كثيرون هم النجوم الذين يتركون المشهد الكروي بجماله وصخبه ومنافساته ...ثم يرحلون لكنهم لا يتركون اثرا كبيرا يخلد مشوارهم مع الساحرة الجميلة ..وقليل من النجوم من يركبون موج الشهرة بالاثر الايجابي الذي يطبعونه في نفوس وعقول عشاق الكرة ..ثم يغادرون وقد حفت بهم عبارات التقدير والاعجاب ..ورافقتهم سمعتهم العطرة وسلوكهم المثالي الرفيع الذي يكون بمثابة الزاد الذي يبقى بعد مغادرة محيط المستطيل الاخضر الجميل ..ولعل الحارس الفيصلاوي البارع لؤي العمايرة يعد واحدا من ابرز هؤلاء ..

لؤي العمايرة يشكل مسيرة كروية جميلة ..وقصة كتب فصولها بأحرف ذهبية كان خلالها يشكل البطل في رواية صاغ هو مفرداتها ..بالاداء والابداع والعزيمة والشجاعة والاصرار ..وقبل كل ذلك الاخلاق والسلوك الجميل الذي اثار من خلاله كل الوان التقدير والاعجاب ..فمنذ ان تابعناه يذود عن عرين الازرق ..لمسنا فيه وفاء عز نظيره فهو عند الفوز تراه وقد انفرجت اساريره لقناعته بأنه كان احد أبرز صناع الفوز ..بالنظر للمركز الذي يحتله في الفريق .. وعند الخسارة تكفهر في وجهه الدنيا ويلوذ بحزنه صامتا حزينا لكنه حتى في الكدر يضرب اروع الامثلة في كيفية تقبل الخسارة ..!

يودع الحارس المهذب عرينه بعد مسيرة طويلة .. زاخرة بكل الوان الابداعات والانجازات والبطولات العديدة التي حققها مع رفاقه من نجوم الفيصلي العريق ..يودع الشباك والرفاق والجماهيرية ..ويلوذ كما غيره بالعديد من الذكريات التي تخلد فصول الصفحة الاخيرة من كتاب المسيرة الكروية الجميلة ..بعد ان اسعد عشاقه بعطائه ..وترك في قلوبهم كل حالات الحب والعشق التي ربطت مسيرته الحلوة بهم ..وهو بمثابة الاثر الطيب الذي يتركه النجوم الكبار في يقين محبيهم وما اكثرهم .

وان كان الحارس الامين لؤي العمايره مثل غيره من النجوم الذين يودعون الكرة ..يفترض ان ترتبط مباراته الاحتفالية الاخيرة بذكريات يسترجعها كل حين ..فأن ما نتمناه معه ان يكون الحضور الجماهيري لمباراة اعتزاله من عشاق الفيصلي والفرق الاخرى ..متناسبا مع المسيرة المشرفة لهذا الحارس المبدع الذي مثل الازرق وذاد عن عرين النشامى ونقل ابداعاته الى شباب الاردن .. قبل ان ينهي المشوار مكللا بكل الوان الاعجاب والفخار ..

نودع مسيرة جميلة للحارس الجنتلمان لؤي العمايرة ..علنا نراه بعد حين وقد احتل المكانة التي يستحقها ضمن الاجهزة التدريبية لفرقنا ومنتخباتنا الوطنية ...كل التوفيق للنجم الانيق .//