تايوان والكورونا: تجربه تستحق القراءه
جهينة نيوز -تايوان والكورونا: تجربه تستحق القراءه
د.باسم الزعبي
تعتبر تجربة تايوان في التعامل مع الكورنا واحدة من افضل التجارب في العالم وقد تكون الافضل رغم ان مجلة Forbes نشرت قبل يومين دراسة شملت 200 دوله في العالم واستخدمت 76 معيارا ولكل معيار علاماته وضعت تايوان في المرتبه السابعه في العالم من حيث درجة الامان من الفيروس.
اعتبرها رؤساء حكومات ومسؤولون في العالم مثالا يقتدى به وكثرت المطالبات بضمها الى منظمة الصحة العالميه للاستفادة من تجربتها واللافت ان الدول التي اقتدت بها صنفتها الدراسة السابقه في مرتبة افضل منها
وتكمن اهمية التجربه في انها وازنت من جهة بين الاقتصاد والتعليم وشؤون الحياه المختلفه من جهة وبين الصحة من جهة اخرى فلا هي اتبعت النهج المتطرف في التشدد مثل الصين ولا اتبعت النهج المتطرف في التراخي مثل السويد . والذي يميز التجربه التايوانيه ما يلي
• تايوان تبعد عن الصين 160كم فقط وهناك حركة تنقلات واسعه بينها وبين الصين وحركة تجاريه واسعه وهناك خط جوي نشيط بين تايوان وبين مدينة ووهان الصينيه بؤرة انتشار المرض في العالم وهناك حوالي 400 الف تايواني يعملون في الصين وضعفهم يسكنون هناك ويزورها سنويا 2.7 مليون صيني
• تايوان ليست عضوا في منظمة الصحة العالميه بسبب رفض الصين لعضويتها وعليه فهي لا تتلقى النصح او الدعم منها
• عدد سكانها 24 مليون نسمه ومجموع الاصابات فيها 395 والوفيات 6 واليوم وللمرة الثانيه خلال 3 ايام لا تسجل فيها اصابات وهي افضل من 160 دوله في العالم من حيث عدد الاصابات الى عدد السكان ( 17 بالمليون)
• تايوان لم تغلق المدارس والجامعات ولم تغلق المتاجر والمطاعم والمؤسسات الرسميه والخاصه بل سمحت ياستمرارها بالعمل
• اجراءات تايوان ركزت على التشدد في الحدود والسفر والتعليمات الوقائيه والحجر والعزل الصحي
• كانت الاسرع في العالم في التعامل مع المرض منذ 31 كانون اول 2019 باخاذ اجراءات التعامل مع الرحلات الجوية مع ووهان ومناطق تكثف المرض وايقافها حتى قبل اعلان الصين ومنظمة الصحة العالميه عن ماهية المرض والفيروس المسبب وامكانية انتقاله من انسان الى انسان
• وضعت سريعا تعليمات واسعه تشمل معرفة كل المعلومات المتعلقه بالمسافرين القادمين وصنفتهم حسب المنطقة القادم منها خلال الاسبوعين الاخيرين ثم ادخلت هذه المعلومات في تطبيق الكتروني في الاجهزه الخلويه لمتابعتهم
• حجرت منزليا او فندقيا القادمين من السفر (قد يكون العدد وصل 100 الف شخص) وتابعت هؤلاء بصرامه عبر تطبيق الكتروني خلوي حكومي يرتبط بتطبيقات تحديد الموقع مع اتصالات عشوائيه مع هؤلاء الاشخاص للتاكد من التزامهم ومنعتهم من اغلاق هواتفهم وفرضت على المخالفين للعزل المنزلي غرامات وصلت الى ما يعادل 33 الف دولار امريكي للمخالفه الواحده وبالمقابل قامت بتوزيع حوافز ماليه وعينيه يوميه على المحجورين والمعزولين
• اجرت فحوصا مخبرية للمحجورين قبل خروجهم
• قامت بتصنيع عشرات الملايين من الكمامات ومنعت تصديرها ونزلت اسعارها ووزعتها على الصيدليات والمراكز الصحيه وغيرها..
• وزعت ملايين الكمامات مجانا على المدارس مع سوائل التعقيم ...وبعد اكتفائها قامت باهداء الولايات المتحدة ودول اخرى 10 ملايين كمامه
• عممت على جميع المواطنين لبس الكمامه في الشارع والعمل وفرضت قواعد التباعد الاجتماعي في المدارس والعمل بمتر ونصف بين كل اثنين
• شجعت العمل في البيت
• منعت تواجد اكثر من خمسين شخصا معا في الاجتماعات وطبعا هذا عدد كبير
• فرضت غرامات تصل الى اكثر من 100 الف دولار امريكي على من ينشر اخبارا كاذبه ضاره عن مرض الكورونا
بقي ان نذكر ان دخل الفرد في تايوان يعادل 5 اضعاف دخل الفرد في الاردن وان لكل دوله في العالم خصوصيتها المتعلقه بامكاناتها ونظامها الصحي وقدرته على استيعاب الحالات المصابه في الازمات والكوارث والاوبئه والسلوك الاجتماعي والتربوي للسكان وان هناك في تايوان من يبدي مخاوفه وقلقه من عودة الانتشار بسبب عدم قيام الحكومه بمنع السفر كليا من والى تايوان.