انهار مغشياً عليه.. إمام مسجد في الموصل يفقد الوعي من التأثُّر بعد الدعاء لغزة في صلاة التراويح
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشيخ عراقي أثناء إمامته لصلاة التراويح في أحد المساجد الكبرى بمدينة الموصل، واقتطعوا جزءاً من الصلاة توجّه فيه بالدعاء لغزة وأهلها، وذلك لكي يرفع الله عنهم البلاء في الحرب الدائرة عليهم منذ أكثر من 6 أشهر.
وفي الفيديو الذي انتشر عربياً، وتم تداوله وإعادة نشره بشكل واسع عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، خاصة إنستغرام وفيسبوك، ابتهل إمام جامع الحق في الموصل وتوجه بالدعاء لله لكي يرحم أمة المسلمين، ويرفع عنها البلاء، داعياً المولى أن يرسل الغوث والفرج لغزة، ويحقن دماء أهلها ويكتب لهم الفرج القريب.
وقد استرسل الشيخ في دعاء ليلة الـ27 من شهر رمضان، والمعروفة بليلة القدر، بانفعال شديد، وبدا في المقطع تهدُّج صوته بالبكاء، وبكاء المصلين من خلفه، رافعاً يديه في استحضار واضح، ثم ما لبث أن بدأ في فقدان توازنه من شدة التأثر، إلى أن سقط مغشياً عليه. ليحاول المصلون بعد ذلك إسعافه واستكمال إمامة الصلاة من بعده بالحاضرين.
الدعاء لغزة، خاصة في الدقيقة الأخيرة منه، التي خُصصت لغزة وأهلها، وردة فعل الشيخ من فقدانه للوعي، تسببا في اندلاع موجة من التفاعل والتضامن مع الشيخ من جهة، ومع القضية الفلسطينية ومعاناة سكان القطاع في الحرب الطاحنة عليهم من جهة أخرى.
وفي نهاية الدعاء، الذي ردده الإمام بانفعال وخشوع، قال: "إلهنا.. انصر عبادك المستضعفين في غزة. اللهم انصر عبادك المحاصَرين في غزة، قد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت".
وتابع: "اللهم أنت المجيب وهم المضطرون.. اللهم ارفع عنهم البلاء، وأنزل عليهم السكينة.. اللهم انتقم للدماء التي أُريقت، وللأنفس التي أُزهِقَت، وللأعراض التي انتُهكت، وللمساجد التي هُدِّمت".
وفي أبيات من قصيدة الاستغاثة للشيخ العراقي الصوفي عبدالقادر الجيلاني، ردد الإمام في دعوته: "ياغارة الله.. يا غارة الله جِدّي السير مُسرعةً".
والغارة هي الخيل المُغيرة، وهي اسم من الإغارة على العدو. ويرى المتخصصون في الفتاوى الإسلامية أنه بالرغم من عدم ورودها في السيرة النبوية أبداً، لكن ربما يُراد باستعمال هذا اللفظ استمداد النصر من الله وطلب انتقامه من عدوه.
ثم اختتم قبل أن يسقط مغشياً عليه: "اللهم إنهم ضعفاء.. تولّهم يا الله".
ومن بين التعليقات التي وردت على فيديو الدعاء لغزة، تعليق حساب باسم أحمد إبراهيم عبر إنستغرام يقول فيه: "أهل الموصل هم أعلم الناس بما يحصل بغزة الآن"، وذلك في إشارة إلى تاريخ المدينة العراقية الطويل مع الحروب والنزاعات المسلحة الطاحنة، والتي كان آخرها عملية تحرير الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في 2016، مخلفةً الآلاف من القتلى والجرحى.
ويقول حساب آخر يُدعى "Ziixu7": "يارب تقبل الدعاء.. اللهم انصرهم وثبّت أقدامهم، اللهم كن لهم عوناً ومعيناً". بينما تقول مدونة باسم نادية هاشم: " قلوبنا تعتصر ألماً ربي يفرج عليهم".
ويقول حساب باسم غيث لؤي: "محمد عطا الله، جزاه الله إمام جامع الحق في الموصل الصلاة وراه لازم (لابد) يصير فيها هذا الخشوع جزاه الله خيراً".
جدير بالإشارة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت ما يزيد على 30 ألفاً من القتلى و60 ألفاً آخرين من الجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى ارتكاب جرائم "إبادة جماعية".