لن ندير خدنا الأيسر..يكفينا ما تلقينا من صفعات....


كتب جهاد ابو بيدر

قبل أيام كتبت مقالا عن الجحود الذي يتعرض له الاردن قيادة وشعبا ووطناٌ والحمدلله لاقى المقال ردود فعل إيجابية كبيرة رغم ان بعض الاعزاء لامني على العنوان الذي اخترته للمقال على اعتبار ان العنوان كان استفزازياٌ وقد يستخدم في أطر اخرى ويتم استغلاله لمآرب خبيثة واعلم علم اليقين ان أصدقائي هؤلاء يعشقون الاردن ويخافون عليه أكثر مني بكثير ولكنني كنت افكر وانا اتبادل الحديث معهم "نعم نحن نخاف على الاردن " ولكن متى سيخاف أولئك الذين لا يعجبهم العجب مما يفعله الاردن من ردة فعلنا ان هم اساءوا لنا واساءوا لوطننا ؟ ان لم يحترموا ما نقوم به عليهم اذن ان يحسبوا الف حساب قبل أن يفكروا مجرد التفكير في الاساءة لبلد ذنبه انه قدم الكثير الكثير الكثير لامته العربيه ولعالمه الإسلامي ومع ذلك يلاقي جحودا من قبل أولئك الذين يكرهون ان يكون للاردن مثل هذا الدور " يعني لا برحموا ولا مخليين رحمة ربنا تنزل "
تعلمنا منذ صغرنا ان أحدا صفعك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر في إطار التسامح والعفو ولكن الأمر تجاوز الحدود مما أدى إلى تلقينا الصفعات تلو الصفعات من امعات وموتورين وحاقدين وناقمين شغلهم الشاغل فقط ان يضعوا"
العصي في الدواليب " وعند اول فرصة تسنح لهم للحصول على مكاسب ينقلبون ٣٦٠ درجة وهذا فعليا ما يحدث مع الاردن كوطن فالبعض ممن اقصدهم يتعاملون مع الوطن وفق نظرية المكاسب التي تتناسب مع المواقف المتبناة من قبلهم فكلما قلت المكاسب ازداد النقد والتخوين والإساءة من مثال " يطعمك الحج والناس راجعة "وحينما تبدأ المكاسب بالهطول كزخات المطر تنقلب الموازين اما بصمت مطبق او مدح على استحياء .
والخطأ الثاني الذي زرعوه في ادمغتنا ان" الكلاب تنبح والقافلة تسيير " ومن قال ان نباح الكلاب لا يخيف القافلة او يعطلها ولو نسبيا والأولى كان ان يعلموننا انك حينما تشاهد الكلاب من بعيد تريد أن تبدأ النباح فعليك وقف القافلة قليلا واشباع هذه الكلاب ضربا مبرحا حتى يصل الأمر إلى قطعان الكلاب الاخرى فلا تتجرأ بالنباح على قافلتك مرة أخرى

حساسيتنا في التعامل مع الأشقاء والاصدقاء واعتمادنا دائما على ردات الفعل هي من تضعنا دائما في قفص الاتهام" وهات تبرير وتفسير وتحليل" لنقول للعالم والله اننا نفعل خيرا بقلب صافي ومن مخزون الحب والوفاء والاخلاص لامتنا العربية ومع ذلك نبقى نحن في دائرة الشك حتى أصبح مواطننا العادي لا يثق لا بأعلامه ولا نوابه ولا اعيانه ولا حكوماته لأننا نتعامل مع المواضيع المختلفة بلغة " بدناش يزعلوا مننا بدناش نزعلهم ..الجماعة حساسين..وغيرها من الجمل المؤدبة والتي تسببت لنا بأن نصبح ممن يتلقون الصفعات تلو الصفعات وقطعان الكلاب تنبح في كل الاتجاهات

منذ بدء العدوان على غزة والأردن الرسمي والشعبي لم يتوقف في دعم الاخوة والأشقاء في غزة وليس غزة وحدها بل والضفة أيضا وقمنا بانزالات بالعشرات فوق غزة في ذروة الحرب وكان من بين هذه الانزالات ابنة الملك فمتى سمعنا ان ابنة رئيس او ملك او أمير او شيخ او او او حتى رئيس وزراء صعدت على طائرة عسكرية لإنزال مساعدات طبية وغذائية فوق سماء مشتعلة بالقصف والتفجير والصواريخ وحتى لو كان هناك تنسيق كما هي الحجة دائما أليس من الممكن "لا سمح الله" انطلاق صاروخ او قذيفة وتفجير الطائرة ومع ذلك قام الاردن بذلك. لم نر أحدا يتحدث عن تلك الانزالات وحينما رفع الغزيين هاشتاق طلب المساعدة من الاردن وقمنا بتلبية النداء بالانزال الأول على شواطئ غزة بدا ماكينة الكذب والإشاعة بالعمل ليلا نهارا " المساعدات نزلت بالبحر " المساعدات ما بتكفي حمولة شاحنة " نزلوا المساعدات في رفح لو انه النية صحيحة كان نزلوا مساعدات في الشمال " وغيرها من الإشاعات التي انزل الله بها من سلطان وحين تم الإنزال الثاني وكان على رأس الفريق الملك نفسه وهو أمر لم يحدث بالتاريخ ان قام ملك او رئيس او أمير او شيخ او حتى على مستوى وزير دفاع بالصعود على طائرة لتقديم المساعدات الغذائية والدوائية لأهلنا في غزة وهذه المرة وصلت المساعدات إلى البر ولم يسقط اي منها في البحر فجاءت حجة الشمال والجنوب وها هو الإنزال الثالث يتم في الشمال وأكثر من عشرين منطقة في غزة فما انتم طالبون منا ان نفعل حتى ترضون
كنت اسمع اغنية تعجبني كثيرا وانا شاب وتقول كلماتها " كنت افهمها العين بالعين كنت افهمها السن بالسن والبادي أظلم يا زين كيف صرنا ع البادي نِحِنْ .