عمّار محمد الرجوب يكتب :شارع البتراء.. شارع الموت بين الإهمال والمسؤولية

شارع البتراء.. شارع الموت بين الإهمال والمسؤولية

كل يوم نمرُّ بشارع البتراء ونرى ذلك الطريق الممتد الذي بات يُعرف باسم "شارع الموت". هذا الشارع الحيوي الواقع من اربد  وخاصه عند اشاره الصريح، المؤدي إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، أصبح شاهدًا على فقدان الأرواح ودموع الأهل. قبل أيام فقط، حصدت هذه الطريق حياة طالبة في ريعان الشباب، لتضاف إلى قائمة طويلة من الضحايا، كلهم ذهبوا ضحية مزيج من السرعة الزائدة وغياب التدابير اللازمة لسلامة المشاة.

من البديهي أن الموت هو قدر مكتوب علينا، كما جاء في قوله تعالى: "كل نفس ذائقة الموت" (آل عمران: 185)، إلا أن علينا الأخذ بالأسباب، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعقلها وتوكّل". وإننا حين ننظر إلى شارع البتراء، نرى حلًا بسيطًا كان من الممكن أن ينقذ أرواحًا ويمنع فاجعة فقدان الأحبة: بناء جسر مشاة فوق هذا الطريق الخطير.

إن البلدية ووزارة الأشغال العامة، بحكم مسؤوليتهما، مطالبون بحل سريع لهذه المشكلة من خلال بناء جسر مشاة بعد إشارة الصريح باتجاه جامعة العلوم والتكنولوجيا. إن شارع البتراء هو من أهم الشوارع في المنطقة، ويمر عبره الآلاف يوميًا، لا سيما طلاب الجامعة والعاملون فيها. ومع ازدحام الطريق وكثافة حركة المركبات، فإن الخطورة تتضاعف، حيث يجازف الكثيرون بقطع الشارع بسبب قلة الممرات الآمنة.

وقد شدد جلالة الملك عبد الله الثاني في أكثر من مناسبة على أن سلامة المواطنين فوق كل اعتبار، وأن الأولوية دائمًا يجب أن تكون لحماية الأرواح وتوفير البيئة الآمنة. لذا، نأمل أن تستجيب بلدية إربد الكبرى وتضع حلًا مستدامًا لحماية المواطنين والمشاة على هذا الطريق الخطير.

إن الأمل قائم بأن يتحقق التغيير وأن يتم تنفيذ جسر المشاة الذي طال انتظاره، والذي لن يكون مجرد بناء عابر، بل رمزًا لاحترام قيمة الحياة البشرية، ودرسًا في أهمية التخطيط الحضري والمسؤولية المجتمعية.
بقلم عمّار محمد الرجوب