمل الأسلحة واصطحابها معهم إلى المدارس، فإنه يقع بالدرجة الأولى على ذوي الأمر.

ألم يلاحظ ولي أمر تغيرا في سلوك ابنه، ألم يلحظ حركة غريبة طرأت عليه، ألم يعلم أن لديه سلاحا سواء ناريا أو أبيض أو غير ذلك، وإن كان علم بذلك، هل سأله لماذا يضطر إلى حمل السلاح وحذره من تبعات استخدامه أو حتى من مجرد اقتنائه؟.

في الواقع، اغلب الأحداث والأطفال الذين يحملون سلاحا أو أطلقوا منه رصاصات بالخطأ كانوا يعبثون أو يحملون أسلحة تعود لأولياء أمورهم، ومن هنا فإن السؤال يتحول إلى السبب الذي يجعل شخصا يحمل سلاحا وهو يعيش في وسط المدينة أو في الاماكن المأهولة جيدا حيث لا قلق أمنيا أو خوف من حيوانات مفترسة تدعوه لاقتناء سلاح.

في الأردن، ثمة نعمة عظيمة نتمتع بها عندما نقول إننا ننام ليلنا الطويل دون أن يساورنا القلق والخوف، وثمة نعمة عظيمة نتمتع بها عندما نرسل أبناءنا إلى مدارسهم ونحن مطمئنين إلى عودتهم إلى أحضاننا، بإذن الله، سالمين، فلماذا إذا ينتشر السلاح ومن يتحمل مسؤولية ذلك.

ما لا شك فيه أن ثمة مسؤولية تقع على عاتق أجهزة الأمن في ذلك، ومن ثم ثمة مسؤولية كبيرة على التشريعات التي تبدو متساهلة مع من يقتنون أسلحة نارية أوتوماتيكية دون ترخيص.

فما الحاجة إلى السلاح الرشاش مثلا؟، أليس هذا النوع من الأسلحة موجودا في بعض البيوت، ألم نشاهده في بعض المناسبات ؟ الم نسمع صوت رصاصاته في بعض تلك المناسبات؟، ومثل هذا السلاح ثمة انتشار لسلاح "البمباكشن"، فمن أين أتى وكيف وصل بهذه الكثرة إلى أيدي الناس؟.

انتشار السلاح بين الناس، كما يعلم الجميع، خطير جدا، وقد يسهل على ارتكاب الجرائم المميتة، وبالتالي فإن الأوان قد آن إلى حملة لجمع الأسلحة من بين ايدي الناس وإيقاع العقوبة المغلظة بحق من يقتني سلاحا غير مرخص، بل ويجب وقف العمل بترخيص الأسلحة من حيث المبدأ وسحب رخص أسلحة ممن امتلكها في وقت سابق وهو ليس بحاجة إلى امتلاك أي نوع من الأسلحة، ومثل هؤلاء للأسف كثر، وبعد ذلك يجب ايقاع أشد العقوبات بحق أولياء الأمور الذين تصل أسلحتهم إلى أيدي الغير من ذويهم سواء أكان ولي الأمر يمتلك رخصة سلاح أم لا.

في غضون أيام قرأنا عن طالبين يحملان سلاحا، فهذا لوحده يستوجب منا التوقف وإجراء المعالجة الفورية.//

 

 

تابعو جهينة نيوز على google news