منذ ان وعينا على عشق الرياضة ومتابعة تفاصيلها قبل ردح من الزمن ..ارتبطنا بحكم الشعبية والاثارة ونجومية اللاعبين بالرياضة الاولى في العالم ..ونعني بالطبع كرة القدم التي ورغم انها اخذت من وقتنا الكثير ..الا انها لم تمنعنا وقتها من متابعة ما يجري في الرياضة الشعبية الاخرى وهي كرة السلة ..وخصوصا في عهدها القديم والجميل عندما كان مراد بركات وشقيقه هلال وسمير نصار وزغلول وبشناق والسعيد ومعتوق ومرقص وساحلية والصعيدي وغيرهم يشكلون العصر الذهبي لكرة السلة الاردنية ..ويسجلون معها العديد من الانتصارات ومعها الانجازات العربية والاسيوية ..ويفرضون حضورهم الجميل في المنافسات الرياضية المختلفة ..هذا على صعيد المنتخب الوطني ..لكن على صعيد البطولات النادوية حدث ولا حرج ..!

كانت المنافسة التقليدية المثيرة بين القطبين الاهلي والارثوذكسي ..تشعل حماسة الجماهير وتدفعهم لمتابعة اللقاء فوق المدرجات ..التي كثيرا ما فاضت عن سعتها لشدة الاثارة التي تميز تلك المباراة ..حتى ان المباراة تلك لم تقم في احدى الجولات بسبب الاكتظاظ الجماهيري الذي وصل الى خطوط الملعب ..لكن ورغم ذلك لم تكن الاثارة تلك تتجاوز حدود الاخلاق والادب ..ولم تكن حساسية المباراة تعني الخروج عن السياق وذبح الروح الرياضية ..ان كان من النجوم الذين ساد بينهم كل الوان المحبة والاحترام ..او الجماهير التي اتسم سلوكها الحضاري بالتشجيع المثالي الانيق الموجه للاعبين دون ان تصدر عنهم اية اساءة لاطراف اللقاء الجماهيري الكبير ...!!

تعود المنافسة لتشتعل اليوم بعد ان نجحت اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة ..بتوفير الدعم للاندية وتشجيع فرقها على العودة للمشاركة والمنافسة على القاب البطولات المحلية ..عاد الارثوذكسي بعد احتجاب ومعه الاهلي والجزيرة والوحدات وغيرهم ..وعادت معهم الاثارة والجماهيرية بعد ان كانت البطولة تقام وسط مدرجات خاوية لا يرتادها سوى حفنة من المشجعين ..لكننا بتنا اليوم امام حالة جميلة من التشجيع ..اعادت للعبة روحها المفقودة وجعل للمنافسة طعم ولون وتميز ..لكنها وللاسف افرزت لونا جديدا من السلوك المستهجن لم نعتد عليه سابقا ..ان كان من اللاعبين الذين انحرف سلوك البعض منهم بصورة مؤسفة ..او الجماهير التي باتت تساهم القلة منها بافساد الاجواء الجميلة التي ودعناها سابقا ..وتجلى ذلك في اللقاء الاخير بين الاهلي والوحدات ..!!

اللجنة المؤقتة مطالبة بالوقف بحزم امام السلوكيات المستغربة والدخيلة على ملاعب كرة السلة ..واذا كان ثمن عودة الجماهير الى المدرجات بالصورة الحالية مع التصرفات المرفوضة فنحن في غنى عن كل هذا الامر ان كان الثمن نحر الروح الرياضية ...ولهذا نقول احذروا !!