banner
مقالات مختارة
banner

هل ستتحالف بكين مع (اللوبى اليهودى) فى واشنطن وإسرائيل ضد الإدارة الأمريكية؟

جهينة نيوز -
جهينة نيوز -هل ستتحالف بكين مع (اللوبى اليهودى) فى واشنطن وإسرائيل ضد الإدارة الأمريكية؟

 وكيف سترد بكين على الحشد الأمريكى للعرب فى المنطقة بعد الإتفاق (الإسرائيلى - الإماراتى) بعمل (حشد مواز) لواشنطن دفاعاً عن مصالحها؟ وقراءة تحليلية فى (تأثير زيارة بومبيو للمنطقة) على مصالح الصين؟.... وتقديم الباحثة المصرية لتعريف جديد "دولياً" بديلاً عن مفهوم (التطبيع السياسى) الذى (سأثبت للمجتمع الأكاديمى الدولى ولزملائى الباحثين السياسيين) حول العالم (عدم دقته أكاديمياً) مسنوداً بالأدلة العلمية


تحليل الدكتورة/ نادية حلمى

أستاذ مساعد العلوم السياسية بكلية السياسة والإقتصاد/ جامعة بنى سويف- خبيرة فى الشئون السياسية الصينية- محاضر وباحث زائر بمركز دراسات الشرق الأوسط/ جامعة لوند بالسويد- مدير وحدة دراسات جنوب وشرق آسيا

كان من أهم التساؤلات التى تلقيتها الفترة الماضية سواء من أطراف (عربية أو أمريكية أو حتى صينية) هى تحليلى للموقف برمته، بشأن: هل الإتفاق (الإماراتى - الإسرائيلى) سيكون موجه ضد الصين؟، كيف توظف واشنطن التقارب بين الإمارت وإسرائيل ضد النفوذ الصينى فى المنطقة؟، هل ستحشد أمريكا العرب ضد الصين؟. لذا، آثرت فى هذا التقرير أن أقدم (علنياً) للشارع العربى برمته أولاً، ثم للقيادات والمتخصصين ثانياً – كخبيرة فى الشأن السياسى الصينى – هذا من جهة، ومن جهة ثانية أخرى، فربما لقربى (رسمياً وأكاديمياً) من بعض الجهات الفاعلة فى بكين مغزى عميق كى أقدم لكم هذا الملف الهام، ثم لأطراف أخرى ستقرأه جيداً (أمريكية، إسرائيلية، غربية)، وبالطبع عربية.

وقمت بتقسيم موضوع التقرير إلى عدة (محاور صغيرة وعناوين واضحة) حتى يسهل فهمها للجميع، وفهم كل نقطة من خلالها، كالآتى:

أولاً: ملاحظتى الأول: جميع مقابلاتى الصحفية عن موقف الصين من (الإتفاق بين الإمارات وإسرائيل) لم يتم نشرها

ثانياً: ملاحظتى الثانية: رفضى التام كأكاديمية وأستاذة للعلوم السياسية للفظة (التطبيع)، لأنه مصطلح (دارج سياسياً) بمعنى متداول بين العامة وليس (منضبط) أكاديمياً، وكيف مورس علينا لعبة (التوافق الإنزياحى) النفسية منذ أكثر من خمسين عاماً لتقبله وترديده بيننا

ثالثاً: ملاحظتى الثالثة: فهمى التام للعقلية الإسرائيلية لأننى مكثت بينهم أكثر من (عشر سنوات) من عمرى منذ أن كنت شابة أكاديمية صغيرة فى العاصمة الصينية "بكين" تدرس وتؤلف كتاب تناقلته وتدرسه الآن أرقى وأكبر الجامعات الأمريكية والعالمية عن دراسة أوضاع (اليهود والإسرائيليين) فى الصين، وأكاديميوهم يعرفوننى جيداً.... فلتنصتوا لطرحى الآن أمام العالم لكم

رابعاً: ملاحظتى الرابعة: تلاعب إسرائيل باللغة (سياسياً) فى مواجهة العرب، والخلط فى المستوى بين (الصراع والنزاع)، وكيف مارست إسرائيل علينا جميعاً لعبة (التوافق الإنزياحى) النفسية بدون رأى أو خبرة منا، وبدون أن ننتبه لذلك؟ (وإعطاء أمثلة حقيقية لذلك)

خامساً: ملاحظتى الخامسة: حلمى الشخصى الذى أنقله إلى (القيادة السياسية) بضرورة الإهتمام بـــ (دراسات المستقبل فى أقسام وكليات العلوم السياسية) المختلفة، وأعرفكم على أخطر وأهم أسلوب أو منهج مستقبلى عرفته مصادفةً (السلاسل الزمنية المتطورة) بكل ما تقوم عليه (الدراسات والتحليلات المستقبلية الأمريكية والغربية وحتى الصينية) الدقيقة أو شبه الدقيقة منها، وعدم وجود بحث سياسى أو إقتصادى مصرى واحد يقوم عليها بعد مراجعتى لذلك (مرفقاً لكم لينك شرح لكيفية إستخدام باحثين صينيين له)

سادساً: قراءة فى نتائج زيارة "مايك بومبيو" إلى المنطقة ولقائه بعدد من القادة العرب

سابعاً: هل ستنسق الإمارات مواقفها بخصوص دورها فى القضية الفلسطينية مع (مصر والأردن) بكل ما لهما من خبرة طويلة فى فن وكيفية التعامل مع الجانب الإسرائيلى، وهل ظهرت بالفعل مؤشرات لذلك؟

ثامناً: كيف إستغل الجانب القطرى قطع علاقاته مع دول إتفاقيات السلام مع إسرائيل (مصر، الأردن، الإمارات)، من أجل لعب (دور الوساطة منفرداً) بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟، ولفتى أنظار العرب إلى زيارة (محمد العمادى) رئيس (اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة) إلى تل أبيب (فعلياً)، بعد زيارته لقطاع غزة خلال زيارة (بومبيو) للمنطقة، فهل ألتقى (العمادى) مع بومبيو سراً فى تل أبيب؟

تاسعاً: تحليلى الأهم، الذى أنقله للصينيين، وللوبى اليهودى فى واشنطن، وللجانب الإسرائيلى فى (تل أبيب) أمام العالم (لإرتباطهم جميعاً به، فهل يقبلوا الصفقة)؟ / وأعلم أنه ربما سيثير ضجة عالمية

عاشراً: تداعيات (إتفاقيات التطبيع أو السلام الإماراتى - الإسرائيلى) على مجمل علاقات الصين مع دول المنطقة

الحادى عشر: الهدف غير المعلن لواشنطن من تبنى (إتفاقية السلام الإماراتى - الإسرائيلى)

الثانى عشر: إحتمالية الرد الصينى على اللعبة الأمريكية فى المنطقة بعمل (تحالف عربى وإقليمى مواز) ضد واشنطن

الثالث عشر: هل ترغب إسرائيل والإمارات فعلاً فى عمل (تحالف مضاد ضد بكين فى المنطقة) تحقيقاً للرغبة الأمريكية؟

الرابع عشر: هل تعد (نتائج إنتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة) سبباً كافياً لإفشال مخطط واشنطن بإنشاء تحالف دولى (عربى وخليجى) ضد الصين وربما تأجيله ومماطلة الدول فى الإنضمام إليه؟، وهل ستتغير قواعد اللعبة الأمريكية فى المنطقة فى حال فوز(جو بايدن) وخسارة "ترامب"؟

الخامس عشر: مقولة أختم بها كلامى (تناسب فهمى للماضى، ورسمى وبنائى نحو المستقبل)، وهذا جل أى أكثر ما يعنينى، وأترك كل واحد منكم لفهمه العميق لها بالشكل الذى يعنيه

 

أولاً: ملاحظتى الأول: جميع مقابلاتى الصحفية عن موقف الصين من (الإتفاق بين الإمارات وإسرائيل) لم يتم نشرها

ربما كان أكثر ما إستفزنى فى الموضوع برمته، هى أننى بت أتلقى تساؤلات عديدة من أطراف عربية عديدة لا أعرفها – بدعوى إنتماؤها لمؤسسات صحفية – تسألنى عن أمور متعلقة بوجهات نظر الصين تجاه قضايا محددة، ثم أفاجأ بأن جميع نعم جميع مقابلاتى الصحفية عن موقف الصين من (الإتفاق بين الإمارات وإسرائيل) لا يتم نشرها، بل وما ستضحكون عليه فوراً هو أن العديد من الصحفيين الذين يتواصلون معى باتوا يجادلوننى كثيراً بأن هذه ليست (وجهة نظر الصين)، ومع إندهاشى من كل ما يحدث، وأياً كانت طبيعة الأطراف التى تود معرفة وجهة نظر الصين تجاه قضية معينة، فأنا أقول للجميع – وربما كنتم جميعاً أعلم منى وأكثر خبرة منى وأرفع مقاماً منى – بأننى أحياناً لا أفتى، ولا أقدم تحليلات لا أعرف كنهها ولا مصدرها، وبأنه - وإن برز محللين عديدين يدعون تخصصهم فى الشأن الصينى وهم ليسوا كذلك - فأنه لا يمكن أن أنقل للمنطقة، ولمن يقرأون جيداً ما أكتبه عن وجهات نظر الصين، بدون وضع (حسابات دقيقة ومعقدة) لذلك، حتى لو أنتابتك الدهشة للحظات، إلا أننى أنصحك فقط أن تقرأ وتفهم، وبألا تدعى الخبرة، مصداقاً لقوله تعالى: "وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ"... صدق الله العظيم. الآية رقم (76) من سورة "يوسف"وهذه الآية تعنىوفوق كل عالم من هو أعلم منه، حتى ينتهى ذلك إلى الله تعالى.

ثانياً: ملاحظتى الثانية: رفضى التام كأكاديمية وأستاذة للعلوم السياسية للفظة (التطبيع)، لأنه مصطلح (دارج سياسياً) بمعنى متداول بين العامة وليس (منضبط) أكاديمياً، وكيف مورس علينا لعبة (التوافق الإنزياحى) النفسية منذ أكثر من خمسين عاماً لتقبله وترديده بيننا

أننى أؤكد، بأن جميع من تواصل معى بدعوى عمله الصحفى لسؤالى عن وجهة نظر الصين تجاه لفظة (التطبيع) الذى أرفض تماماً إستخدام هذا المصطلح لأنه وفقاً للقاموس السياسى والأكاديمى الدقيق فهو مصطلح (دارج سياسياً) بمعنى متداول بين العامة بدون معرفة أصله الحقيقى ولا من روج له – إلا أننى من واجبى الآن كأكاديمية مهنية وباحثة مصرية معروفة دولياً، ومتخصصة فى شق آخر معروفة به دولياً، ألا وهو مجال الدراسات اليهودية والإسرائيلية فى الصين حتى لدى كلاً من واشنطن وتل أبيب أن أصحح وأعدل مسار هذا المصطلح أكاديمياً ودولياً أيضاً– أولاً، لأنه ليس مصطلحاً أكاديمياً حقيقياً فى أقسام العلوم السياسية حول العالم بما فيهم الجامعات الأمريكية، وثانياً، لأنه مصطلح (إسرائيلى) بالأساس، نعم فقد روجه لنا الأكاديميين الإسرائيليين بعد إتفاق السلام بين مصر وإسرائيل سنة 1973، بما ربما روج له الجانب الإسرائيلى لما قبل هذا التاريخ، ومارسوا علينا ما يعرف فى علم النفس بـــ (التوافق الإنزياحى) (Deflective Identification)

وعلى المستوى الشخصى الأكاديمى، وبأعتبارى أكاديمية معروف عنها بين جميع طلبتها الذين تخرجوا من تحت يديها ولعى الشديد وشغفى بدراسة و (تحليل مضمون الخطابات السياسية للقادة والزعماء ورؤساء الدول)، وقدمت منذ سنتين تحديداً دراسة كبيرة تصلح ككتاب بعنوان: (المشترك بين شعارى "الحلم الصينى" للرئيس الصينى "شى جين بينغ" و "تحيا مصر" للرئيس المصرى "عبد الفتاح السيسى": بإستخدام أسلوب تحليل مضمون عدد من الخطابات السياسية للرئيسين المصرى والصينى). ومعظم من تخرج من طلبتى قادرين تماماً على (عمل تحليل مضمون للخطابات السياسية)، ونجلس سوياً لتحليل مضمون المزيد من الخطابات السياسية المعاصرة (سياسياً ونفسياً وتحليلياً)، كخبرة قد إكتسبتها ونقلتها كمهارة أكاديمية إلى جميع طلبتى وصقلتها بشكل مهنى وحرفى مع مضى السنين وفرق الخبرة و (التراكم البحثى والتحليلى لمضمون الخطابات السياسية) فباتت معى أشبه بعمل "شبه روتينى" يومى أؤديه عند سماعى ومشاهدتى لكل خطاب سياسى أسمعه أو أرى صاحبه عبر شاشات التلفاز أو حتى عبر سماع أثير الراديو.

فما أن يشرع صاحب الخطاب فى إلقاء الخطاب وأنا جالسة، حتى أشرع بسحب (قلم جاف أو رصاص وأى ورقة حتى لو كانت صغيرة متاحة أمامى) وأعد وراءه الكلمات العاطفية والحماسية والثورية والمستترة الخفية، وما لم يقله الخطاب وكان يقصده (ضمنياً)، والمسكوت عنه فى لغة الخطاب السياسى، ولغته العاطفية، بل والأخطر (دلالة كل كلمة وكل حرف وكل عبارة ينطق بها الخطاب السياسى)، وهكذا مرنت (أذناى وعقلى على التحليل بإستمرار)، وربطه (بالعلم الدلالى للألوان ومدى مناسبتها وتناسقها مع لغة الخطاب)، و (الدلالات النفسية لخلفية من يقوم بإلقاء الخطاب) و (تحليل جمهور مستمعى الخطاب من الحاضرين بالأخص فى الصفوف الأمامية ووفقاً لأهميتهم).

فتحول الأمر عندى لتحليل عميق وشبه يومى، وصار طلبتى يؤدون نفس عملى (بنفس الهمة والنشاط)، وكنت قد وعدتهم جميعاً بإرسال (مظروف كبير) أضع به (جميع خطاباتهم السياسية) التى حللوها بأنفسهم، خاصةً للرئيس (عبد الفتاح السيسى) كى (يشاهد سيادته ويشاهد العالم بأسره جزءاً إبداعياً آخر ومهارياً لطلبة تخرج معظمهم من قسم العلوم السياسية ومازالوا يشقون طريقهم العملى) بنجاح ومثابرة شديدة وتحدى صامد فى الحياة، مسلحين بأخطر سلاح، ألا وهو "سلاح العلم والمعرفة والتحدى الإبتكارى والمهارى والتحليلى والإبداعى وكل شئ يمكنكم تصوره لأساليب تحليل مضمون الخطابات السياسية ودلالاتها المستقبلية" لجميع القادة والزعماء حول العالم، للدرجة التى أطلب منهم مساعدتى فيها فى تحليل المزيد والمزيد من خطابات أنوى دراستها على المستوى الشخصى مثل خطابات الرئيس الصينى (شى جين بينغ) بإعتبارى متخصصة تحديداً فى الشأن السياسى الصينى.

وحتى أكون (أمينة فى الطرح أكاديمياً) فكان أول مرة أسمع فيها عن أسلوب أو منهج (التوافق الإنزياحى) – ودرسته وبحثت كثيراً عنه بعد ذلك - من خلال الباحث الفلسطينى (محمود السعدى)، وتحديداً فى آخر عنوان فصل من أطروحته للدكتوراه من كلية الإعلام (قسم الإتصال)، حيث أنه إستند فى تحليل نص مضمون الخطابات السياسية لقناة الجزيرة إلى ما يسميه (التوافق الإنزياحى) Deflective Identification

ويعتمد هذا الأسلوب فى (التوافق الإنزياحى) على (عالم اللسانيات أى اللغويات بمفهومها الأمريكى للباحث "زيليغ هاريس" أى لغة الخطاب) بمعنى حيلة (التوافق غير العميق أو السطحى) لمضمون الخطاب مع توجهات الجمهور غير المتخصص أو الفاهم بالأساس، بإرسال رسائل معينة لجمهور المستمعين للخطاب لا لتثبيتها، بل (لزحزحة الجمهور) عنها وجعله يبتعد عنها تدريجياً و (إحلال توجهات أخرى جديدة) بدلاً منها، فلنلاحظ جميعاً ظهور (مصطلحات جديدة) لبعض الزعماء والقادة السياسيين فى العالم من خلال خطاباتهم السياسية، مع ترديد العامة – وحتى الدارسين المتخصصين لها بسبب وقوعهم تحت ضغها النفسى– بدون حتى محاولة التعرف على أو تتبع معانيها، ونتج عن تلك (اللعبة النفسية) التى لم تفهمها تلك الجماهير العادية، بما فيها القطاعات المتخصصة منها أيضاً إلا ربما قليلاً منهم، تشكيل وصياغة قوانين وإتفاقيات وقرارات دولية هامة، بل إستخدمت فى بث التصنيفات الفردية والجماعية والوطنية، كتعبيرات مثل: (البلطجية، الشبيحة، زنقة زنقة، الفلول، الدولة العميقة.. إلخ).

وذهب الأمر ببعض الخطابات السياسية الدولية إلى توجيه الأحداث الدولية توجيهاً مفرطاً فى إستخدام بعض العبارات الإصطلاحية، والتى لم يجهد أكاديميونا للأسف الشديد أنفسهم فى حينها وحتى وقتنا الحالى فى تتبع معانيها وأسرارها ومن يقف ورائها، وأمثلتها كثيرة فى الوقت الحاضر، بشكل سيدهش الجميع، مثل:

(الشرق الأوسط) (لتغييب الوطن العربى ومحو حدوده الحقيقية وإدخال أفغانستان وإيران وباكستان ضمنه، وهم حقيقةً ليسوا كذلك)، الحوار (لتبرير التلاقى بالإسرائيليين بدلاً من وضع تسوية حقيقية مجدولة زمنياً)، الإرهاب (لتغييب مفاهيم أخرى)، الإصلاح (لإمتصاص الثورة وإضاعة أمدها بوضع قائمة إصلاحات غير حقيقية)، السلام بدلاً من التسوية... إلخ).

ثالثاً: ملاحظتى الثالثة: فهمى التام للعقلية الإسرائيلية لأننى مكثت بينهم أكثر من (عشر سنوات) من عمرى منذ أن كنت شابة أكاديمية صغيرة فى العاصمة الصينية "بكين" تدرس وتؤلف كتاب تناقلته وتدرسه الآن أرقى وأكبر الجامعات الأمريكية والعالمية عن دراسة أوضاع (اليهود والإسرائيليين) فى الصين، وأكاديميوهم يعرفوننى جيداً.... فلتنصتوا لطرحى الآن أمام العالم لكم

فلنلاحظ جميعاً – وأنا أفهم تماماً تلك العقلية الإسرائيلية – لأننى مكثت أكثر من (عشر سنوات) من عمرى منذ أن كنت شابة أكاديمية صغيرة تدرس الدكتوراه فى العاصمة الصينية "بكين" تدرس وتؤلف كتاب تناقلته وتدرسه الآن أرقى وأكبر الجامعات الأمريكية والعالمية، فى دراسة أوضاع (اليهود والإسرائيليين) فى بكين، وفهم عقليتهم بشكل نفسى وأكاديمى ومهنى دقيق.

فمن هنا، سيصطدم الإسرائيليون – خاصةً الأكاديميون منهم لأنهم يعرفوننى جيداً - برأيى عندما أقول لهم أنكم قد إبتعدتم عن مصطلح (التسوية السياسية) وقدمتم بدلاً منه (التطبيع السياسى) و (الحوار السياسى)، إلخ هذه المصطلحات. وأنتم بذلك مازلتم تمارسون (نفس اللعبة السياسية والنفسية القديمة)، بتهربكم من (وضع مصطلحات دقيقة أكاديمية) إلى أخرى تناسب الواقع السياسى أو المعاصر الذى تبغونه.

لذا، فأنا أقترح وضع مصطلح (التقارب العلنى الإماراتى – الإسرائيلى)، ربما كوصف أدق – وفقاً لوجهة نظرى التحليلية – كأفضل من مفهوم أو لفظة (التطبيع) التى أرفضها كأستاذة علوم سياسية أكاديمياً، وإن كنت مثل غيرى والحقيقة تقال – أرددها دوماً – شعبياً وجماهيرياً مثلى مثل الجميع، كمعنى كبر معنا وأنا من (مواليد جيل الثمانينيات)، فلم أجد مصطلحاً آخر حقيقةً غيره، مع أن ترديده فى حد ذاته يعمل فى خدمة إسرائيل وأهدافها وتقبلها "نفسياً"، حتى من قبل المعارضين لها ولسياساتها. وربما كان هذا الطرح صادماً للجميع، وأنا أعلم ذلك جيداً.

صورة تبين غلاف كتابى وتبرز "تجنيد عدد من الشباب الصينى" فى جيش الدفاع الإسرائيلى


صورة تبين غلاف كتابى وتبرز نشره فى "معرض القاهرة الدولى للكتاب" فى يناير 2020


وأرجو من سيادتكم ومن الجميع (مشاهدة هذا الفيديو أدناه كاملاً لى كى تعلمون وكى تفهمون جميعاً كم عانيت، وكيف درست أوضاع اليهود والإسرائيليين فى بكين) فى كتاب عالمى وضع (على أرفف مكتبات كبرى الجامعات فى العالم والولايات المتحدة الأمريكية)، وأشكر تليفزيون وطنى الرسمى (نعم أشكر كل من سمح بنشر هذا الفيديو وتلك الحلقة كاملة)، لأننى كنت أشعر بأننى أكاد أكون أحلم، ورغم مضى المدة وفترة قبل أن يتاح الفيديو إلى العلن، كان قلبى معه يدق أملاً فى أن ينصفنى وطنى (وينشر ذات الفكرة مثلما فعلت معى بكين والسويد وواشنطن والعالم)، فإبتسمت وإبتسم الجميع، بأن مصر قد فعلتها مع أحد أبنائها، وأتاحت لهم نشر الفكرة، التى ستجدونها كاملةً عبر اللينك التالى:

https://www.youtube.com/watch?v=_j_yWHg9f4I

كما أنه إشترت نسخ من كتابى السابق عن: (تأثير مراكز الفكر الإسرائيلية والأقليات اليهودية فى الصين على الأمن القومى العربى) كبرى مكتبات الجامعات الأمريكية بالولايات المتحددة (7 جامعات أمريكية)، ووضعته فى مكتباتها للإطلاع العام من قبل الطلبة والباحثين الأمريكان، ونشرت معه (سيرة ذاتية تعريفية بى) على المواقع الرسمية لهذه الجامعات، وأكبر الجامعات الأمريكية (السبعة) التى أشترت وعرضت كتابى، هى: جامعات (ستانفورد، أوهايو، كولومبيا، نيويورك، بنسلفانيا، ميتشجان، يال)، ويمكن التأكد من ذلك فى مواقع الجامعات الأمريكية التالية:

https://searchworks.stanford.edu/view/13389871

https://www.worldcat.org/title/impact-of-israeli-think-tanks-and-jewish-minorities-in-china-on-arab-national-security/oclc/1126581709

وقبل ذلك، نشرت عدد من المواقع التركية، نبذة مختصرة عنى، وعرض لأبرز الأفكار التى تناولها كتابى السابق، ويمكن التأكد من ذلك فى المواقع التركية التالية:


https://www.yenisafak.com/en/columns/hayrettinkaraman/zionists-of-israel-are-now-trying-to-judaize-china-2047282?n=1

http://www.taghribnews.com/en/news/446191/tel-aviv-seeks-ancestors-revives-zionist-jewish-backgrounds-in-china-report

مع إعترافى الشديد وبكل شجاعة أدبية ممكنة – حتى أغلق عليكم هذا الباب تماماً – بأن أقرب أصدقائى سواء – على المستويين الشخصى أو المهنى الأكاديمى كخبيرة فى الشئون السياسية الصينية والآسيوية – هم يهود. وبأن أقرب صديق لى الذى أذكر إسمه دوماً بكل خير فى معظم كتاباتى وأكثر من يساعدنى أكاديمياً ومهنياً ويمدنى بالمراجع ويقوم بنفسه بالسهر لأيام وربما لشهور عديدة لمراجعة أبحاثى بالإنجليزية (لغوياً وأكاديمياً) بل (ومدى دوماً بأفكار جديدة أكتب عنها عن الشأن السياسى الصينى)، هو البروفيسور الدكتور (ديفيد جودمان) رائد الدراسات الصينية فى العالم، وهو أسترالى الجنسية فى السبعينيات من عمره، وله آراء قرأتها له بالصدفة عبر شبكة الإنترنت عن نقده لبعض (القوانين الإسرائيلية) مثل قانون (حق العودة لليهود من حول العالم إلى إسرائيل)، وهى (نفس الفكرة التى إنتقدتها فى كتابى المنشور عن إسرائيل واليهود فى الصين)، لأنه من غير المعقول أبداً – وفقاً لوجهة نظرى وللمنطق أيضاً - أن يرجع جميع اليهود إلى إسرائيل، فالموضوع شائك وكبير، وهو ليس موضوعنا الآن.

وحتى أكون أكثر إنصافاً فأن صديقى البروفيسور اليهودى الدكتور (ديفيد جودمان) يتحمل دوماً بنفسه مشاق العناية بى أكاديمياً وحتى شخصياً خاصةً فى أوقات أعنف الضغوط النفسية التى تمر بى، وكجزء من حرب باتت غير طبيعية تشن دوماً ضدى، فالشخص الوحيد الذى يقف دوماً بجوارى، والمسئولين الصينيين الرسميين يعلمون مدى عمق علاقتنا معاً هو البروفيسور العملاق (ديفيد جودمان)، وهو يشغل الآن كما ذكرت فى كتابات سابقة لى منصب (نائب رئيس جامعة شيان جياوتونغ - ليفربول) الشهيرة فى مدينة (سوتشو) الصينية، وهى فرع من جامعة (ليفربول) الإنجليزية الشهيرة، أسسها الصينيون فى مدينة (سوتشو) الصينية، وقاموا جميعاً بإختيار البروفيسور العملاق صديقى الرائع رائد الدراسات الصينية فى العالم (ديفيد جودمان) كنائب لرئيس الجامعة لفرع جامعة (ليفربول) الإنجليزية فى الصين.

Prof.Dr.David Goodman, Vice President of "Xi'an Jiaotong-Liverpool University” (XJTLU), Suzhou- China

رابعاً: ملاحظتى الرابعة: تلاعب إسرائيل باللغة (سياسياً) فى مواجهة العرب، والخلط فى المستوى بين (الصراع والنزاع)، وكيف مارست إسرائيل علينا جميعاً لعبة (التوافق الإنزياحى) النفسية بدون رأى أو خبرة منا، وبدون أن ننتبه لذلك؟ (وإعطاء أمثلة حقيقية لذلك)

لقد وجدت عدداً متاحاً من الأمثلة توضح (لعبة اللغة الإسرائيلية) من خلال المحاضرة (الخامسة عشر)، بعنوان (لغة الخطاب السياسى: المشكلة والحل)، والتى ألقاها الدكتور "وليد عبدالحى" لطلبته فى جامعة اليرموك ببغداد، يوم الخميس الموافق 21 نوفمبر 2013. حيث أخذت من محاضرته السابق الإشارة إليها بعض الأمثلة الدالة على ذلك.

والمثال الذى تعلمناه جميعاً من الإسرائيليين – كمثال على ما أقول - وبشأن تلاعبهم باللغة (سياسياً فى مواجهة العرب) هو التفاوض وخداع اللغة (هل اللفظ هو: أراض عربية أم الأراضى العربية فى قرار مجلس الأمن رقم 242 الخاص بالصراع العربى الإسرائيلى)، فلقد تمسكت بإسرائيل بمصطلح (الأراضى العربية) لأنه يعنى أنها كلها لهم، ولم تتحمس لمفهوم (أراضى عربية) لأنه يعنى إقتطاع جزء صغير منها، وإعطائه لإسرائيل، وهو ما يقع لغوياً فى باب (مفردات الوصف وكيفية إدارتها وإستغلالها سياسياً)، وهو ما يفتح الباب أمام وجود (مشكلة حقيقية فى قواعد الترجمة عندما يتعلق الأمر بتفاوضنا مع إسرائيل) سواء فى المفاهيم (هناك فرق فى المستوى بين الصراع (conflict) والنزاع (dispute)، أو فى الإتفاقيات الدولية التى تعد بلغة غير عربية وينص فيها على المرجعية اللغوية عند الإختلاف على المعنى (فإتفاقية كامب ديفيد تنص على أن اللغة الإنجليزية هى المرجعية عند الخلاف على معنى مصطلح معين فى الإتفاقية).

نفس الأمر، لو إستخدمناه فى (التنبؤ ومفرداته)، وهنا لا نكون بالضرورة معنيين بالدقة التقنية فى التنبؤ، بمقدار العناية بالمدلول الآنى أى الحالى، (مثل تصريح وزير الخارجية الروسى "لافروف" حول إحتمالات الحرب الأمريكية السورية فى 30 -8-2013)، إذ قال: "لن ننجر لحرب مع أحد"، فهو هنا يفتح الطريق للولايات المتحدة لإحتمال إعادة النظر فى موقفها، لأنه لو قال "سنقف إلى جوار سوريا فى الحرب" لزاد الموقف الأمريكي تعقيداً، لأن التراجع الأمريكى سيبدو وكأنه "تحت الضغط الروسى"، وهو ما سيعيق التراجع بدلاً من أن ييسره، كما أن التصريح يعنى أن روسيا ليست دولة عدوانية، وأنها دولة قوية قد يؤثر موقفها فى نتائج الحرب، وقد تعنى أنه يتحلل من إلتزاماته مع سوريا... إلخ.

وإستطعت كباحثة جمع عدد كبير جداً من خطابات سياسية قديماً وحديثاً عربياً ودولياً، تم فيها ممارسة لعبة (التوافق الإنزياحى) علينا جميعاً بدون رأى أو خبرة منا، وربما كان مناسباً أن أخصص لها بحث دولى منفرد، وأرحب بكل من يشاركنى الفكرة من باحثين وأكاديميين خاصةً من (أقسام علم النفس) المختلفة، لأن لدينا (تقاطع وتشابك أكاديمى يعرف بعلم النفس السياسى) او علم الإجتماع السياسى، أو تأثير الألعاب الرياضية فى صياغة قرارات سياسية، أو الإعلام السياسى، أو الإستراتيجيات العسكرية والقومية، وهى فى تخصصات كليات الآداب، التربية الرياضية، الإعلام، الكليات الحربية والعسكرية على التوالى. مع ما أضيف إليها حديثاً من (ترابط بين علم الطب والسياسة بعد جائحة كورونا)، بمعنى: أدى إنتشار فيروس كورونا إلى عمل دراسات وأبحاث جديدة (تجمع بين الطب والسياسة) لم يتطرق إليها دولياً من قبل مثل: (تأثيرات تفشى الأوبئة والفيروسات والأمراض سياسياً على العلاقات بين الدول)، وتأثيراتها سياسياً، مثل:

(حظر السفر، الحجر الصحى، محاولات بعض الدول المتناكفة أو المتصارعة سوياً إثبات أن غلق حدودها فى مواجهة دول أخرى تم بسبب إنتشار أمراض وفيروسات بها – للتقليل من شأنها أو نفوذها - أو لضرب قطاع السياحة بها). ومن هنا، وجدنا أنفسنا فجأة كدارسى وخبراء علوم سياسية فى مرحلة تشابك كبير للغاية بين قطاعات ومجالات عديدة ومختلفة لم نكن نسمع عنها من قبل، بالشكل الذى ذكرته.

خامساً: ملاحظتى الخامسة: حلمى الشخصى الذى أنقله إلى (القيادة السياسية) بضرورة الإهتمام بـــ (دراسات المستقبل فى أقسام وكليات العلوم السياسية) المختلفة، وأعرفكم على أخطر وأهم أسلوب أو منهج مستقبلى عرفته مصادفةً (السلاسل الزمنية المتطورة) بكل ما تقوم عليه (الدراسات والتحليلات المستقبلية الأمريكية والغربية وحتى الصينية) الدقيقة أو شبه الدقيقة منها، وعدم وجود بحث سياسى أو إقتصادى مصرى واحد يقوم عليها بعد مراجعتى لذلك (مرفقاً لكم لينك شرح لكيفية إستخدام باحثين صينيين له)

ما أود التأكيد عليه هنا، وأتمنى أن تشاركنى (القيادة السياسية) الرأى فيه هو ضرورة الإهتمام بدراسات المستقبل فى أقسام وكليات العلوم السياسية المختلفة، أو ما يعرف بالإنجليزية بإسم (فيوتشرولوجى)

Futurology

خاصةً أننا نعيش فعلاً ما بعد (جائحة كورونا) عصر التحولات الرقمية، ولا يمكن أن تدور الدائرة للخلف مرة أخرى. فنحن فى حاجة لتخصصات تكنولوجية وعلمية جديدة تناسب صناعة المستقبل، وأؤكد على المستوى الشخصى حلمى بإفتتاح (مراكز أبحاث ووحدات تحليل مستقلة وداخل جامعاتنا فى أقسام العلوم السياسية للتنظير لدراسات المستقبل)، لقد لمعت عينايا منذ فترة وأنا أقرأ بحث متطور أكاديمياً) بإستخدام أسلوب أو منهج (السلاسل الزمنية المتطورة). أو ما يعرف بإسم)

Developed Time Series

 

وكنت أبحث عن أى باحث مصرى متخصص فى الإحصاء أو الرياضيات كى يشرح لى ما صعب على فهمه فى شرح (أسلوب أو منهج السلاسل الزمنية بكل ما تقوم عليه الدراسات والتحليلات المستقبلية الأمريكية والغربية الدقيقة أو شبه الدقيقة)، بعد أن بدأت مذاكرتها بالفعل، أنها طريقة جديدة للتفكير العلمى والمنهجى التنبؤى، لدراسة (التحليل المستقبلى فى علم السياسة والإقتصاد) وغيرها. فمازال حلمى الشخصى أن أعيد (صياغة الدراسات المستقبلية) فى أوطاننا العربية، ودراسة مناهج وأساليب علمية وإحصائية ورياضية متقدمة، وربطها بعلم السياسة، وعمل مدرسة دولية متفردة بى لدارسى العلوم السياسية حول العالم، لأننى يقيناً أدركت أن (التحليل المستقبلى) هو الأهم، والأهم نحن فى حاجة لــ (تطوير أدمغة أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات بما يناسب فن صناعة وتحليل المستقبل) وكسر حاجز أو هاجس الخوف بداخلهم، لأن والدى – رحمه الله – كان مثل كل الآباء فى أوطاننا معترضاً على ما سببته له من مشاكل فى حينها بدراستى وكتابتى لأوضاع اليهود والإسرائيليين فى الصين وأنشطتهم هناك، وتأثيرها المستقبلى على الأمن القومى العربى، ولو كان والدى الآن على قيد الحياة لشاركنى تلك الفرحة الغامرة التى أشعر بها بشراء أكبر الجامعات الأمريكية والعالمية لنسخ من كتابى، وإتاحته للإطلاع العام لدارسيها وباحثيها فى جامعاتها ومكتباتها، مع وضع نبذة عنى بإعتبارى مؤلفة هذا الكتاب الخطير والهام الذى دعونى رسمياً فى (جامعة لوند) السويدية لتأليفه.

 

فكم قليلة هى (الدراسات المستقبلية) فى أوطاننا، فنادراً ما نجد دراسة كاملة تعتمد فى مخرجاتها فقط على (أسلوب التحليل المستقبلى)، وتكاد تكون مستحيلة وجود دراسات تعتمد على مناهج (السلاسل الزمنية) كما طورها الباحث الأمريكى (ليورد) وشرح كيفية إستخدامها للتنبؤ بالمستقبل سياسياً وإقتصادياً وكيفية عمل رسومات وجداول وتحليلات زمنية للتنبؤ بمستقبل الظاهرة الخاضعة للدراسة على مدى عدة مراحل زمنية تبدأ مثلاً من خمس أو عشر سنوات حتى ما بعد خمسين عاماً.

 

ولعل ما لفت نظرى على المستوى الشخصى والأكاديمى لأسلوب (السلاسل الزمنية، وكيفية تطبيقه ومدى قدرته الفائقة على التنبؤ بالمستقبل تجاه أى ظاهرة سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية كانت)، هو أننى منذ أقل من شهر سابق كنت أكتب ورقة بحثية تحليلية عن (تأثير التطور الملاحى والشحن البحرى فى الصين وربط موانئ الصين بالعالم على سياسات الصين المستقبلية نحو العالم).

وفجأة توقفت تماماً عند بحث صينى خطير ومعقد للغاية لم أفهمه فى حينها – ومازلت عاجزة عن فهم كافة تعقيداته - لباحثان صينيان من (هونغ كونغ ومكاو) كتبا بحثاً نادراً للغاية – لم أعثر له صراحةً على بديل أو شبيه فى دقته وقمة ذكائه - عثرت عليه مصادفةً قد سبقنى فى تلك الدراسة بإستخدام مناهج (السلاسل الزمنية الإحصائية) للباحث (ليورد). ومن وقتها وأنا (فرغت وقتى تماماً وجهدى لفهم أسلوب السلاسل الزمنية، لتطوير أبحاثى السياسية من خلاله، لأنه قطعاً يستحق ذلك الجهد الذى بذلته ومازلت أبحثه من أجل تعلمه). وأرسلت لجميع الباحثين والخبراء كى أجد أحداً منهم يخصص لى جزءاً من وقته ويشرح لى ما صعب على فهمه فى (أسلوب السلاسل الزمنية وكيفية تطبيقه فى أبحاث المستقبل السياسية)، وللأسف لم أجد أحد المهتمين لذلك.

 

وأنا أعتبر أن أفضل وأصعب بحث تم تطبيقه على (السلاسل الزمنية المتطورة لفهم المستقبل) هو البحث الصينى للباحثين الصينيين من (هونغ كونغ ومكاو). ومازلت أتمنى أن أجد أحد المتخصصين رياضياً وإحصائياً لشرحها لى. ويمكنكم الإطلاع على هذا البحث الذى أرسل لكم اللينك الخاص به، لفهم هذا التعقيد الشديد فى طريقة (ربط السلاسل الزمنية للتنبؤ بالصناعة الملاحية المستقبلية فى الصين، وعمل نتائج وتنبؤات متقدمة حوله وربطها بالمستقبل)، ولكى تصدقوننى الرأى فى أنه واحداً من أشد البحوث تعقيداً. والبحث بعنوان:

(التنمية الإقتصادية البحرية فى الصين: مراجعة الإتجاه المستقبلى وإنعكاسات الإستدامة)، للباحثين

(واى مينج تو) و (بيتر كى سى لى). على الرابط التالى:

China’s Maritime Economic Development: A Review, the Future Trend, and Sustainability Implications

 

file:///C:/Users/User/Desktop/sustainability-10-04844.pdf

لذا، فخطتى القادمة هى أننى قد بدأت (فعلياً) فى مراسلة أكاديميين وجامعات أمريكية وعالمية، كى أعثر على أكاديمى واحد يشرح لى فقط الفكرة حتى يمكننى تطبيقها سياسياً فى المقام الأول فى أبحاثى المستقبلية فى مجال تخصصى حول (علاقة الصين بالعالم وبالمنطقة ومستقبل التنافس بين ةاشنطن وبكين وفق مؤشرات وسلاسل زمنية مستقبلية موضوعية)، لأننى وجدت صعوبات وتعقيدات من أجل عمل تطبيقات (سلاسل مسح زمنية) متطورة تناسب تحليلاتى السياسية المستقبلية، وآمل فى أن أعثر قريباً على باحث متخصص فى هذا الشأن. لأننى كلى ثقة بأن (عقارب الساعة من المستحيل أن ترجع إلى الخلف مرة أخرى)، لأن المستقبل الآن هو كل ما يهم العالم بدون الخوض فى تجارب من الماضى (يصعب البناء حولها مستقبلياً).

وسأحاول تجميع عدداً أكبر من الأبحاث النادرة التى وجدتها متاحة على شبكة الإنترنت بالفعل لباحثين أمريكان وصينيين عن رسم المستقبل بإستخدام أسلوب السلاسل الزمنية، الذى وجدت صعوبة على المستوى الشخصى فى فهمه بمفردى، كى (أرسله لزملائى الباحثين المهتمين بهذا الشأن، والذين ربما يشاركوننى نفس حلمى على المستوى الشخصى الذى أرفعه إلى مستوى الحلم الوطنى للأجيال القادمة)، بأن تتاح لها ظروف بحثية وأكاديمية أفضل، للتنبؤ بعجلة المستقبل.

 

سادساً: قراءة فى نتائج زيارة "مايك بومبيو" إلى المنطقة ولقائه بعدد من القادة العرب

 

أتت زيارة وزير الخارجية الأمريكى (مايك بومبيو) ولقائه برئيس الوزراء الإسرائيلى (بنيامين نتنياهو) فى وقت بالغ التعقيد فى المنطقة، خاصةً بعد (إتفاق السلام الإسرائيلى – الإماراتى). ومن هنا، فإن هناك ملفات هامة لم تناقش، من أبرزها، وماذا بعد السلام الإماراتى مع إسرائيل؟ بمعنى، العمل على محاور المستقبل من قبيل:

1) فتح سفارة إماراتية فى تل أبيب والعكس، أم سيتم الإقتصار على فتح مكاتب ممثلية لكلا الطرفين.

2) بخصوص صفقة طائرات (فـــــ ٣٥) التى تطلبها الإمارات من الولايات المتحدة الأمريكية، ربما كانت أحد جوانب زيارة مناقشات (بومبيو) خلال زيارته للمنطقة.

 

سابعاً: هل ستنسق الإمارات مواقفها بخصوص دورها فى القضية الفلسطينية مع (مصر والأردن) بكل ما لهما من خبرة طويلة فى فن وكيفية التعامل مع الجانب الإسرائيلى، وهل ظهرت بالفعل مؤشرات لذلك؟

إن السؤال الأهم بالنسبة لى وللمراقبين والمحللين حول العالم، هل ستلعب الإمارات دوراً مهماً فى المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين؟ ودخولها كوسيط لحل أزمة المستوطنات وغيرها من القضايا العالقة بين الجانبين، بل و (هل ترى ستنسق الإمارات مواقفها بخصوص القضية الفلسطينية مع (مصر والأردن) بكل ما لهما من خبرة طويلة فى فن وكيفية التعامل مع الجانب الإسرائيلى، وهل ظهرت بالفعل مؤشرات لذلك)؟.

 

وأنا على المستوى الشخصى، مازلت أسمع فى الأصداء من أطراف غربية كلام غريب، عن: هل ستسحب الإمارات البساط من تحت (مصر والأردن) كوسيط حقيقى للسلام، وكثالث طرف عربى يقيم السلام مع إسرائيل؟، وربما كانت أكثر طرف عربى منفتح (شعبياً) مع الجانب الإسرائيلى، وبالتالى، فالقفز من (التطبيع السياسى) إلى عمل أنماط أخرى من (التطبيع الشعبى) بين شعبى الإمارات وإسرائيل؟. وهو ما تابعته بشدة على (الموقع الرسمى لوزارة الخارجية الإسرائيلية) بإتصال فتاة إسرائيلية (عشوائياً) برقم إماراتى تخبره عن مهاتفته من داخل إسرائيل، وتطلب رأيه فى تطبيع العلاقات بينهم، وهو ما لاقى ترحيباً شديداً من الطرف الإماراتى. ولا أعتقد - أيضاً على المستوى الشخصى - أن هذا الأمر يمكن أن يكون بنفس ردة الفعل الشعبية المصرية أو الأردنية إذا ما حدث نفس الإتصال الإسرائيلى.

 

كما أن تعمد وزير الخارجية الأمريكى (مايك بومبيو) زيارة (السودان والبحرين وسلطنة عمان)، بإعتبار أنهم أكثر دول عربية (مرشحة) لتدشين إتفاق سلام مع الجانب الإسرائيلى أيضاً له دلالة كبيرة فى المنطقة.

 

حيث تعمد وزير الخارجية الأمريكى (مايك بومبيو) فى ختام زيارته للشرق الأوسط بزيارة (سلطنة عمان)، وتطرق خلال زيارته لهم لعدد من الملفات أبرزها (التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل والتهديد الإيرانى للمنطقة). وبالتالى، فمع تعمد الجانب الأمريكى والإسرائيلى أيضاً التركيز خلال (صحفهم ووسائل إعلامهم) التركيز على الزيارة، وما شملته ملفات ونقاط تتعلق فقط بـــــ (التطبيع بين إسرائيل والعرب، والإنفتاح العربى الآن على إسرائيل)، فأنا أعتقد أنها كلها ملفات هامة الهدف منها (تهيئة العرب نفسياً) لتقبل الجانب الإسرائيلى والعمل معه لإرساء أسس جديدة للسلام فى المنطقة فيما يعرف ب (العهد الجديد) للعلاقات الدولية.

ثامناً: كيف إستغل الجانب القطرى قطع علاقاته مع دول إتفاقيات السلام مع إسرائيل (مصر، الأردن، الإمارات)، من أجل لعب (دور الوساطة منفرداً) بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟، ولفتى أنظار العرب إلى زيارة (محمد العمادى) رئيس (اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة) إلى تل أبيب (فعلياً)، بعد زيارته لقطاع غزة خلال زيارة (بومبيو) للمنطقة، فهل ألتقى العمادى مع بومبيو سراً فى تل أبيب؟

 

ربما ما كان أخطر ملف لم تتنبه له الدول العربية التى تبنت (إتفاقات سلام مع الجانب الإسرائيلى، كمصر والأردن والإمارات) هو (إستغلال الجانب القطرى قطع علاقاته مع دول إتفاقيات السلام مع إسرائيل)، من أجل لعب (دور الوساطة منفرداً بين الإسرائيليين والفلسطينيين)، فلو إنتقلنا لملف التصعيد الأخير بين (قطاع غزة وإسرائيل)، فقد إستغلت الدوحة إنشغال دول المنطقة، ودخلت كلاعب فى هذا الملف، مع محاولة قطر إستكمال دورها كوسيط فى محاولة لإحتواء التوتر وتثبيت (التهدئة بين إسرائيل وقطاع غزة)، من خلال رئيس (اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزةمحمد العمادى)، الذى توجه (فعلياً) إلى تل أبيب، بعد زيارته لقطاع غزة. ولفتت قطر الأنظار إلى مقابلة وسيطها للسلام (العمادى) فى قطاع غزة مع عدداً من (قادة حركة حماس)، ومحاولة التهدئة لإستعادة الهدوء بينها وبين إسرائيل. وحمل العمادى من الجانب القطرى مبلغ حوالى (ثلاثين مليون دولار) كمساعدة مالية تقدمها الدوحة شهرياً لقطاع غزة. ومن هنا فالأمر ليست بتلك السهولة والإنسيابية فيما يتعلق بالأطراف العربية الفاعلة والمطبعة مع إسرائيل.

 

بمعنى أن إسرائيل وحركة حماس كلاهما يبحث عن مصالحه فى المقام الأول، إسرائيل تريد التطبيع وفتح علاقات مع الجميع، وحركة حماس ترحب بالأموال القطرية، وقطر تريد لعب (أدواراً إقليمية) على حساب (مصر، الأردن، الإمارات العربية المتحدة). ومن هنا، فالمعادلة متشعبة ومعقدة وكبيرة، فى ظل بحث كل طرف من أطراف المعادلة العربية على دور فاعل له فى المنطقة، وترحيب إسرائيل - وفقاً لمصالحها بالجميع - وعدم إغلاقها الباب فى وجه أحد.

 

تاسعاً: تحليلى الأهم، الذى أنقله للصينيين، وللوبى اليهودى فى واشنطن، وللجانب الإسرائيلى فى (تل أبيب) أمام العالم (لإرتباطهم جميعاً به، فهل يقبلوا الصفقة)؟ / وأعلم أنه ربما سيثير ضجة عالمية

ويبقى تحليلى الأهم، الذى أنقله للصينيين، ألا وهو، فمادام كل طرف فى تلك المنطقة يبحث عن مصالحه فيها بهذه الكيفية والطريقة التى شرحتها لكم، فلتدخل (الصين) إذاً كطرف وسيط للسلام بين (إسرائيل والعرب)، خاصة مع ترحيب الجميع بالصين وتخوفهم من تلك الحسابات الأمريكية المعقدة والمتشابكة، فالصين فى حاجة لدعم (اللوبى اليهودى فى واشنطن) لها، لمساعدتها فى إدارة ملف علاقاتها مع واشنطن، ومن هنا، فيجب أن تدخل الصين كطرف فاعل للوساطة فى المنطقة بين الدول العربية وإسرائيل، لتقربب وجهات نظر الطرفين فى بعضهما البعض.

 

وهذه هى أخطر نقطة ألفت إليها الإنتباه والأنظار، لأن مفتاح عمل الصين فى المنطقة والعالم بات بيد واشنطن، ومع تزايد الخلافات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، بات البحث عن صديق للصين يذيب الثلج بينها وبين واشنطن، والوسيط أو الصديق الأقرب لذلك هو (إسرائيل)، ومن هنا، فإن دخول الصين وربما روسيا أيضاً على خط الوساطة (الإسرائيلية - العربية) سيخدم بالطبع الصين فى كيفية إدارة علاقاتها مع واشنطن خاصة ما بعد (جائحة كورونا)، أو فى عالم ما بعد أزمة (كوفيد- 19).

 

ومازالت المناورات بين بكين وواشنطن فى المنطقة مفتوحة، ومازالت إسرائيل منفتحة دوماً مع الجميع، ومازالت الصين متطلعة للعب دور تحاول واشنطن تحجيمه.

 

لذا، تبقى المحصلة النهائية هى (الرهان على المستقبل) بكل ما يحمله ذلك من إنطباعات سواء تعمل لصالح أو ضد طرف ضد آخر، وذلك وفقاً للتحليل النهائى الذى خلصت به.

عاشراً: تداعيات (إتفاقيات التطبيع أو السلام الإماراتى - الإسرائيلى) على مجمل علاقات الصين مع دول المنطقة

لم يرد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "تشاو ليجيان" صراحةً على سؤال طرح عليه حول وجهة نظر الصين الرسمية تجاه (التطبيع بين إسرائيل والإمارات)، مع تأكيده بشكل عام على دعم الصين الثابت لحق الفلسطينيين فى تقرير المصير.

ومن خلال متابعتى الدقيقة لردود الفعل الصينية، نجد أن ردود فعل الصين الحذرةحتى الآن تعكس إلتزامها بموازنة العلاقات المهمة مع جميع القوى الإقليمية الكبرى فى المنطقة، وعلى رأسهم (إيران حليفتها الإستراتيجية، إسرائيل وعلاقتها القوية بها للإستفادة من مجال التكنولوجيا المتقدمة ولمواءمة علاقاتها مع واشنطن من خلالها، وأيضاً تركيا مع أهميتها لمحور الحزام والطريق الصينى).

وتكشف أيضاً عن حالة تردد لديها بشأن تداعيات إتفاقيات التطبيع الإماراتى - الإسرائيلى على مجمل علاقاتها مع دول المنطقة. خاصةً مع وجود (تسريبات) بأن (الإتفاق الإسرائيلى - الإماراتى) يتضمن خططاً لـــ (تحالف أمنى بحرى واسع النطاق تقوده أمريكا) العدو اللدود للصين.

ولو صح هذا (التحالف أو الحشد البحرى الأمريكى - العربى - الإسرائيلى) سيتم دعمه بالتأكيد من قبل (الخليج العربى) التى تعتبر (إيران عامل التهديد الأول لها فى المنطقة الآن)، خاصةً مع تنامى التخوفات الخليجية من (التأثيرات السلبية) لوجود إيران (وتأثيرها السلبى على أمن الخليج العربى وطرق الملاحة فيه)، وهذا هو ما ستحاول واشنطن إستغلاله واللعب عليه وفقاً لمصالحها، لإضفاء (الطابع الرسمى على التعاون مع الدول العربية وخاصةً الخليجية فى مجال الأمن البحرى)، واللعب على وتر (مكافحة التهديدات الإيرانية لطرق الإمداد الحيوية)، وهو ما إستغلته واشنطن العام الماضى أيضاً مع (الهجمات الموجهة ضد خطوط أرامكو) السعودية.

الحادى عشر: الهدف غير المعلن لواشنطن من تبنى (إتفاقية السلام الإماراتى - الإسرائيلى)

إن (الهدف ربما غير المعلن لواشنطن) هو تأسيس (تحالف إستراتيجى فى المنطقة البحرية شرق المتوسط تدخل فيه إسرائيل طرفاً بدعوى خشيتها من النفوذ والتمدد الإيرانى)، وبالتالى سيؤدى إلى إختناق وشل حركة كلاً من (الصين وإيران) وتحركهما الحر فى عدداً من المضائق البحرية الهامة، مثل (مضيق هرمز وتأثيره على الخليج العربى، ومضيق باب المندب وتأثيره على الحدود البحرية اليمنية ومنطقة القرن الأفريقى والأمن القومى المصرى نظراً لوجود محور قناة السويس) ومرورها من خلاله. وربما وفق توقعى الشخصى، أن الفترة المقبلة ستشهد عدداً من (التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة) بين واشنطن وإسرائيل والإمارات وكافة دول المنطقة بدعوى التدريب على (حفظ خطوط الملاحة البحرية) والتصدى للنفوذ والتدخل الإيرانى فى هذا الشأن.

الصين بالطبع قلقة من (تداعيات الصفقة على التوازن العسكرى) ضد إيران، وبالرغم من ترحيب الصين بـــ (التنسيق الإسرائيلى - الإماراتى ضد تركيا فى شرق البحر الأبيض المتوسط​​)، إلا أن بكين غير متأكدة من تأثير إتفاق التطبيع على الإستقرار وإنعكاساته المحتملة على (المصالح الإقتصادية الصينية) فى الشرق الأوسط.

إلا أن التصور أن سعى الولايات المتحدة بنشاط للإستفادة من إتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، ربما يعمل على عرقلة مصالح مبادرة (الحزام والطريق الصينية) فى مناطق (الشرق الأوسط والقرن الأفريقى وشرق البحر المتوسط)، وهى نفس مناطق نفوذ بكين فى إطار المبادرة. على الرغم، من سعى الصين (لعمل تحالف وحشد عربى وخليجى آخر مواز ومضاد ضد واشنطن فى شرق المتوسط) مع ترحيبها العلنى بتعزيز (المحور الإسرائيلى - الإماراتى) كرادع ضد التوسع التركى فى (شرق المتوسط)، بما يؤثر سلبياً على (خطة الصين للحزام والطريق).

ومما يؤكد وجهة نظرى فى هذا الشان، فيما يتعلق (عمل الصين حشد مواز ضد واشنطن)، هو (حالة التقارب الصينى - الإيرانى - السورى - الحوثى فى اليمن مع تنظيم "حزب الله" اللبنانى بعد إنفجار مرفأ أو ميناء بيروت)، مع دخول بكين وبقوة على خط دعم الإقتصاد اللبنانى وإعادة تطوير بيروت، ودعم تنظيم (حزب الله السياسى) فى لبنان، فضلاً عن الدعم والتقارب (الصينى - السورى) لصالح نظام (بشار الأسد) بمساعدة القوات الجوية الروسية. ومن هنا، تشعر الولايات المتحدة وإسرائيل بقلق من (الشراكة الإستراتيجية بين الصين وسوريا وحزب الله وإيران) بما يكفى لتمهل واشنطن وإسرائيل كثيراً قبل الإقدام على خطوات "غير محسوبة" للإضرار بمصالح الصين وحلفائها السابق الإشارة إليهم فى المنطقة. وربما دفع ذلك الأمر (مايك بومبيو) وزير خارجية "ترامب" للتهكم بأن (الصين قد وضعت أموال الحزب الشيوعى الحاكم لديها فى أيدى إيران وحلفائها فى الشرق الأوسط، وبالأخص حزب الله والمتمردون الحوثيون فى اليمن). وهو أمر له مغزى عميق على الرغم من تهكمه وسخريته من ذلك الأمر.

وربما أن هناك (فرضية صينية بأن ما يحدث هو جزء من تسريبات وربما ترجمة حرفية وحقيقية لما أعلن عنه سابقاً فى صفقة القرن الأمريكية)، بكل ما تعنيه من سلبيات للصين على غرار (مشروع مارشال) الأوروبى لإعادة إعمارها بعد الحرب العالمية الثانية، مما (يهمش الدور الصينى فى المنطقة ويعيقها عن تنفيذ مشاريعها) وإستكمال مبادرة الحزام والطريق.

الثانى عشر: إحتمالية الرد الصينى على اللعبة الأمريكية بعمل (تحالف عربى وإقليمى مواز) ضد واشنطن

لعل مما يعزز وجهة نظرى بشأن (إحتمالية الرد الصينى بعمل تحالف عربى وإقليمى مواز ضد واشنطن)، هو (تصاعد التوترات بين الصين وتركيا بسبب تدخلها العسكرى لدعم الحكومة الليبية، وبشأن تعامل وتدخل الرئيس رجب طيب أردوغان الدبلوماسى مع ملف مسلمى الأيغور فى الصين) بإعتبارهم مجموعة عرقية تركية وهو ما تنفيه حكومة بكين بشدة.

وفى إعتقادى الشخصى، فإن (أسوأ سيناريو يمكن طرحه، وفى حالة فوز ترامب بفترة رئاسية ثانية) هو وضع (دول الخليج العربى والمنطقة بين خيارين: الولايات المتحدة أو الصين). وهو ما يعنى خسارة الإمارات العربية المتحدة – فى حال وقوفها مع أمريكا وإسرائيل ضد الصين – أكثر من (أربع آلاف شركة صينية) تعمل على أراضيها، نفس الشئ فى كافة الدول العربية بل والأوروبية أيضاً، مع الوضع فى الإعتبار أن لقب دبى بالنسبة للصينيين والعالم هو "هونغ كونغ الشرق".

ومما يزيد الأمر صعوبة هو (وقوع معظم الشركات الصينية في المنطقة الحرة بجبل على فى الإمارات) التى تدير موانئ دبى العالمية، والأهم وفق تحليلات سابقة لى هو أن (ميناء جوادر الباكستانى كجزء مهم من مبادرة الحزام والطريق الصينية فى مواجهة ميناء جبل على الإماراتى) مرشح لأن يسحب البساط والإستثمارات ويقيد النمو والحركة الإماراتية، بإعتبار جوادر الباكستانى يقع وفق خطوط تماس إستراتيجية هامة لربط المنطقة كلها بآسيا وربما بأوروبا، وهذا هو الملف الإقتصادى الأهم الذى دوماً ما تتخوف منه الإمارات المتحدة فى علاقاتها مع الصين، ومحاولتها مد أواصر الصدافة مع (إسلام أباد) للوقوف على ما تم إستكماله من مشروع (جوادر الباكستانى) مما يرشحه كمحور هام لسلاسل التوريد الصينية للمنطقة وحول العالم خاصةً حلفاء وأصدقاء بكين. وبالتالى فالإمارات لن تقدم على (خطوات كبيرة) كهذه لإختيار التحالف مع واشنطن فقط كخيار وحيد مع (تعقد خياراتها المستقبلية)، وهو ما يجب أن تعمل له ألف حساب.

الثالث عشر: هل ترغب إسرائيل والإمارات فعلاً فى عمل (تحالف مضاد ضد بكين فى المنطقة) تحقيقاً للرغبة الأمريكية؟

كما أننى - على الناحية الأخرى - لا أعتقد إطلاقاً بأن (إسرائيل نفسها ترغب فى عمل تحالف مضاد ضد بكين) مع وجود (آلاف الشركات الصينية فى تل أبيب) بما فيها تشغيل الصين لمينائى (حيفا وأشدود) الإسرائيليين، وهو ما كان سببباً حقيقياً فى خلافات عميقة مع الجانب الأمريكى لأمور تتعلق بالتجسس الصينى على حركة الملاحة الأمريكية فى المينائين، ومن هنا (يتفق الجانبان الإسرائيلى والإماراتى) بأن تنسيق مواقفهما والسلام المبرم بينهما (لا يجب أن يكون حساب إستعداء الصين من أجل مواءمة علاقاتهما مع واشنطن، والإضرار بإقتصاد الصين فى المنطقة وبمشروعها للحزام والطريق) مع إستفادة كلاً من الإمارات وإسرائيل نفسهما ضمنياً منه ومن المشاريع الصينية بالمليارات على أراضيهما، خاصةً أننى على المستوى الشخصى لا أتصور أن واشنطن قد قدمت (البديل) لحكومتى كلاً من إسرائيل والإمارات تعويضاً لخسارتهما – فى حالة إنسحاب الإستثمارات الصينية – منهما، وأنا كلى ثقة أن جميع من يقرأ تحليلى الآن يفهم جيداً الوضع جيداً ومتأكد أن واشنطن لن تدفع شيئاً مقابل أى مقابل.

الرابع عشر: هل تعد (نتائج إنتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة) سبباً كافياً لإفشال مخطط واشنطن بإنشاء تحالف دولى (عربى وخليجى) ضد الصين وربما تأجيله ومماطلة الدول فى الإنضمام إليه؟، وهل ستتغير قواعد اللعبة الأمريكية فى المنطقة فى حال فوز(جو بايدن) وخسارة "ترامب"؟

ولكن مازال الرأى النهائى وفق تصورى أيضاً، هو أن (إنتظار نتائج إنتخابات الرئاسة الأمريكية) المقبلة، هو بحد ذاته سبب كاف لإفشال خطط إنشاء التحالف الدولى بقيادة أمريكا ضد الصين. أو بتعبير أدق، تأجيله ومماطلة الدول فى الإنضمام إليه. قد تتخلى واشنطن عن فكرة هذا التحالف تماماً إن فاز (جو بايدن) – الذى صرح من قبل دخوله السباق الإنتخابى برغبته فى تدشين علاقات جيدة مع بكين وهو ما تراهن عليه قيادات الحزب الشيوعى الحاكم فى بكين - فى السباق الإنتخابى. وقد يقدم "ترامب" ذاته على خطوة تخليه عن فكرة (حشد العرب والعالم ضد الصين)، خاصةً مع تأكيد (عدداً من الدوائر المقربة من داخل البيت الأبيض بأن عداؤه للصين ربما كان ليس حقيقياً، بل بغرض الدعاية الإنتخابية فقط)، وربما لإستعطاف صوت الناخب الأمريكى للتصويت له فى الإستحقاق الرئاسى المقبل.

وحتى على جبهة (الإتحاد الأوروبى)، فإنه (لا يبدو لى وفق التحليل السياسى السليم أن هناك أفقاً مشجعاً أيضاً لدخول حلف أو حشد أوروبى مع الولايات المتخدة فى مواجهة ولمعاداة الصين). فقد يدعم فعلياً المساعى الأمريكية للضغط على بكين فى بعض الملفات، ودفعها نحو مزيد من التعاون فى ملفات سياسية وإقتصادية عدة. ولكن التصريحات الأوروبية الرسمية حتى الآن، تقول إن بروكسل تفضل لعب (دور الوسيط) من أجل إطلاق (حوار إستراتيجى بين بكين وواشنطن)، وهو ما يعزز (فرضية رفض أوروبا دخول صراعات بالنيابة) أو الوكالة أو الأصالة عن واشنطن لزعزعة مصالح بكين. خاصةً مع (إنقسام الإتحاد الأوروبى الآن على ذاته)، فمع دعم الصين لإيطاليا خلال فترة جائحة كورونا، ومع حالة (الإنقسام وعدم توحيد جبهة التكتل الأوروبى مع إنسحاب بريطانيا منه وعدم ثقة إيطاليا به وبحث ألمانيا وفرنسا عن مصالحهما الخاصة وزيارة الرئيس الصينى "شى جين بينغ" إلى باريس فى شهر مارس 2019)، كل تلك العوامل، يفترض معها أن الأمر سيزيد صعوبة لدى واشنطن فى خلق تحالف (عربى وربما دولى يبدأ بأوروبا ضد الصين) فى ظل تلك الظروف المتغيرة التى يعيشها العالم ما بعد (كوفيد-19).

 

كما أنه، إن كان هناك إحتمال لتخلى الأوروبيين عن الصين بشكل نهائى فلن يكون ذلك فى عهد الرئيس الأمريكى (دونالد ترامب). خاصةً أنه (لم يقدم شيئاً لحلفائه الأوروبيين) منذ وصوله البيت الأبيض، ورفعه شعار "أمريكا أولاً"، وبالتالى، فمع توجس الأوروبيين أنفسهم منه، فلن يقدم أحد على مساندة واشنطن فى مواقفها فى عهد (ترامب) الذى لم يقدم لأحد شيئاً يستحق الوقوف معه لأجله.

ومن هنا يبقى الرأى النهائى، بأنه على (إسرائيل والإمارات العربية المتحدة) أن يتعاملا بذكاء مع كلاً من الولايات المتحدة والصين، وعدم الدخول مع إحدهما فى عداء علنى، وهو ما ستوضحه الأيام المقبلة.

 

 

الخامس عشر: مقولة أختم بها كلامى (تناسب فهمى للماضى، ورسمى وبنائى نحو المستقبل)، وهذا جل أى أكثر ما يعنينى، وأترك كل واحد منكم لفهمه العميق لها بالشكل الذى يعنيه

أختم كلامى وتحليلى النهائى بمقولات تناسب فهمى للماضى، ورسمى وبنائى نحو المستقبل، وهذا جل أى أكثر ما يعنينى، وأترك كل واحد منكم لفهمه العميق لها بالشكل الذى يعنيه (سواء كانت أطراف عربية، أمريكية، إسرائيلية، صينية، آسيوية، أفريقية) وغيرها ستقرأ حتماً ما أرمى إليه، وتخضعه فوراً للتحليل كل على هواه وطريقته، أقول لهم فيها:

(إننا من أجل أن نعرف كيف يتحقق النصر، لابد أن ندرك كيف وقعت الهزيمة، ومن أجل أن نرسم طريق المستقبل لابد أن نعرف ماذا حدثاً يقيناً بالأمس، وما بنى فى عشرات السنين، لا تنتظر زواله بين غمضة عين وإنتباهتها، السنن الكونية تدل على غير ذلك، فكما أن هناك أركاناً للهدم، فهناك أسس أيضاً للبناء، وما شيدته الجاهليات المتعاقبة على مرور الأزمان ، إقتضى وقتاً ليس باليسير حتى هدمه الأنبياء والمصلحون وأقاموا مكانه بناءً راسخاً لا تهزه الرياح "فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً". صدق الله العظيم.


تابعو جهينة نيوز على google news