تمني اقرب ما يكون للعتاب طاف اجواء القاعة الكبرى التي انطلقت فيها اعمال الملتقى الاول للاعلام الرياضي العسكري الذي يعقد في تونس لبحث الاسباب الكامنة وراء احجام وسائل الاعلام في الوطن العربي على ابراز انشطة الرياضة العسكرية بصورة لائقة جنبا الى جنب مع ذاك الاهتمام الذي يوليه للرياضة المدنية وخصوصا اللعبة الشعبية الاولى كرة القدم التي تكاد تطغى على كل ما عداها من الرياضات الاخرى من حيث المواكبة والاهتمام ..في حين لا تجد رياضة العسكر القليل من الاهتمام اسوة بغيرها .

وهو ما املى على المسؤولين في الاتحاد العربي للرياضة العسكرية لعقد هذا الملتقى للاجابة على السؤال الذي تصدر اللافتة الرئيسية وهو " ماذا تريد الرياضة العربية العسكرية من الاعلام الرياضي " ؟ والحقيقة ان السؤال على مشروعية طرحه يرسم الحالة التي وصلت اليها الرياضة العسكرية التي تجد الكثير من الاهتمام في الوطن العربي وتقام من اجلها العديد من البطولات المحلية والعربية ويشارك ابطالها في الدورات والبطولات الدولية ..لكنها لا تجد مساحة مناسبة من اهتمامات وسائل الاعلام المختلفة وهو الامر الذي اثار العديد من تساؤلات المسؤولين عن الرياضة العسكرية خلال الملتقى ..!

لكن المشكلة ان نفس المسؤولين الذين بحثوا عن تلك الاسباب اعترفوا صراحة بالتقصير في موضوع الاستقطاب الاعلامي لرياضتهم بحيث تذهب وفودهم للمشاركات المختلفة ..واخر ما يخطر على بالهم دعوة الاعلام الرياضي لمواكبة الاحداث الرياضية على اهميتها ..صحيح ان مهمة الاعلام الرياضي البحث عن الخبر ومواكبة الحدث.. لكن الصحيح ايضا ان تجاهل الدور الذي يلعبه الاعلام يضع اي حدث رياضي على الهامش لا سيما وان الرياضة العسكرية تحتاج لاعلام يساهم في ابرازها بصورة كبيرة ...!

نتمنى ان ينجح المؤتمر في رسم صورة المستقبل للرياضة العسكرية العربية بعد ان يقدر اصحابها الدور المهم للاعلام الرياضي بمنحه الاهتمام المطلوب حتى يساهم باخذ دوره في ابراز الدور اللافت لرياضة الجيش التي تحاكي شريحة كبيرة من المنتسبين للقوات المسلحة وكثيرا ما ساهم ابطالها في تحقيق الالقاب الكبيرة على مستتوى الوطن العربي ومنهم ابطال الاردن في الرياضات المختلفة ..

في النهاية تستحق الرياضة العسكرية العربية الدعم والاهتمام ..لكن قبل ذلك يستحق الاعلام ايضا خطوات جادة نحوهم من قبل العسكر ..حتى يجدوا الاجابة على السؤال الذي كان محور اعمال الملتقى ..!!