حاصد الارواح الاسود بين التصميم و التهور
جهينة نيوز -و كم من روح لقت حتفها بسبب الحوادث المرورية ، و كم من شخص اعيقت حركته او تسبب له حادث مروري بعاهه دائمه ، حتى اصبح الكثير مننا يلقب الطرق و الشوارع بحاصدة الارواح ، فما الحقيقة ؟ هل هناك اخطاء هندسة تسببت بذلك ؟ او ان عدم اللتزام السائقين بالقواعد المرورية كان السبب ؟
يعول الكثير مننا اسباب هذه الحوادث على طريقة تنفيذ المشاريع و ان هناك تقصيراً حكومياً حتى اوصلها البعض بتهمة الفساد ، فهل هذه الحقيقة كاملة ؟ او هناك سبب اخر ؟
من وجهة نظري حقيقة الامر ان هناك اخطاء مميته يرتكبها الكثير مننا على هذه الطرقات و التي قد تكون سبب في مقتل اسر و اشخاص ، و من هذه الاخطاء التي نراها جميعنا بشكل يومي هيا تجاوز الشاحنات الثقيلة على الطرقات السريعة و الطرق الرئيسية و عدم التزامهم بالاوقات المحددة لدخولهم داخل المدن ، و هذا الامر حتى و ان كان المشروع نفذ حسب المواصفة الهندسية بشكل كامل سيكون مميت و خطر و نسبة النجاة منه ضئيله لا قدر الله .
و من الاخطاء التي نراها ايضاُ بشكل يومي هي السرعات الجنونية التي نراها من بعض الشباب ، و الذي كان تبريرهم عند سؤالهم بعد رصد مخالفة مرورية بحقهم ان الطريق كان فارغاً و هذا يسمح له ان يقود بهذه السرعة ، لكن الحقيقة غير ذلك فالتصميم الهندسي اسس على سرعة تصميم محددة و الذي قد يختلف فيها كل من عرض المسرب ، و التعلية الاضافية للمنعطفات ( الزيادة في ارتفاع منسوب المنعطف لتقليل قوى الطرد المركزي ) ، و طبيعة استخدام الطريق و الشارع ، و ذلك يولد خطر على حياة الجميع حتى لو كان التنفيذ صحيح بشكل كامل ، و هذا لا يعني عدم احترام السرعات المحددة و السير بسرعة اقل مما هو محدد من قبل الجهات المختصة و ذلك يسبب عرقلة للحركة المرورية ، و عدم احترام المسارب و السير على المسرب الايسر ( مسرب التسارع ) بسرعات قليلة مما يسبب للسائق ارباك و قد يسبب بعض الحوادث المرورية ايضاً .
و من المشاكل الواردة ايضاً عدم التزام سائقي الشاحنات بالمسرب الأيمن مما يسبب لسائقي السيارات الصغيرة القلق و الخوف بسبب حركة الشاحنة المتموجه اتجاههم ، و تجاوز الشاحنات عن بعضهم البعض و الذي يعيق حركة السير و يسبب الحوادث .
و لا ننسى عدم التزام الكثير من سائقي الشاحنات و سائقي السيارات الصغيرة لتعاليم السلامة العامة داخل التحاويل المرورية و التجاوز داخلها مما يزيد من الحوادث لا قدر الله .
حصدت الطرقات و الشوارع ارواحاً كثيرة و من هنا أوضح أسباب عديدة و ممارسات خاطئة تسببت بالحوادث عدى عن التقصير في تنفيذ المشاريع من قبل المقاولين و الحكومة ، فالحل للمشاكل يتطلب مننا ان ننظر الى جميع جوانب التقصير فمن الواجب اعادة النظر بجميع هذه النواحي فرديةً كانت او حكومية و تصحيح المفاهيم المرورية و الالتزام بالانظمة المنصوصة و اتباع وسائل السلامة المرورية.